رعاية سمو رئيس الوزراء لمرضى السكلر وصلت للعالمية

الكاظم بـ “لايف” عبر انستغرام “البلاد”: توجيهات سموه أفضت بالوصول إلى 3 لقاحات

| ابراهيم النهام

حين‭ ‬استقبلني‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬كعادة‭ ‬كل‭ ‬قائد‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬أوجاع‭ ‬المرء‭ ‬والآلامه،‭ ‬ولقد‭ ‬توقعت‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬حالنا‭ ‬كمرضى‭ ‬“سكلر”،‭ ‬لكن‭ ‬سموه‭ ‬لم‭ ‬يفكر‭ ‬بالنهج‭ ‬التقليدي،‭ ‬بل‭ ‬فكر‭ ‬بشكل‭ ‬كوني،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يحفل‭ ‬بتغيير‭ ‬حال‭ ‬مريض‭ ‬“السكلر”‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬عالميا‭.‬

انشأ‭ ‬مركز‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬الوراثية،‭ ‬ثم‭ ‬دعا‭ ‬بعد‭ ‬افتتاحه‭ ‬بعام،‭ ‬الى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬بمشاركة‭ ‬32‭ ‬متحدثا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ليرسموا‭ ‬سياسات‭ ‬العلاج‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وخرجنا‭ ‬بتوصيات‭ ‬جميعها‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬“جون‭ ‬هوبكيز”‭ ‬الأميركي،‭ ‬وهو‭ ‬يتطلع‭ ‬الى‭ ‬ترجمة‭ ‬العيادة‭ ‬المتعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬تسعى‭ ‬اليوم‭ ‬لذات‭ ‬الغرض‭.‬

وأكمل‭ ‬الكاظم‭ ‬بأن‭ ‬“سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لم‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭ ‬هنا‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬سمة‭ ‬تحتسب‭ ‬لسموه‭ ‬الكريم،‭ ‬والذي‭ ‬يهتم‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬لإيجاد‭ ‬لقاح‭ ‬حاسم‭ ‬للمرض‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬توليه‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬جدواه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمحدودية‭ ‬عدد‭ ‬المرضى”‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“هذا‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬به‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬شجع‭ ‬للخروج‭ ‬بلقاحات‭ ‬تساعد‭ ‬المرضى‭ ‬على‭ ‬التشافي،‭ ‬ولقد‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬3‭ ‬منها‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬التسعة‭ ‬الماضية،‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الماضية‭ ‬شاركت‭ ‬البحرين‭ ‬بتطوير‭ ‬ثلاثة‭ ‬أدوية‭ ‬منها،‭ ‬برؤية‭ ‬قائد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ينظر‭ ‬الى‭ ‬9000‭ ‬مصاب‭ ‬بحريني،‭ ‬بل‭ ‬للإنسان‭ ‬نفسه،‭ ‬وكيف‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نخدم‭ ‬الإنسانية”‭.‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬لــ‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مرضى‭ ‬“السكلر”،‭ ‬قال‭ ‬الكاظم‭ ‬“ما‭ ‬يزال‭ ‬مريض‭ ‬الخلية‭ ‬المنجلية‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬والكثيرون‭ ‬منهم‭ ‬يصلون‭ ‬للأربعين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬بدون‭ ‬وظيفة،‭ ‬وإذ‭ ‬ما‭ ‬توفى‭ ‬المريض‭ ‬فإن‭ ‬عائلته‭ ‬معرضة‭ ‬لملاحقات‭ ‬البنوك‭ ‬لدفع‭ ‬قروضه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬ترفض‭ ‬التأمين‭ ‬عليه”‭.‬

ويواصل‭ ‬الكاظم‭ ‬بقوله‭: ‬“هذه‭ ‬الفئة‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تشريع‭ ‬لتمكينها،‭ ‬ولجعلها‭ ‬قوية،‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتعايش‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬ننتظره‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬المشرعين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب”‭.‬

