“البلاد” تنشرا حكما جديدا لمحكمة التمييز لتاجر أفلس دون تقديم مستندات للقضاء

المحكمة للمتعثرين: لا إشهار للإفلاس قبل بيان تاريخكم المالي

| راشد الغائب

كثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬المتعثرين‭ ‬والذين‭ ‬يتقدمون‭ ‬بطلبات‭ ‬إفلاسهم‭ ‬للمحكمة‭ ‬لا‭ ‬يستوفون‭ ‬إيداع‭ ‬المستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتأكيد‭ ‬حالة‭ ‬إفلاسهم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬بيانات‭ ‬ترتبط‭ ‬بحالتهم‭ ‬المتعسرة‭ ‬أو‭ ‬دفاترهم‭ ‬المالية‭.‬

معظمهم‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬للمحكمة‭ ‬وطلب‭ ‬الحماية‭ ‬بمظلة‭ ‬قانون‭ ‬الإفلاس‭ ‬الجديد‭ ‬يعني‭ ‬دخولهم‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬ضمن‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬مزايا‭ ‬التشريع‭.‬

ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بمبدأ‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬جديد‭ ‬غير‭ ‬منشور‭ ‬من‭ ‬وجوب‭ ‬تقديم‭ ‬لائحة‭ ‬إشهار‭ ‬الإفلاس‭ ‬متضمنة‭ ‬بيانات‭ ‬ومستندات،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭: ‬تقرير‭ ‬يتضمن‭ ‬وصف‭ ‬لأوضاع‭ ‬المدين‭ ‬المالية،‭ ‬ومعلومات‭ ‬عن‭ ‬أمواله،‭ ‬وطبيعتها‭ ‬وبيانات‭ ‬العاملين‭ ‬لديه،‭ ‬وصورة‭ ‬عن‭ ‬البيانات‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأعماله‭ ‬عن‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب،‭ ‬وبيان‭ ‬بأسماء‭ ‬الدائنين‭ ‬والمدينين‭ ‬وعناوينهم‭ ‬ومقدار‭ ‬حقوقهم‭.‬

وتنشر‭ ‬“البلاد”‭ ‬أبرز‭ ‬حيثيات‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ (‬الدائرة‭ ‬الأولى‭ ‬التجارية‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬نطقت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭.‬

طرفا‭ ‬القضية‭: ‬الطاعن‭ ‬شخص‭ ‬مفلس‭ ‬وشركته،‭ ‬أما‭ ‬المطعون‭ ‬ضدهم،‭ ‬فعدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬والمقاولات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

 

قصة‭ ‬القضية

الطاعنان‭ ‬أقاما‭ ‬دعوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬المطعون‭ ‬ضدهم‭ ‬بطلب‭ ‬الحكم‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬حسابي‭ ‬لبيان‭ ‬مراكزهما‭ ‬المالية،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬شهر‭ ‬إفلاسهما‭.‬

‭ ‬وقالا‭ ‬بيانا‭ ‬لدعواهما‭ ‬أنهما‭ ‬تاجران،‭ ‬واضطربت‭ ‬أعمالهما‭ ‬التجارية،‭ ‬وعجزا‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬ديونهما،‭ ‬فكانت‭ ‬الدعوى‭. ‬

حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى،‭ ‬استأنف‭ ‬الطاعنان‭ ‬ذلك‭ ‬القضاء‭ ‬بالاستئناف‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية،‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭/‬10‭/‬2019‭. ‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بالتأييد‭.‬

وطعن‭ ‬الطاعنان‭ ‬بالحكم‭ ‬بطريق‭ ‬التمييز‭.‬

 

