أصحاب أعمال لـ “البلاد”: 80 % من العمالة الهاربة إفريقية

إغلاق 13 مكتب استقدام منذ ظهور الجائحة

| بدور المالكي

نفى‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬عقيل‭ ‬المحاري،‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مكتب‭ ‬مرخص‭ ‬للتوظيف‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ضبطها‭ ‬مؤخرا،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬“التباسا”‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الصحفيين‭ ‬باستخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬“لا‭ ‬يوجد‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬حاليا،‭ ‬وإنما‭ ‬يوجد‭ ‬مكاتب‭ ‬توظيف،‭ ‬منوها‭ ‬أن‭ ‬الـ‭ ‬19‭ ‬مكتبا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬مؤسسات‭ ‬تنظيف‭ ‬تزاول‭ ‬المهنة‭ ‬بنظام‭ ‬الساعات‭ ‬او‭ ‬النظام‭ ‬الشهري‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عمال‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث،‭ ‬وما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الوزارة‭ ‬هو‭ ‬ضبط‭ ‬مخالفين‭ ‬يعملون‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ترخيص،‭ ‬وليس‭ ‬استقدام،‭ ‬فنحن‭ ‬مكاتب‭ ‬التوظيف‭ ‬أي‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام”‭ .‬

وأكد‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬التصنيف‭ ‬المقيد‭ ‬لدى‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬وفي‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬مكتب‭ ‬توظيف،‭ ‬مردفا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الاستقدام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مكتب‭ ‬التوظيف‭ ‬أو‭ ‬مكتب‭ ‬التوريد‭ ‬وكلها‭ ‬ملتزمة‭ ‬وعليها‭ ‬رقابة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

وناشد‭ ‬المحاري‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بضرورة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬لمكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬،‭ ‬منوها‭ ‬أن‭ ‬“عملية‭ ‬الاستقدام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬تستغرق‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬لغاية‭ ‬جلب‭ ‬العمل‭ ‬المنزلي،‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬إصدار‭ ‬التأشيرات‭ ‬رسميا‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فنحن‭ ‬نناشد‭ ‬جميع‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬بفتح‭ ‬التأشيرات‭ ‬الجديدة‭ ‬مع‭ ‬اتخاذها‭ ‬جميع‭ ‬الاحترازات‭ ‬الضرورية‭ ‬أسوة‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬مزاولة‭ ‬العمل‭ ‬مثل‭ ‬الصالونات‭ ‬وغيرها”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“عدد‭ ‬مكاتب‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬كان‭ ‬108‭ ‬مكاتب،‭ ‬وأصبح‭ ‬الآن‭ ‬95‭ ‬مكتبا‭ ‬فقط؛‭ ‬لأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكاتب‭ ‬ألغيت‭ ‬سجلاتها،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تعمل‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬مستمرون‭ ‬بتقديم‭ ‬الرواتب‭ ‬للعاملين‭ ‬لدينا‭ ‬وتأمين‭ ‬السكن‭ ‬ودفع‭ ‬الإيجارات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مصدر‭ ‬لرزق‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬والكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬اصحاب‭ ‬المكاتب‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬راتب‭ ‬تقاعدي،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬ثانٍ‭ ‬لمعيشتهم‭ ‬وعوائلهم،‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المدخول‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬الحياة”،‭ ‬داعيا‭ ‬جهات‭ ‬المختصة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬إصدار‭ ‬التأشيرات‭ ‬للعمالة‭ ‬المنزلية؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتضرر‭ ‬جميع‭ ‬المكاتب‭ ‬وتضطر‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬باب‭ ‬رزقها‭.‬

صعب‭ ‬جدا

وكشف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬التوظيف‭ ‬لـ‭ ‬“‭ ‬البلاد‭ ‬“‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬أصبح‭ ‬صعبا‭ ‬جدا،‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬أغلقت‭ ‬أبوابها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬أصحابها‭ ‬عن‭ ‬الإيفاء‭ ‬بالالتزامات‭ ‬المادية‭ ‬المترتبة‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬رواتب‭ ‬وإيجارات‭ ‬ومصاريف‭ ‬يومية‭ ‬تستنزف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬“‭ ‬إيراد‭ ‬“‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وقالوا‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬أصحاب‭ ‬المكاتب‭ ‬أغلقوا‭ ‬المكاتب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬تمثل‭ ‬حملا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومسؤولية‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الإيفاء‭ ‬بها‭.‬

وأكد‭ ‬صاحب‭ ‬مكتب‭ ‬“بتايا”‭ ‬للخدمات‭ ‬حسن‭ ‬خميس‭ ‬أن‭ ‬مكتبه‭ ‬متخصص‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬أشغال‭ ‬التنظيف‭ ‬والتعقيم،‭ ‬وهو‭ ‬مكتب‭ ‬مرخص‭ ‬قانونيا‭ ‬ورسميا،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬مكتب‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬التنظيف،‭ ‬أو‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬،‭ ‬مرخصا‭ ‬قانونيا‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬عمله‭ ‬قانونيا‭ ‬ومصرحا‭ ‬به‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يؤيد‭ ‬حملات‭ ‬التفتيش‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة؛‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬معرفة‭ ‬المكاتب‭ ‬التي‭ ‬تشغّل‭ ‬عمالة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬كالعمالة‭ ‬الهاربة‭ ‬من‭ ‬المنازل،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الكفيل،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العمل،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬دفع‭ ‬مبالغ‭ ‬تتجاوز‭ ‬الـ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحضارهم‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬“80‭ % ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تهرب‭ ‬حاليا‭ ‬وخصوصا‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬“خدم‭ ‬المنازل”‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬“الأفارقة”‭ ‬وتحديدا‭ ‬من‭ ‬كينيا‭ ‬وغانا،‭ ‬والذين‭ ‬عادة‭ ‬نقوم‭ ‬بمخاطبة‭ ‬كفيلهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬عند‭ ‬نقل‭ ‬كفالتهم‭ ‬وتحويلها‭ ‬على‭ ‬كفالتنا‭ ‬أو‭ ‬كفيل‭ ‬آخر‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬حاليا‭ ‬تقوم‭ ‬الشركة‭ ‬بتأمين‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتأمين‭ ‬السكن‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فقد‭ ‬تقلص‭ ‬عملها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬السابق‭ ‬وبعضها‭ ‬انخفض‭ ‬إلى‭ ‬50‭ % ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬تدفع‭ ‬لموظيفنها‭ ‬الرواتب‭ ‬كاملة،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬شركتهم‭ ‬تعمل‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنظيف‭ ‬والتعقيم‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬مرخص‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬وباتفاقات‭ ‬مع‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬ولافتا‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬9‭ ‬عمال،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬4‭ ‬فقط‭.‬

وحول‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المشكلات‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تتواجد‭ ‬في‭ ‬مكاتب،‭ ‬قال‭ ‬المحاري‭ ‬إنها‭ ‬جميعا‭ ‬تحل‭ ‬في‭ ‬المكتب،‭ ‬وإذا‭ ‬تعذر‭ ‬الحل،‭ ‬فإن‭ ‬الطرفين‭ ‬يرجعان‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لحل‭ ‬القضية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬تم‭ ‬إحالتها‭ ‬للمحاكم‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭.‬