72 طبيبا عاطلا يكملون 10 سنوات بلا بارقة أمل

عيادات “انتهازية” تؤجِّر كرسي الأسنان بألف دينار!

| محرر الشئون المحلية

طالب‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الطب‭ (‬قسم‭ ‬الأسنان‭) ‬بالإسراع‭ ‬بتوظيفهم،‭ ‬بعد‭ ‬تعثر‭ ‬كافة‭ ‬أوجه‭ ‬السبل‭ ‬لمساعدتهم،‭ ‬رغم‭ ‬كثرة‭ ‬مناشداتهم‭ ‬عبر‭ ‬الصحف‭ ‬ومنصات‭ (‬السوشيال‭ ‬ميديا‭) ‬ومكاتب‭ ‬النواب‭. ‬

جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مفتوح‭ ‬بمجلس‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ (‬زوم‭) ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬مطالبهم‭ ‬واحتياجاتهم،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬خلف‭ ‬تعطيل‭ ‬توظيفهم،‭ ‬مع‭ ‬تجاوز‭ ‬فترة‭ ‬الانتظار‭ ‬للبعض‭ ‬منهم‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭.‬

وقالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬زينب‭ ‬القصاب‭ ‬بأن‭ ‬العاطلين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬دفعة‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬2018‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الزيارات‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬ومعارض‭ ‬التوظيف‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تثمر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬نتيجة،‭ ‬علماً‭ ‬بأنهم‭ ‬خريجو‭ ‬جامعات‭ ‬دولية‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والامارات‭ ‬ومصر‭ ‬وغيرها،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬درس‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬الخاص‭.‬

وأضافت‭ ‬“الإشكالية‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ ‬تمكين‭ ‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬الدورات‭ ‬التخصصية‭ ‬الخاصة‭ ‬بطب‭ ‬الأسنان،‭ ‬بخلاف‭ ‬التخصصات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ونحن‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬تمكين‭ ‬أبوابها‭ ‬لنا‭ ‬للانخراط‭ ‬بدورات‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬لكي‭ ‬نطور‭ ‬مهاراتنا‭ ‬ونظل‭ ‬على‭ ‬الدرجة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭ ‬لدخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لاحقا”‭.‬

وتابعت‭ ‬القصاب‭ ‬“بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تتفق‭ ‬الوزارة‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬لأن‭ ‬هنالك‭ ‬زمالة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وإرسال‭ ‬المبتعثين‭ ‬للتدريب‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب،‭ ‬كما‭ ‬نأمل‭ ‬فتح‭ ‬مستشفى‭ ‬تدريبي‭ ‬لطلبة‭ ‬الطب‭ ‬يؤهلهم‭ ‬للعمل‭ ‬ولاكتساب‭ ‬الخبرة‭ ‬والمهارة‭ ‬الميدانية‭ ‬اللازمة،‭ ‬فالإشكالية‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬بالتوظيف‭ ‬فقط،‭ ‬وانما‭ ‬بالخبرة‭ ‬أيضًا”‭.‬

وزادت‭ ‬“أغلب‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬انتهازية،‭ ‬وحين‭ ‬حاولت‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬العيادات،‭ ‬عرض‭ ‬علي‭ ‬الطبيب‭ ‬تأجير‭ ‬المقعد‭ ‬بألف‭ ‬دينار‭ ‬شهريا”‭.‬

وعن‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلبة‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬التطوعية‭ ‬لمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬قالت‭ ‬القصاب‭ ‬“أغلبهم‭ ‬مشاركون‭ ‬بالفعل”‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬عادل‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الطبية‭ ‬الأمامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬“كورونا”‭ ‬بأن‭ ‬“العيادات‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬هنالك‭ ‬تنظيم‭ ‬لها،‭ ‬وخروج‭ ‬الطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬كعدمه”‭.‬

وتابع‭ ‬عادل‭ ‬“البدائل‭ ‬كثيرة‭ ‬وأغلبها‭ ‬غير‭ ‬بحرينية،‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي‭ ‬السنوي‭ ‬الخاص‭ ‬بالأطباء‭ ‬محدود‭ ‬المقاعد‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬العشرة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عدد‭ ‬المتقدمين‭ ‬عن‭ ‬250،‭ ‬علماً‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬فتحه‭ ‬هذا‭ ‬العام”‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬سارة‭ ‬ميدان‭ ‬بأن‭ ‬“لدي‭ ‬من‭ ‬زملائي‭ ‬من‭ ‬قدَّم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عيادة‭ ‬للتوظيف،‭ ‬دون‭ ‬فائدة،‭ ‬أعرف‭ ‬زميلة‭ ‬تدربت‭ ‬براتب‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬لكن‭ ‬صاحب‭ ‬العيادة‭ ‬لم‭ ‬يدفع‭ ‬لها‭ ‬فلساً‭ ‬واحداً،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الشهري‭ ‬الذي‭ ‬يتحصله‭ ‬من‭ ‬تمكين”‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قالت‭ ‬الدكتوره‭ ‬ايمان‭ ‬مهدي‭ ‬بأنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬لساعات‭ ‬تدريبية‭ ‬لتجديد‭ ‬رخصة‭ ‬العمل،‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬بالمؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬والدورات‭ ‬التدريبية‭. ‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬تساءلت‭ ‬الدكتورة‭ ‬زينب‭ ‬محمد‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬تدعيم‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الطب،‭ ‬وتهيئتهم‭ ‬لسوق‭ ‬العمل،‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬متمنية‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬والعيادات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬واحد‭.‬

وفي‭ ‬تعليق‭ ‬لها،‭ ‬قالت‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬معصومة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬“الوضع‭ ‬مخيف،‭ ‬ونحن‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬الأسباب،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬قصور؟‭ ‬أم‭ ‬تلاعب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬توظيف‭ ‬هؤلاء‭ ‬العاطلين؟‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬وقفوا‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬وقفة‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬المخلصين”‭.‬

وأكملت”‭ ‬تعطيل‭ ‬توظيف‭ ‬الأطباء‭ ‬أمر‭ ‬مخجل‭ ‬ولا‭ ‬يجوز”‭.‬

وختام‭ ‬علق‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬بالقول‭ ‬“تكلمت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مراراً‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬وعبر‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬لبحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نرَ‭ ‬التجاوب‭ ‬المطلوب‭ ‬حتى‭ ‬الآن”‭.‬