جهود أمنية مشتركة تنجح في إنقاذ البحارة الثلاثة في عرض البحر

| المنامة - وزارة الداخلية

لحظات‭ ‬مخيفة‭ ‬ومرعبة‭ ‬عاشها‭ ‬ثلاثة‭ ‬شبان‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬قاربهم‭ ‬للغرق‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬ليلاً،‭ ‬ولولا‭ ‬ستر‭ ‬الله‭ ‬وتمكن‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬التشبث‭ ‬بإحدى‭ ‬البالونات‭ ‬الهوائية‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬هاتفه‭ ‬وانتظاره‭ ‬لحين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬للاتصال‭ ‬بغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وسرعة‭ ‬استجابة‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬ودوريات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬وطيران‭ ‬الشرطة‭ ‬لانتهت‭ ‬حياة‭ ‬الشبان‭ ‬في‭ ‬البحر‭.‬

وتسلسلا‭ ‬لأحداث‭ ‬الواقعة،‭ ‬أوضح‭ ‬الضابط‭ ‬المناوب‭ ‬بغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬النقيب‭ ‬رشيد‭ ‬المير‭ ‬أن‭ ‬الغرفة‭ ‬تلقت‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬6‭:‬52‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬2‭ ‬يوليو‭ ‬بلاغا،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مواطن‭ ‬يفيد‭ ‬بتعرض‭ ‬قاربهم‭ ‬لحادث‭ ‬غرق‭ ‬وبرفقته‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬البحرية‭ ‬شرق‭ ‬الحد،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬قامت‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬بإبلاغ‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬وقيادة‭ ‬طيران‭ ‬الشرطة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬الاستجابة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المفقودين‭ ‬وإنقاذهم‭.‬

وأضاف‭ ‬النقيب‭ ‬رشيد‭ ‬المير‭ ‬أنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬تغطية‭ ‬هاتف‭ ‬المّبلغ‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عليهم‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الإحداثيات‭ ‬لمعرفة‭ ‬موقعهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬إنقاذهم،‭ ‬مشيرا‭ ‬أنه‭ ‬ولتأمين‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لهم‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الإسعاف‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬فرضة‭ ‬قلالي‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬إن‭ ‬استدعى‭ ‬الأمر‭.‬

وأشار‭ ‬الضابط‭ ‬المناوب‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬النقيب‭ ‬محمد‭ ‬ساتر،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تلقي‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬البحرية‭ ‬البلاغ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إرسال‭ ‬6‭ ‬دوريات‭ ‬بحرية‭ ‬بمساندة‭ ‬طيران‭ ‬الشرطة،‭ ‬وذلك‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬المفقودين،‭ ‬وبعد‭ ‬جهود‭ ‬حثيثة‭ ‬وتمشيط‭ ‬المنطقة‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دوريات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬وطيران‭ ‬الشرطة،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليهم،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬دوريات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬بانتشالهم‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬بحرية‭ ‬مفتوحة‭ ‬وذات‭ ‬تيارات‭ ‬مائية‭ ‬قوية‭ ‬وتمر‭ ‬بها‭ ‬بواخر‭ ‬كبيرة‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬أمواج‭ ‬عالية،‭ ‬وكانت‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬قد‭ ‬استمرت‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬تلقي‭ ‬البلاغ‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تم‭ ‬إنقاذهم‭ ‬وإجراء‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬وضعهم‭ ‬الصحي‭.‬

وأشار‭ ‬الضابط‭ ‬المناوب‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إنقاذهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الهواة‭ ‬وكانوا‭ ‬يستخدمون‭ ‬قاربا‭ ‬مخصصاً‭ ‬للإبحار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬العميقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬التعرف‭ ‬الآلي‭ ‬المخصص‭ ‬للقارب‭ ‬كان‭ ‬مغلقا،‭ ‬وأدوات‭ ‬السلامة‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مكتملة،‭ ‬داعيا‭ ‬مرتادي‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تركيب‭ ‬وتشغيل‭ ‬جهاز‭ ‬التعرف‭ ‬الآلي‭ ‬عند‭ ‬الإبحار‭ ‬وتسجيل‭ ‬الوجهة‭ ‬المراد‭ ‬التوجه‭ ‬إليها‭ ‬لدى‭ ‬نقطة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬معدات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬في‭ ‬القوارب،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬الجوية،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديث‭ ‬بيانات‭ ‬القوارب‭ ‬وملاكها‭ ‬لدى‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬تحسباً‭ ‬لوقوع‭ ‬أي‭ ‬طارئ‭.‬