وعن‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجه‭ ‬لها‭ ‬مرضى‭ ‬“السكلر”‭ ‬بقسم‭ ‬الحوادث‭ ‬والطوارئ‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬سيظل‭ ‬مستمرا،‭ ‬لكنني‭ ‬أشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمر‭ ‬اليوم‭ ‬بظرف‭ ‬استثنائي‭ ‬ومتغير‭ ‬وهو‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”،‭ ‬وبأنه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متاحًا‭ ‬أمس‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أقل‭ ‬اليوم،‭ ‬واتساءل‭ ‬هنا‭: ‬هل‭ ‬ما‭ ‬نواجه‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ‭ ‬من‭ ‬صعوبات،‭ ‬هو‭ ‬لمريض‭ (‬السكلر‭) ‬فقط‭ ‬أم‭ ‬لغيره‭ ‬أيضا”‭.‬

وعن‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬أجاب‭ ‬الكاظم‭ ‬إنه‭ ‬يوجد‭ ‬“ثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬وستمائة‭ ‬وسبعون،‭ ‬موزعة‭ ‬بالتناصف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬إن‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬الأكثر‭ ‬هي‭ ‬عند‭ ‬الذكور،‭ ‬ولقد‭ ‬هبطت‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬بالمجمل‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬62‭ % ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ملحوظ‭ ‬دولياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬كالهند‭ ‬وجمايكا،‭ ‬حيث‭ ‬ينظرون‭ ‬بجدية‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها”‭.‬

وفي‭ ‬تساؤل‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬زواج‭ ‬الأقارب‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬الزواج‭ ‬نفسها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصابين،‭ ‬علق‭ ‬الكاظم”‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬متميزة‭ ‬بوعي‭ ‬الشعب،‭ ‬ولقد‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬لمعدلات‭ ‬متقدمة‭ ‬جدا‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم”‭.‬

وأردف‭ ‬أنه‭ ‬“عندما‭ ‬أقر‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬بالزامية‭ ‬الفحص‭ ‬قبل‭ ‬الزواج،‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬هنا‭ ‬4‭ ‬مواليد‭ ‬مصابين‭ ‬بـ‭ ‬“السكلر”‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬100،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬اصبحوا‭ ‬4‭ ‬مصابين‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬اصبحوا‭ ‬4‭ ‬مصابين‭ ‬لكل‭ ‬عشرة‭ ‬الالاف،‭ ‬بصورة‭ ‬تعكس‭ ‬وعي‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وتحمله‭ ‬للمسئولية‭ ‬المطلوبة‭ ‬منه”‭.‬

ويعتدل‭ ‬الكاظم‭ ‬بجلسته‭ ‬قائلاً‭ ‬إنه‭ ‬“سألتني‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬مراسلة‭ ‬أجنبية‭ ‬عن‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬قصة‭ ‬النجاح‭ ‬هذه،‭ ‬فأجبتها‭ ‬وبثقة‭ ‬بسبب‭ ‬“الجدة‭ ‬البحرينية”‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬هذا‭ ‬النموذج،‭ ‬بإصرارها‭ ‬ومباركتها‭ ‬في‭ ‬الزواج،‭ ‬وبأهمية‭ ‬الفحص،‭ ‬واذا‭ ‬كان‭ ‬الفحص‭ ‬غير‭ ‬متطابق‭ ‬تهدد‭ ‬بمقاطعة‭ ‬الزواج‭ ‬نفسه،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وأؤكد‭ ‬لك‭ ‬أننا‭ ‬نتجه‭ ‬لتصفير‭ ‬ولادة‭ ‬مصابي‭ (‬السكلر‭)‬”‭.‬

وعن‭ ‬أهم‭ ‬التوصيات‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬العلاج‭ ‬للمرضى،‭ ‬قال‭ ‬الكاظم‭ ‬إنه‭ ‬“لدي‭ ‬توصيات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الحكومي‭ ‬والسلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وباتجاه‭ ‬الأفراد،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬للشق‭ ‬الأول‭ ‬فنحن‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬بحاجة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬حق‭ ‬مرضى‭ (‬السكلر‭) ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬وفي‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬عبر‭ ‬الثقة‭ ‬فيه،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬منهم‭ ‬وزيرًا‭ ‬ذات‭ ‬اليوم”‭.‬

وأردف‭ ‬“أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشق‭ ‬الثاني‭ ‬فإن‭ ‬المريض‭ ‬مطلوب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتقاعس،‭ ‬بل‭ ‬يعمل‭ ‬ويناضل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنه،‭ ‬وفي‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬السعي‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقه”‭.‬