أيدت سجنه 5 سنوات المحكوم بها عليه لارتباط التهم

إلغاء تغريم “عصبي” 200 دينار لضربه الشرطة وسبّهم و “نطح” أحدهم

| عباس إبراهيم

قبلت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬الاستئناف‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بقضية‭ ‬شاب‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬الذين‭ ‬قبضوا‭ ‬عليه‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحرق‭ ‬إثر‭ ‬مشاجرته‭ ‬مع‭ ‬سيدة‭ ‬ورفض‭ ‬الانصياع‭ ‬لأوامرهم‭ ‬بدخول‭ ‬الدورية‭ ‬ووجه‭ ‬لهم‭ ‬الإهانات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬وألغت‭ ‬عقوبة‭ ‬الغرامة‭ ‬بمبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬والمحكوم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده؛‭ ‬نظرا‭ ‬للارتباط‭ ‬بين‭ ‬التهم،‭ ‬وأيدت‭ ‬بالمقابل‭ ‬معاقبته‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬ورفضت‭ ‬الاستئناف‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬المدان‭ ‬نفسه‭.‬

وتتمثل‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسة‭ ‬لمركز‭ ‬شرطة‭ ‬المحرق‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغا‭ ‬مفاده‭ ‬وجود‭ ‬مشاجرة‭ ‬بين‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬نائب‭ ‬عريف‭ ‬بالتوجه‭ ‬لموقع‭ ‬البلاغ،‭ ‬الذي‭ ‬عند‭ ‬وصوله‭ ‬شاهد‭ ‬دورية‭ ‬نجدة‭ ‬وشرطي‭ ‬ورجلين‭ ‬مدنيين‭ ‬ممسكين‭ ‬بالمستأنف‭ ‬ضده،‭ ‬فطلب‭ ‬من‭ ‬الأخير‭ ‬الهدوء‭ ‬ومرافقته‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬لمعرفة‭ ‬المشكلة،‭ ‬ولكنه‭ ‬رفض‭ ‬ذلك‭ ‬وقام‭ ‬بالصراخ‭ ‬عليهم‭ ‬وسبهم‭ ‬وحاول‭ ‬الهرب،‭ ‬بأن‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭.‬

فتتبع‭ ‬نائب‭ ‬العريف‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬وأمسك‭ ‬بيده‭ ‬لكي‭ ‬يهدأ،‭ ‬ولكن‭ ‬الأخير‭ ‬دفعه‭ ‬بيده‭ ‬من‭ ‬صدره‭ ‬وتسبب‭ ‬بسقوط‭ ‬قبعته‭ ‬العسكرية،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬طلب‭ ‬دورية‭ ‬إسناد‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬أمسك‭ ‬به‭ ‬شرطي‭ ‬آخر‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬الهدوء،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المدان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دفع‭ ‬يده‭ ‬فأصابت‭ ‬زاوية‭ ‬الحائط،‭ ‬ولحقت‭ ‬به‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬إصابة،‭ ‬ولكنه‭ ‬ظل‭ ‬ممسكا‭ ‬بالمستأنف‭ ‬ضده‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬دورية‭ ‬عسكرية‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭.‬

واستمر‭ ‬المدان‭ ‬بالتلفظ‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬بألفاظ‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬مدعيا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬خاطئ،‭ ‬فتوجه‭ ‬له‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الخامس‭ ‬وتحدث‭ ‬معه‭ ‬لمعرفة‭ ‬سبب‭ ‬قيامه‭ ‬بتلك‭ ‬الأفعال‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬له‭ ‬وصرخ‭ ‬عليه‭ ‬وسبه،‭ ‬وعندما‭ ‬رفض‭ ‬مرافقته‭ ‬لمركز‭ ‬الشرطة‭ ‬أمسك‭ ‬بيده‭ ‬ليدخله‭ ‬إلى‭ ‬الدورية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬حاول‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬بواسطة‭ ‬رأسه‭ ‬فأمسك‭ ‬بيده‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬شرطي‭ ‬آخر‭ ‬وضع‭ ‬القيد‭ ‬الحديدي‭ ‬“الهفكري”‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬ولكنه‭ ‬قاومهما،‭ ‬وتسبب‭ ‬بإصابة‭ ‬لشرطي‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬اليمنى،‭ ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬عضّ‭ ‬يده‭.‬

وتمكن‭ ‬الشرطيان‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الأصفاد‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬يدي‭ ‬المدان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المذكور‭ ‬أمسك‭ ‬القيد‭ ‬بيده‭ ‬الأخرى،‭ ‬فحضر‭ ‬شرطي‭ ‬آخر‭ ‬وساعدهما‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وقيدوه‭ ‬بالأصفاد،‭ ‬وتوجهوا‭ ‬به‭ ‬للدورية،‭ ‬فلم‭ ‬يكتف‭ ‬المدان‭ ‬بذلك‭ ‬إذ‭ ‬بمجرد‭ ‬وصلوهم‭ ‬عند‭ ‬باب‭ ‬الدورية‭ ‬ضرب‭ ‬بمقدمة‭ ‬رأسه‭ ‬الجهة‭ ‬اليمنى‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬الشرطي‭.‬

