روان أتيكنسون: الكوميديا ليست دوما مسألة ضحك

| ترجمة طارق البحار

استعانت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بشخصية‭ ‬النجم‭ ‬البريطاني‭ ‬المحبوب‭ ‬روان‭ ‬أتكينسون،‭ ‬المعروف‭ ‬بمستر‭ ‬بين،‭ ‬لصياغة‭ ‬إعلان‭ ‬ترويجي‭ ‬هدفه‭ ‬تذكير‭ ‬الناس‭ ‬بسبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬عدوى‭ ‬فايروس‭ ‬كورونا‭.‬

ويظهر‭ ‬مستر‭ ‬بين‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬شخصية‭ ‬كرتونية‭ ‬تذكر‭ ‬بضرورة‭ ‬غسل‭ ‬الأيدي‭ ‬باستمرار،‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التباعد‭ ‬الجسدي‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭.‬

النجم‭ ‬البريطاني‭ ‬تحدث‭ ‬مؤخرا‭ ‬لموقع‭ ‬صحيفة‭ ‬نيو‭ ‬يورك‭ ‬تايمز‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬طويلة‭ ‬وهذه‭ ‬أهمها‭:‬

لقبتك‭ ‬النجمة‭ ‬ايما‭ ‬طومسون‭ ‬بلقب‭ ‬”شارلي‭ ‬شابلن“‭.. ‬كيف‭ ‬تجد‭ ‬ذلك؟

لا‭ ‬أفكر‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬التسميات،‭ ‬وبلاشك‭ ‬شابلن‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬كبير،‭ ‬لكنني‭ ‬شخصيا‭ ‬تأثرت‭ ‬بالممثل‭ ‬الكوميدي‭ ‬الفرنسي‭ ‬”جاك‭ ‬تاتي“‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬فيلمه‭  ‬Monsieur Hulot’s Holiday‭ ‬الذي‭ ‬شاهدته‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬وكان‭ ‬الفيلم‭ ‬يقدم‭ ‬فكرة‭ ‬التعبير‭ ‬بشكل‭ ‬مرئي‭ ‬بالكامل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬لفظي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قادني‭ ‬إلى‭ ‬مستر‭ ‬بين‭ ‬والكوميديا‭ ‬ليست‭ ‬دوما‭ ‬مسألة‭ ‬ضحك‭!‬

تساءلت‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬حول‭: ‬“ألا‭ ‬تستطيع‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬روان‭ ‬أتكنسون‭ ‬دورا‭ ‬لا‭ ‬ينصف‭ ‬موهبته‭ ‬حقا؟

عندما‭ ‬أقدم‭ ‬أدوارا‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬مستر‭ ‬بين،‭ ‬هناك‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬متكررة،‭ ‬وهي‭ ‬هل‭ ‬أني‭ ‬سأقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬التراجيدي‭ ‬أي‭ ‬حركات‭ ‬خاصة‭ ‬بمستر‭ ‬بين،‭ ‬وهل‭ ‬سيتعامل‭ ‬معه‭ ‬الناس‭ ‬بجديه‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭!‬

شخصيا‭ ‬أستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬”ديكينز“،‭ ‬لكنني‭ ‬أعلم‭ ‬بأني‭ ‬سأحرق‭ ‬تاريخي‭ ‬مع‭ ‬الكوميديا‭.‬

يتمتع‭ ‬”مستر‭ ‬بين“‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬المعجبين‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬النجمة‭ ‬تايلور‭ ‬سويفت‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬لإخراجه‭ ‬من‭ ‬التقاعد؟

لا‭ ‬توجد‭ ‬خطط‭ ‬لإعادته،‮ ‬وإذا‭ ‬نظرت‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬صديق‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬لدى‭ ‬مستر‭ ‬بين،‭ ‬فهو‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬معجبينه‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وفنزويلا‭ ‬وماليزيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬والشرق‭ ‬الأقصى،‭ ‬وهذه‭ ‬دول‭ ‬تحب‭ ‬الضحك،‭ ‬وسط‭ ‬اهتمام‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭!‬

ظهرت‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬جيمس‭ ‬بوند‭ ‬“Never Say Never Again“‭.. ‬هل‭  ‬استعرت‭ ‬شخصية‭ ‬”جوني‭ ‬انجلش“‭ ‬منه؟

شخصيا‭ ‬أتصور‭ ‬دوما‭ ‬أن‭ ‬“روجر‭ ‬مور“‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لجوني‭ ‬إنجلش،‭ ‬فهو‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة،‭ ‬والأكثر‭ ‬امتاعا‭ ‬للعين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الشخصية‭ ‬الداخلية‭  ‬لجوني،‭ ‬فهو‭ ‬فرد‭ ‬متمحور‭ ‬حول‭ ‬نفسه،‭ ‬ولا‭ ‬يهتم‭ ‬بأي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬بحياته،‮ ‬وهو‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬المغامرة‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬السيارات‭ ‬السريعة‭ ‬ويرتدي‭ ‬الملابس‭ ‬الأنيقة‭ ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬المواقع‭ ‬الغريبة،‮ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الانتقام‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بوسعه‭ ‬ذلك‭!‬