بهدف استخراج تصريح لإنشاء مؤسسة تعليمية

3 سنوات لرجل أعمال زوّر شهادات دراسية باسم شريكته

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬بسجن‭ ‬متهم‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات؛‭ ‬وذلك‭ ‬لإدانته‭ ‬بتزوير‭ ‬شهادات‭ ‬ثانوية‭ ‬وجامعية‭ ‬بتخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬لسيدة‭ ‬أعمال‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬استخراج‭ ‬تصريح‭ ‬لإنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المحررات‭ ‬المزورة‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬“إنها‭ ‬أخذت‭ ‬المتهم‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات”‭.‬

وكانت‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اشترك‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬مجهول‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬محررات‭ ‬خاصة‭ ‬هم‭: ‬شهادة‭ ‬البكالوريا‭ ‬المنسوب‭ ‬صدورها‭ ‬زورا‭ ‬لمؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬وشهادة‭ ‬الإجازة‭ ‬المنسوب‭ ‬صدورها‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الدولة‭ ‬وكشوف‭ ‬الدرجات‭ ‬المرفقة‭ ‬بها،‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬أمد‭ ‬المجهول‭ ‬بالبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للمجني‭ ‬عليها‭ ‬فتمكن‭ ‬المجهول‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬اصطناع‭ ‬الشهادتين‭ ‬وكشوف‭ ‬الدرجات‭ ‬المزورين‭ ‬والتي‭ ‬أمهرها‭ ‬بتواقيع‭ ‬وأختام‭ ‬مزورة‭ ‬منسوب‭ ‬صدورها‭ ‬لمسؤولي‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬وتلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثانيا‭: ‬اشترك‭ ‬بطريق‭ ‬المساعدة‭ ‬مع‭ ‬موظف‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬بإدارة‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬محرر‭ ‬رسمي‭ ‬وهو‭ ‬إفادة‭ ‬المعادلة‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬المذكورة‭ ‬وذلك‭ ‬بجعل‭ ‬واقعة‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬واقعة‭ ‬صحيحة‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويرها،‭ ‬بأن‭ ‬قدم‭ ‬تلك‭ ‬الشهادات‭ ‬المزورة‭ ‬ممهورة‭ ‬بتواقيع‭ ‬وأختام‭ ‬مزورة‭ ‬منسوب‭ ‬صدورها‭ ‬لتلك‭ ‬الجهات‭ ‬فاعتد‭ ‬الموظف‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬ببياناتها‭ ‬وأصدر‭ ‬تلك‭ ‬الإفادة‭ ‬بمعادلة‭ ‬تلك‭ ‬الشهادة‭ ‬المزورة،‭ ‬وتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثالثا‭: ‬استعمل‭ ‬المحررات‭ ‬المزورة‭ ‬في‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويرها،‭ ‬بأن‭ ‬قدمها‭ ‬لقسم‭ ‬معادلة‭ ‬الشهادات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وإدارة‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

رابعا‭: ‬استعمل‭ ‬المحررات‭ ‬المزورة‭ ‬المبينة‭ ‬بالبند‭ ‬ثانيا‭ ‬بأن‭ ‬قدمها‭ ‬لقسم‭ ‬معادلة‭ ‬الشهادات‭.‬

خامسا‭: ‬اشترك‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬موظف‭ ‬عام‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬بيانات‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬تخص‭ ‬أحد‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إظهار‭ ‬بيانات‭ ‬صحيحة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬صحيحة‭ ‬بنية‭ ‬استعمالها‭ ‬كبيانات‭ ‬صحيحة،‭ ‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬الشهادات‭ ‬بموقع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

سادسا‭: ‬استعمل‭ ‬التوقيع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجني‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يجاوز‭ ‬حدود‭ ‬التفويض،‭ ‬بأن‭ ‬استعمله‭ ‬عبر‭ ‬بوابة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬إذ‭ ‬قدم‭ ‬طلبا‭ ‬لمعادلة‭ ‬الشهادة‭ ‬الأجنبية‭ ‬ودون‭ ‬تفويض‭ ‬منها‭.‬

سابعا‭: ‬استعمل‭ ‬التوقيع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بها‭ ‬بأن‭ ‬وضع‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬الخاص‭ ‬بمفتاحها‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لغرض‭ ‬غير‭ ‬مشروع‭ ‬وهو‭ ‬معادلة‭ ‬الشهادة‭ ‬الأجنبية‭ ‬المزورة‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬شريكة‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬له‭ ‬وكالة‭ ‬لتسهيل‭ ‬أعمالهم‭ ‬التجارية،‭ ‬فقرر‭ ‬المتهم‭ ‬فتح‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬باسمها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬ذلك‭ ‬التصريح‭ ‬حصول‭ ‬صاحب‭ ‬التصريح‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية،‭ ‬والمذكورة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ثانوية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬لتزوير‭ ‬شهادات‭ ‬باسمها‭ ‬مقابل‭ ‬1500‭ ‬دينار‭.‬

وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬تسليمه‭ ‬شهادة‭ ‬إجازة‭ ‬في‭ ‬مسلك‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬وشهادة‭ ‬الثانوية،‭ ‬مع‭ ‬كشوف‭ ‬الدرجات‭ ‬المنسوب‭ ‬صدورهم‭ ‬لتلك‭ ‬الدولة،‭ ‬والمذيلين‭ ‬بختم‭ ‬“الأبوستيل”،‭ ‬الذي‭ ‬تبين‭ ‬لاحقا‭ ‬أنه‭ ‬مزور،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بتقديم‭ ‬طلب‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬باستخدام‭ ‬المفتاح‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجني‭ ‬عليها‭ ‬وتوجه‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وقام‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬باسم‭ ‬زوجها‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬للاسم‭ ‬والتوقيع،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬موظفة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬الطلب‭ ‬باسم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬لمعادلة‭ ‬المؤهل‭ ‬العلمي‭.‬

وثبت‭ ‬بخطاب‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬البيانات‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الشهادة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬كما‭ ‬شهد‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬بالسجلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإدارة‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬قام‭ ‬بتقديم‭ ‬الطلب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إدخال‭ ‬المستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وجميعها‭ ‬مصدقه‭ ‬بالختم‭ ‬المذكور،‭ ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬أنه‭ ‬مزور‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬زوّر‭ ‬الشهادات‭ ‬باسمها‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬علمها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إكمالها‭ ‬دراستها‭ ‬الجامعية‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الثانوية،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬شريكها‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬التجارية،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬يملك‭ ‬بيانات‭ ‬مفتاحها‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وأفاد‭ ‬زوج‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬أي‭ ‬طلب‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لمعادلة‭ ‬الشهادات‭ ‬المنسوبة‭ ‬لزوجته،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬يملك‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬بطاقته‭ ‬الذكية،‭ ‬واستطاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬تقليد‭ ‬توقيعه‭ ‬عند‭ ‬تقديمه‭ ‬للطلب‭.‬