وبعد‭ ‬إدخال‭ ‬الجاني‭ ‬للدورية‭ ‬أجلسوه‭ ‬بمنتصف‭ ‬المقعد‭ ‬الخلفي‭ ‬وجلس‭ ‬شرطيين‭ ‬عن‭ ‬يمينه‭ ‬ويساره‭ ‬وتحركوا‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬متوجهين‭ ‬لمركز‭ ‬شرطة‭ ‬المحرق‭.‬

وتفاجأ‭ ‬الشرطة‭ ‬خلال‭ ‬الطريق‭ ‬به‭ ‬يعتدي‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬الجالسين‭ ‬بجانبه،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬بركل‭ ‬سائق‭ ‬الدورية،‭ ‬فأمسك‭ ‬أحدهم‭ ‬رأس‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬وأنزله‭ ‬للأسفل‭ ‬لكي‭ ‬يهدأ،‭ ‬فقرر‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬سيهدأ‭ ‬ورفع‭ ‬يده‭ ‬عنه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬غدر‭ ‬بالشرطي‭ ‬ورفع‭ ‬رأسه‭ ‬بقوة‭ ‬ليضربه‭ ‬بمؤخرة‭ ‬رأسه‭ ‬على‭ ‬أنفه‭ ‬فسالت‭ ‬الدماء‭ ‬من‭ ‬الأخير،‭ ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الشرطي‭ ‬الثاني‭ ‬بجانبه‭ ‬بذات‭ ‬الطريقة‭ ‬ولكن‭ ‬الأخير‭ ‬تصدى‭ ‬له‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬رفض‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬الدورية‭ ‬عند‭ ‬وصولهم‭ ‬لمركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬ولم‭ ‬يتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشرطة،‭ ‬وظل‭ ‬يصرخ‭ ‬عليهم‭ ‬ويطالبهم‭ ‬بفتح‭ ‬“الهفكري”‭ ‬ويلقي‭ ‬عليهم‭ ‬ألفاظ‭ ‬السباب‭ ‬والشتائم‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬بقائه‭ ‬في‭ ‬الدورية،‭ ‬فابتعد‭ ‬عنه‭ ‬الشرطة‭ ‬لحين‭ ‬هدوئه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬ترجل‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬شاهد‭ ‬أحد‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬حتى‭ ‬بادره‭ ‬بالتهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬بالاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬ووصف‭ ‬الشرطة‭ ‬بألفاظ‭ ‬غير‭ ‬لائقة،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬امتنع‭ ‬الشرطة‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬عليه‭ ‬وقرروا‭ ‬الابتعاد‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬واضحة‭ ‬لضبط‭ ‬النفس،‭ ‬وعندما‭ ‬طلب‭ ‬أحدهم‭ ‬منه‭ ‬احترام‭ ‬الشرطة‭ ‬تعدى‭ ‬عليه‭ ‬المدان‭ ‬عبر‭ ‬“نطحه”‭ ‬برأسه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عضّ‭ ‬اصبع‭ ‬الابهام‭ ‬من‭ ‬يده‭ ‬اليسرى،‭ ‬وهدده‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬فتم‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وتم‭ ‬إدخاله‭ ‬للتوقيف‭.‬

فأحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬الخمسة‭ ‬أثناء‭ ‬تأديتهم‭ ‬لأعمال‭ ‬وظيفتهم‭ ‬وأحدث‭ ‬بهم‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬وأفضى‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬الى‭ ‬مرض‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الأول‭ ‬وعجزه‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بأعماله‭ ‬الشخصية‭ ‬مدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬يوما‭ ‬ولم‭ ‬يفض‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬إلى‭ ‬مرض‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬باقي‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬عن‭ ‬أعمالهم‭ ‬الشخصية‭ ‬لمدة‭ ‬20‭ ‬يوما‭.‬

ثانيا‭: ‬رمى‭ ‬علنا‭ ‬الموظفين‭ ‬سالفي‭ ‬الذكر‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬أعمالهم‭ ‬بما‭ ‬يخدش‭ ‬شرفهم‭ ‬واعتبارهم‭ ‬بأن‭ ‬وجه‭ ‬لهم‭ ‬الألفاظ‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق‭.‬

ثالثا‭: ‬أهان‭ ‬بالقول‭ ‬الموظفين‭ ‬العموميين‭ ‬سالفي‭ ‬الذكر‭ ‬أثناء‭ ‬تأديتهم‭ ‬لأعمال‭ ‬وظيفتهم‭.‬