حيثيات‭ ‬الحكم

إن‭ ‬ما‭ ‬ينعي‭ ‬به‭ ‬الطاعنان‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬بسبب‭ ‬الطعن‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب،‭ ‬إذ‭ ‬أيد‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬القاضي‭ ‬برفض‭ ‬دعواهما‭ ‬لعدم‭ ‬تقديمهما‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬اشترطها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬الإفلاس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنهما‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬المستندات،‭ ‬ولا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬حصر‭ ‬مديونيتهما؛‭ ‬لذا‭ ‬تمسكا‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬الدعوى،‭ ‬وإذ‭ ‬التفت‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬طلبهما،‭ ‬بما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬غير‭ ‬سديد،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬البين‭ ‬من‭ ‬استقراء‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2018‭ ‬بشأن‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬إعادة‭ ‬التنظيم‭ ‬والإفلاس،‭ ‬إن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬عدل‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬القديم‭ ‬لمفهوم‭ ‬نظام‭ ‬الإفلاس‭ (‬Bankruptcy‭)  ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سائدا‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬لسنة‭ ‬1978‭ ‬الملغي،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الإجراء‭ ‬القانوني‭ ‬الخاص‭ ‬بالتاجر‭ ‬–‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬فردا‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ - ‬غير‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬الديون‭ ‬المستحقة‭ ‬عليه،‭ ‬لاضطراب‭ ‬أحواله‭ ‬المالية،‭ ‬إذ‭ ‬تبدأ‭ ‬عملية‭ ‬الإفلاس‭ ‬بتقديم‭ ‬المدين‭ ‬لائحة‭ ‬من‭ ‬قبله،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدائنين،‭ ‬للحكم‭ ‬بشهر‭ ‬إفلاس‭ ‬التاجر‭ ‬المتعثر،‭ ‬ويتم‭ ‬بعدها‭ ‬تقدير‭ ‬كافة‭ ‬أصوله‭ ‬المادية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصفيتها،‭ ‬وتوزيع‭ ‬قيمتها‭ ‬على‭ ‬الدائنين‭ ‬توزيعا‭ ‬عادلا‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الأحكام‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التجاري،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬علية‭ ‬تعبير‭ ‬الموت‭ ‬المدني‭ (‬Mort civile‭).‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬تبنى‭ ‬حزمة‭ ‬تشريعية‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬لدعم‭ ‬التجارة،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬منها‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2018،‭ ‬والذي‭ ‬اعتمد‭ ‬فيه‭ ‬مفهوما‭ ‬مغايرا‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬القانون‭ ‬الملغي،‭ ‬وضع‭ ‬بموجبه‭ ‬مجموعة‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬حمائية‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬مساعدة‭ ‬التاجر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬عملياته،‭ ‬وأمواله‭ ‬وبرمجتها،‭ ‬ليتجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬التعثر،‭ ‬ويحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬من‭ ‬مشروعه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بالمملكة‭ ‬ويقويه‭.‬

وإن‭ ‬البين‭ ‬من‭ ‬النص‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬7‭/ ‬ج‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون‭ ‬أنه‭ ‬إذ‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬عدم‭ ‬استيفاء‭ ‬لائحة‭ ‬الدعوى‭ ‬المتطلبات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬وجب‭ ‬عليها‭ ‬إعلام‭ ‬المدين‭ ‬بأوجه‭ ‬النقص،‭ ‬وإعطاؤه‭ ‬فرصه‭ ‬معقولة‭ ‬تحددها‭ ‬لتصحيح‭ ‬أو‭ ‬استكمال‭ ‬أوجه‭ ‬النقص،‭ ‬وإلا‭ ‬جاز‭ ‬لها‭ ‬رفض‭ ‬الدعوى‭ ‬أو‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬نظرها‭ ‬بالحالة‭ ‬المرفوعة‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬تستصوبه‭.‬

