المحامي ربيع يُقدِّم إضاءة قانونية عن ضوابط قانون الإفلاس

مستندات طلب الإفلاس تحيط المحكمة بأسباب تعسر التاجر

| محرر الشؤون المحلية

طلبت‭ ‬“البلاد”‭ ‬إضاءة‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬عن‭ ‬حيثيات‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بشأن‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬أكده‭ ‬بوجوب‭ ‬تقديم‭ ‬لائحة‭ ‬إشهار‭ ‬الإفلاس‭ ‬متضمنة‭ ‬بيانات‭ ‬ومستندات،‭ ‬وإلا‭ ‬قرر‭ ‬القاضي‭ ‬رفض‭ ‬إشهار‭ ‬الافلاس‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الإضاءة‭:‬

دعوى‭ ‬الإفلاس‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬هي‭ ‬طريق‭ ‬للتنفيذ‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬المدين‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬ديونه‭ ‬نتيجة‭ ‬اضطراب‭ ‬مركزه‭ ‬المالي،‭ ‬وذلك‭ ‬بتحصيل‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬وتوزيع‭ ‬الناتج‭ ‬بين‭ ‬الدائنين‭ ‬توزيعا‭ ‬عادلا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مؤداه‭ ‬اقتصار‭ ‬هذه‭ ‬الدعوى‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬حالة‭ ‬معينة‭ ‬هي‭ ‬توقف‭ ‬التاجر‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬ديونه‭ ‬التجارية‭ ‬نتيجة‭ ‬اضطراب‭ ‬أحواله‭ ‬المالية‭.‬

وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬يقتضى‭ ‬الإحاطة‭ ‬بالوقائع‭ ‬المكونة‭ ‬لحالة‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬مديونيات‭ ‬المدين‭ ‬طالب‭ ‬شهر‭ ‬الإفلاس‭ ‬وبيان‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التوقف‭ ‬ينبئ‭ ‬عن‭ ‬اضطراب‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬حالته‭ ‬المالية‭ ‬ويزعزع‭ ‬ائتمانه‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬طالب‭ ‬الإفلاس‭ ‬تقديم‭ ‬المستندات‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تمكين‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬تحيط‭ ‬بكافة‭ ‬إيراداته‭ ‬المتحصلة‭ ‬عن‭ ‬تجارته‭ ‬ومصروفاته‭ ‬وصولا‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬مقدار‭ ‬أرباحه‭ ‬و‭ ‬خسائره‭ ‬وصولا‭ ‬للإحاطة‭ ‬بأسباب‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬الديون،‭ ‬فإذا‭ ‬عجز‭ ‬المدعى‭ ‬عن‭ ‬إثبات‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬إثبات‭ ‬توافر‭ ‬الشرائط‭ ‬التي‭ ‬تطلبها‭ ‬القانون‭ ‬لإمكان‭ ‬القضاء‭ ‬بإشهار‭ ‬إفلاسه‭.‬

ومن‭ ‬قبيل‭ ‬تلك‭ ‬المستندات‭ ‬الدفاتر‭ ‬التجارية‭ ‬والبيانات‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأعماله‭ ‬عن‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب‭ ‬وتفاصيل‭ ‬كل‭ ‬دَين‭ ‬ومقداره‭ ‬والمستندات‭ ‬المؤيِّدة‭ ‬له،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬الدفع‭ ‬الذي‭ ‬يبرر‭ ‬إشهار‭ ‬الإفلاس‭ ‬هو‭ ‬عجز‭ ‬المدين‭ ‬التاجر‭ ‬عن‭ ‬الوفاء‭ ‬بديونه‭ ‬في‭ ‬مواعيد‭ ‬استحقاقها‭ ‬وينبئ‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬مالي‭ ‬مضطرب‭ ‬وضائقة‭ ‬مستحكمة‭ ‬يتزعزع‭ ‬معها‭ ‬ائتمان‭ ‬التاجر‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬حقوق‭ ‬دائنيه‭ ‬للخطر‭.‬

‭ ‬ويشترط‭ ‬في‭ ‬الدَّين‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬دفعه‭ ‬سببا‭ ‬لشهر‭ ‬الإفلاس‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خاليا‭ ‬من‭ ‬النزاع،‭ ‬معين‭ ‬المقدار،‭ ‬حال‭ ‬الأداء،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬تجاريا‭.‬

ومتى‭ ‬ثبتت‭ ‬صفة‭ ‬التاجر،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬يعتبر‭ ‬متعلقا‭ ‬بتجارته‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬العكس،‭ ‬ولا‭ ‬يُشترطَ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التوقف‭ ‬شاملا‭ ‬جميع‭ ‬الديون‭ ‬،بل‭ ‬يكفي‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭.‬