الحل توافقي بين “المركزي” والمصارف وشركات التدقيق

تساؤلات عن خسائر البنوك جراء تأجيل القروض

| علي الفردان

بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬البنوك‭ ‬الكويتية‭ ‬الرئيسة‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬خسائر‭ ‬بمئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬جراء‭ ‬تأجيل‭ ‬أقساط‭ ‬القروض‭ ‬المصرفية‭ ‬للأفراد‭ ‬والشركات،‭ ‬تتوجه‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬موسم‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج‭ ‬النصف‭ ‬سنوية‭ ‬للبنوك‭ ‬التجارية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬ستظهر‭ ‬جراء‭ ‬تأجيل‭ ‬الأقساط‭.‬

وكان‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬قد‭ ‬أمر‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬بتأجيل‭ ‬قروض‭ ‬جميع‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر؛‭ ‬لتخفيف‭ ‬تبعات‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭.‬

وكانت‭ ‬البنوك‭ ‬الكويتية‭ ‬قد‭ ‬حملت‭ ‬خسائر‭ ‬تأجيل‭ ‬الأقساط‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬المرحلة‭ ‬أو‭ ‬المستبقاة‭ ‬التي‭ ‬ستوزع‭ ‬على‭ ‬المساهمين‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬البحرين‭ ‬حذو‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭.‬

ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬مخصصات‭ ‬تأجيل‭ ‬القروض‭ ‬على‭ ‬ربحية‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وتوقعت‭ ‬وكالة‭ ‬“موديز”‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬إيرادات‭ ‬البنوك‭ ‬الخليجية‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ % ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭ ‬لكن‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬ستظل‭ ‬قوية‭.‬

وبحسب‭ ‬مراقبين،‭ ‬تعد‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬البحرينية‭ ‬الرئيسة‭ ‬ذات‭ ‬ملاءة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬وتمتلك‭ ‬مصدات‭ ‬مالية‭ ‬تؤهلها‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأمر،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬بدأت‭ ‬بتطبيق‭ ‬المعيار‭ ‬المحاسبي‭ ‬رقم‭ ‬9‭ ‬منذ‭ ‬عامين،‭ ‬لكن‭ ‬آثاره‭ ‬ستتكشف‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

ويعلق‭ ‬المستثمر‭ ‬البحريني‭ ‬علي‭ ‬طريف،‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬أعمال‭ ‬البنوك‭ ‬وهو‭ ‬مساهم‭ ‬نشط‭ ‬بالجمعيات‭ ‬العمومية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬والشركات‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قائلًا‭ ‬“إن‭ ‬التدخل‭ ‬الاستباقي‭ ‬للحكومة‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬قد‭ ‬خفف‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الجائحة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬بالشقين‭ (‬التقليدي‭ ‬والإسلامي‭) ‬ستتواصل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬والمدققين‭ ‬الخارجيين‭ ‬لصيغة‭ ‬تتماهى‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬والعالم،‭ ‬لتطابق‭ ‬سياسات‭ ‬وتوصيات‭ ‬الجهات‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬لجنة‭ ‬بازل‭ ‬وهيئة‭ ‬المعايير‭ ‬المحاسبية‭ ‬الدولية،‭ ‬إذ‭ ‬ستسجل‭ ‬البنوك‭ ‬مخصصات‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬ربحيتها‭ ‬جراء‭ ‬تنفيذ‭ ‬تعليمات‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬بتوفير‭ ‬فترة‭ ‬سماح‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬فوائد‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الـ‭ ‬6‭ ‬الأشهر‭ ‬كفيلة‭ ‬أن‭ ‬تقطع‭ ‬الربحية‭ ‬للنصف‭ ‬تقريبا‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬واجهت‭ ‬البنوك‭ ‬خسائر‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬اتخاذ‭ ‬النموذج‭ ‬الكويتي‭ ‬أن‭ ‬ترحل‭ ‬المخصصات‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬بند‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الدخل‭ ‬إلى‭ ‬بند‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المركز‭ ‬المالي‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬المساهمين”‭. ‬

وتابع‭ ‬طريف‭ ‬بالقول‭ ‬“في‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬تمتلك‭ ‬مصدات‭ ‬في‭ ‬كفاية‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬التي‭ ‬ستعمل‭ ‬كدعائم‭ ‬و‭ ‬مرتكزات‭ ‬لامتصاص‭ ‬هذه‭ ‬الصدمات”‭.‬

واختتم‭ ‬قائلا‭ ‬“من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬قطع‭ ‬التوزيعات‭ ‬النقدية‭ ‬على‭ ‬المساهمين‭ ‬أو‭ ‬تخفيفها‭ ‬للحد‭ ‬الأدنى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬وكذلك‭ ‬سيطلب‭ ‬المساهمون‭ ‬تخفيض‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة”‭.‬