وعن‭ ‬جهود‭ ‬طيران‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬النقيب‭ ‬طيار‭ ‬عبدالله‭ ‬عيسى‭ ‬الكواري‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬طيران‭ ‬الشرطة،‭ ‬أنه‭ ‬فور‭ ‬استلام‭ ‬البلاغ‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية،‭ ‬أقلعت‭ ‬الطائرة‭ ‬العمودية‭ ‬المجهزة‭ ‬بكافة‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعتمدة‭ ‬واللازمة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬البحري،‭ ‬وقامت‭ ‬بإجراء‭ ‬عملية‭ ‬التمشيط‭ ‬للمنطقة‭ ‬البحرية‭ ‬واستخدام‭ ‬الكاميرا‭ ‬الحرارية‭ ‬الكاشفة‭ ‬للأجسام‭ ‬في‭ ‬المياه،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬بعد‭ ‬تظافر‭ ‬الجهود‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬المفقودين‭ ‬شرق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وقال‭ ‬عبدالله‭ ‬النزر‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬القارب‭: ‬“خرجنا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬لصيد‭ ‬السمك‭ ‬من‭ ‬فرضة‭ ‬قلالي‭ ‬باتجاه‭ ‬شمال‭ ‬منطقة‭ ‬أمواج‭ ‬حوالي‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬والنصف‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬الخميس،‭ ‬وفي‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬مساء‭ ‬قررنا‭ ‬العودة‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬واجهتنا‭ ‬موجة‭ ‬بحرية‭ ‬قوية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انقلاب‭ ‬القارب‭ ‬وسقوطنا‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مستوى‭ ‬الماء‭ ‬عميقا‭ ‬جدا،‭ ‬الا‭ ‬اننا‭ ‬استطعنا‭ ‬الإمساك‭ ‬بالقارب”‭.‬

وواصل‭ ‬النزر‭: ‬“قمت‭ ‬بالغوص‭ ‬تحت‭ ‬القارب‭ ‬وجلبت‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬ساعدتنا‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬تيار‭ ‬الموج‭ ‬العالي‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بنا‭ ‬حيث‭ ‬أمسكنا‭ ‬ببالونة‭ ‬هوائية‭ ‬مخصصة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬هاتفي‭ ‬النقال‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬مقاومة‭ ‬للماء‭ ‬وحاولت‭ ‬الاتصال‭ ‬بذويي‭ ‬وغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬999‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تغطية‭ ‬كافية‭ ‬لشبكة‭ ‬الاتصال،‭ ‬وانتظرت‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬وبعدها‭ ‬استطعت‭ ‬الاتصال‭ ‬بغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬وإبلاغهم‭ ‬بالحادثة‭ ‬التي‭ ‬تعرضنا‭ ‬لها،‭ ‬ونظراً‭ ‬لكون‭ ‬الموج‭ ‬عاليا،‭ ‬جرفنا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬موقعنا‭ ‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬الحد،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬كان‭ ‬إيماننا‭ ‬بالله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬قويا‭ ‬وكنا‭ ‬ندعي‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬ينقذنا،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬ساعات‭ ‬وصلت‭ ‬دوريات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل،‭ ‬وأنقذونا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬المحقق‭ ‬وقاموا‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬على‭ ‬سلامتنا‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬تعرضنا‭ ‬لأي‭ ‬إصابة‭ ‬وكان‭ ‬الإسعاف‭ ‬الوطني‭ ‬بانتظارنا‭ ‬في‭ ‬فرضة‭ ‬قلالي‭ ‬لتقديم‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬لنا‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬سلامتنا‭.‬

ووجه‭ ‬النزر‭ ‬كلمة‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬وعرفان‭ ‬إلى‭ ‬رجال‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬وطيران‭ ‬الشرطة‭ ‬وغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬التي‭ ‬يبذلونها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬فلولا‭ ‬قدرة‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬جهودهم‭ ‬لوقع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يتمناه‭.‬ونصيحة‭ ‬أوجهها‭ ‬للشباب‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬أو‭ ‬الهواة‭ ‬بضرورة‭ ‬وضع‭ ‬سترة‭ ‬النجاة‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأرواح‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الجسم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬شبه‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬ويخفف‭ ‬الآلام‭ ‬طول‭ ‬فترة‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالتقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالهدوء‭ ‬والسكينة‭ ‬لان‭ ‬ذلك‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستهانة‭ ‬بالأمور‭ ‬عند‭ ‬الدخول‭ ‬للبحر‭.‬