البقاء في المنزل... ما له وما عليه

مع‭ ‬فرض‭ ‬الحظر‭ ‬المنزلي‭ ‬لأسابيع‭ ‬طويلة‭ ‬لمنع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬يتساءل‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬التأثيرات‭ ‬الصحية‭ ‬للبقاء‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تلاحظ‭ ‬أية‭ ‬تغييرات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬جسدك،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬أيام،‭ ‬تبدأ‭ ‬بالشعور‭ ‬بالتعب،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬النوم‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭.‬

ويقلل‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬الجسم،‭ ‬وعادة‭ ‬عندما‭ ‬تضرب‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬عينيك،‭ ‬تعطي‭ ‬إشارة‭ ‬للدماغ‭ ‬للتوقف‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬هرمون‭ ‬الميلاتونين،‭ ‬وهو‭ ‬الهرمون‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬النوم،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لإشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬يستمر‭ ‬الجسم‭ ‬بإنتاج‭ ‬الميلاتونين،‭ ‬مما‭ ‬يجعلك‭ ‬تشعر‭ ‬بالتعب‭ ‬والنعاس‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭.‬

ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬محفز‭ ‬لجسمك‭ ‬لإنتاج‭ ‬السيروتونين،‭ ‬المعروف‭ ‬أيضا‭ ‬باسم‭ ‬هرمون‭ ‬السعادة،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬مزاجك،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬ستنخفض‭ ‬مستويات‭ ‬السيروتونين‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬للشعور‭ ‬بالاكتئاب،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬الاضطرابات‭ ‬العاطفية‭ ‬الموسمية،‭ ‬والاكتئاب‭ ‬الشائع‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬الشتاء‭ ‬الطويلة‭.‬

ويتأثر‭ ‬المزاج‭ ‬بعامل‭ ‬آخر‭ ‬مهم،‭ ‬وهو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬النقي،‭ ‬فالتواجد‭ ‬بالخارج‭ ‬يمنحك‭ ‬فرصة‭ ‬استنشاق‭ ‬هواء‭ ‬منعش‭ ‬يحسن‭ ‬من‭ ‬حالتك‭ ‬المزاجية‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬شعورك‭ ‬بالتوتر‭. ‬أما‭ ‬الهواء‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬فهو‭ ‬أكثر‭ ‬تلوثاً،‭ ‬ولا‭ ‬يمنحك‭ ‬هذا‭ ‬الشعور،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬الإصابة‭ ‬بارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭.‬

وبعد‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬سيبدأ‭ ‬جسمك‭ ‬بفقدان‭ ‬فيتامين‭ ‬“د”‭ ‬الضروري‭ ‬لصحة‭ ‬العظام‭ ‬والأسنان‭ ‬والتنظيم‭ ‬العضلي،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬شيئا‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض،‭ ‬فقد‭ ‬تبدأ‭ ‬بالشعور‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التعب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬فيتامين‭ ‬“د”‭ ‬ضروري؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬قوة‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭.‬

ويؤدي‭ ‬الانخفاض‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفيتامين‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والسكتات‭ ‬الدماغية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطانات‭ ‬وكسور‭ ‬العظام‭ ‬وتسوس‭ ‬الأسنان‭ ‬الشديد،‭ ‬بحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬بيزنس‭ ‬إنسايدر‭.‬