وكان‭ ‬النص‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬12‭/‬أ‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشتمل‭ ‬عليها‭ ‬لائحة‭ ‬دعوى‭ ‬المدين‭ ‬لافتتاح‭ ‬إجراءات‭ ‬الإفلاس‭ ‬1‭- ‬اسم‭ ‬المدين،‭ ‬ومحل‭ ‬إقامته،‭ ‬ومحله‭ ‬المختار،‭ ‬ورقم‭ ‬الهاتف،‭ ‬ورقمه‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬رقم‭ ‬سجله‭ ‬التجاري،‭ ‬ورقم‭ ‬الفاكس،‭ ‬والبريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أن‭ ‬وجد‭. ‬2‭- ‬تقرير‭ ‬يتضمن‭ ‬وصف‭ ‬لأوضاع‭ ‬المدين‭ ‬المالية،‭ ‬ومعلومات‭ ‬عن‭ ‬أمواله،‭ ‬وطبيعتها‭ ‬وبيانات‭ ‬العاملين‭ ‬لديه‭. ‬3‭- ‬بيان‭ ‬يحدد‭ ‬فيه‭ ‬المدين‭ ‬بوضوح‭ ‬طلب‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬إعادة‭ ‬التنظيم‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬التصفية‭. ‬4‭ ‬–‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬البيانات‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأعماله‭ ‬عن‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب‭. ‬5‭- ‬قائمة‭ ‬بجميع‭ ‬أموال‭ ‬المدين‭ ‬المستثناة‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬التفليسة‭. ‬6‭- ‬بيان‭ ‬بأسماء‭ ‬الدائنين‭ ‬والمدينين‭ ‬وعناوينهم‭ ‬ومقدار‭ ‬حقوقهم‭... ‬ج‭ ‬–‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المدين‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬مستندات‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المادة،‭ ‬وجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبين‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬دعواه‭. ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تحتوِ‭ ‬لائحة‭ ‬دعوى‭ ‬المدين‭ ‬بطلب‭ ‬شهر‭ ‬إفلاسه‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬والتي‭ ‬اشترطها‭ ‬القانون‭ ‬جاز‭ ‬للقاضي‭ ‬الحكم‭ ‬برفض‭ ‬طلب‭ ‬شهر‭ ‬الإفلاس‭ ‬سيما‭.‬

‭ ‬وإن‭ ‬البين‭ ‬من‭ ‬المستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬أنها‭ ‬خاصة‭ ‬بالتاجر‭ ‬المدين‭ ‬وتصدر‭ ‬منه،‭ ‬ولا‭ ‬يستلزم‭ ‬تجهيزها‭ ‬إجراءات‭ ‬خاصة،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬الثابت‭ ‬بالأوراق،‭ ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬المؤيد‭ ‬لحكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬انتهى‭ ‬في‭ ‬قضائه‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬دعوى‭ ‬الطاعنين‭ ‬بطلب‭ ‬الحكم‭ ‬شهر‭ ‬إفلاسهما،‭ ‬لعدم‭ ‬تقديمهما‭ ‬المستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬التي‭ ‬اشترطها‭ ‬القانون،‭ ‬وعدها‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الواجب‭ ‬عليهما‭ ‬تنفيذها،‭.‬

ولا‭ ‬ينال‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬نعى‭ ‬به‭ ‬الطاعنان‭ ‬بسبب‭ ‬طعنهما‭ ‬من‭ ‬أنهما‭ ‬لم‭ ‬يستطيعا‭ ‬تجهيز‭ ‬المستندات،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬مردود‭ ‬بأن‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬متعلقة‭ ‬بتجارتهما،‭ ‬وتصدر‭ ‬منهما،‭ ‬ولا‭ ‬يستلزم‭ ‬تجهيزها‭ ‬إجراءات‭ ‬خاصة،‭ ‬ولا‭ ‬مخاطبة‭ ‬إدارات‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬خاصة‭ ‬لاستخراجها‭ ‬منها‭.‬

ولا‭ ‬يدحض‭ ‬مما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬ساقه‭ ‬الطاعنان‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬لطلبهما‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬الدعوى،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لتكوين‭ ‬عقيدتها،‭ ‬فإذ‭ ‬خلص‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬تأييد‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬القاضي‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬الطاعنين،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬طبق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬الصحيح،‭ ‬ويكون‭ ‬النعي‭ ‬عليه‭ ‬بسبب‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أساس‭. ‬

ولما‭ ‬تقدم،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬رفض‭ ‬الطعن‭.‬

 

المنطوق

حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬برفضه،‭ ‬وألزمت‭ ‬الطاعنين‭ ‬المصاريف‭.‬