العقوبات البديلة ساهمت بإصلاح السلوك الإجرامي للجانحين

الجفن: نقلة نوعية في علم العقاب... والبحريـن سباقـة

| المنامة - بنا

أشار‭ ‬القاضي‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬إبراهيم‭ ‬سلمان‭ ‬الجفن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ ‬18‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬يعد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬العقاب،‭ ‬وتعتبر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬السباقة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬وتطبيقه‭ ‬لما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬قضائية‭ ‬واجتماعية‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬دور‭ ‬للأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المدانين‭ ‬بعقوبات‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬والتحرر‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬القاضي‭ ‬إبراهيم‭ ‬سلمان‭ ‬الجفن‭ ‬إن‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬قد‭ ‬وجه‭ ‬بضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬لكل‭ ‬مستحقيها‭ ‬حرصا‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والانتفاع‭ ‬بكافة‭ ‬الأساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية،‭ ‬فقد‭ ‬أولى‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاة المتمثلة‭ ‬برئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاة‭ ‬المستشار‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬البوعينين‭ ‬جل‭ ‬اهتمامه‭ ‬فور‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬بتنظيم‭ ‬الدورات‭ ‬للقضاة‭ ‬بالشق‭ ‬الجنائي‭ ‬لاستيعاب‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬إطروحة‭ ‬حديثة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتطبيقه‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬ووفقا‭ ‬للغاية‭ ‬التي‭ ‬عنى‭ ‬المشرع‭ ‬إليها‭.‬

وحول‭ ‬إيجابية‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬وأثرها‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬وذويهم،‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬إن‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬وذويهم،‭ ‬فمعنى‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬هي‭ ‬مشاركة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أجهزة الدولة‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬للجانحين‭ ‬بإبقاء‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭ ‬وعدم‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬تأدية‭ ‬واجبه‭ ‬تجاههم‭ ‬وتجنب‭ ‬الانحدار‭ ‬بهاوية‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‭ ‬وإبقاء‭ ‬الأبناء‭ ‬دون‭ ‬والدهم‭ ‬مصدر‭ ‬الإلهام‭ ‬في‭ ‬تربيتهم‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يخلق‭ ‬للمجتمع‭ ‬أفراد‭ ‬يحملون‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬لغياب‭ ‬والدهم‭ ‬بسبب‭ ‬تنفيذه‭ ‬للأحكام‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فبقضاء‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بعقوبات‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬قد‭ ‬يفقد‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يعيل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬فعند‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬تسعى‭ ‬الجهة‭ ‬التنفيذية‭ ‬عند‭ ‬إنفاذها‭ ‬للعقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬بحق‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬مراعاة‭ ‬أوقات‭ ‬عملهم،‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬حرمانهم‭ ‬منها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تجنب‭ ‬الأضرار‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بالعقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬وعلم‭ ‬بعض‭ ‬المدانين‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يسهمون‭ ‬في‭ ‬إعمار‭ ‬المجتمع‭ ‬حال‭ ‬إعطائهم‭ ‬الفرصة‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭.‬

وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الأساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬سرعة‭ ‬التقاضي‭ ‬وعدم‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الدعوى‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بصدور‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬تم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تلي‭ ‬إصدار‭ ‬الأحكام،‭ ‬وهي‭ ‬سرعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الأحكام‭ ‬والسعي‭ ‬لإرجاع‭ ‬الحقوق‭ ‬لأصحابها‭ (‬المجني‭ ‬عليهم‭)‬،‮ ‬‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الاتلاف‭ ‬العمد‭ ‬أو‭ ‬القضايا‭ ‬المالية‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعها‭ ‬السرقة،‭ ‬الاحتيال،‭ ‬الاختلاس،‭ ‬الشيكات،‮ ‬‭... ‬إلخ‭ ‬من‭ ‬الجرائم،‮ ‬يتمكن‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬بتلك‭ ‬الجرائم‭ ‬بعقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬كإصلاح‭ ‬الضرر‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬وذلك‭ ‬بإلزام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بدفع‭ ‬المبلغ‭ ‬المالي‭ ‬محل‭ ‬الضرر‭ ‬أو‭ ‬الاختلاس‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬بمدة‭ ‬تحدد‭ ‬بمنطوق‭ ‬الحكم‭ ‬وبتلك‭ ‬الحالة‭ ‬أضحى‭ ‬استيفاء‭ ‬الحقوق‭ ‬للمجني‭ ‬عليهم‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬عند‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية؛‭ ‬ليتجنب‭ ‬بذلك‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬عناء‭ ‬مباشرة‭ ‬المطالبة‭ ‬بحقه‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬المختصة‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬عليه‭ ‬بالمجرى‭ ‬التقليدي‭. ‬

وأوضح‭ ‬القاضي‭ ‬إبراهيم‭ ‬الجفن‭ ‬أن‭ ‬إيجابية‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقضاء‭ ‬الجنائي‭ ‬أنه‭ ‬يعتبر‭ ‬خيارا‭ ‬ثالثا‭ ‬للعقوبتين‭ ‬التقليديتين،‭ ‬وهي‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬والعقوبات‭ ‬المالية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالغرامات،‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬يكون‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬حديثي‭ ‬الإجرام‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬خطورة‭ ‬إجرامية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬ظروفه‭ ‬الصحية‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بتطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الفعل‭ ‬المرتكب‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬حريته‭ ‬رغم‭ ‬وجوبها‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬القانون،‭ ‬فجاء‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬ليكون‭ ‬خيارا‭ ‬مناسبا‭ ‬لتلك‭ ‬الحالات‭ ‬والتي‭ - ‬بلاشك‭ - ‬منحت‭ ‬القاضي‭ ‬الجنائي‭ ‬مساحة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬العقوبة‭ ‬المناسبة‭ ‬للجرم‭ ‬المرتكب،‭ ‬وقد‭ ‬نستذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬تلك‭ ‬الايجابية‭ ‬لما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتحديدا‭ ‬لمخالفي‭ ‬التقيد‭ ‬والالتزام‭ ‬بالحجر‭ ‬المنزلي،‭ ‬فصدرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬مستبدلة‭ ‬بعقوبات‭ ‬بديلة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تدبيري‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية،‭ ‬والخضوع‭ ‬للمراقبة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والتي‭ ‬يضمن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفايروس‭ ‬بإلزام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بالمكوث‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬محدد‭ ‬وفق‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬واجب‭ ‬النفاذ‭ ‬بحقه‭.‬

وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬أنه‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬القاضي‭ ‬المنتدب‭ ‬لتجديد‭ ‬الحبس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬للقضايا‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬بمرحلة‭ ‬جمع‭ ‬الأدلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬فله‭ ‬استبدال‭ ‬الحبس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬بإحدى‭ ‬التدابير‭ ‬البديلة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬إحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬لنظرها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬بالمحاكم‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬لما‭ ‬يحال‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬جنح،‭ ‬ثم‭ ‬قضاة‭ ‬المحاكم‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية‭ ‬للجنح‭ ‬المستأنفة‭ ‬وقضاة‭ ‬المحاكم‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬المختصة‭ ‬بنظر‭ ‬الجنايات‭ ‬وقضاة‭ ‬محاكم‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬المختصة‭ ‬بنظر‭ ‬الجنايات‭ ‬المستأنفة‭ ‬وبعد‭ ‬صدور‭ ‬الأحكام‭ ‬يبدأ‭ ‬اختصاص‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬كذلك‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬بأحد‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭. ‬

وتابع‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬سبع‭ ‬حالات‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬تتمثل‭: ‬في‮ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدد‭ ‬أو‭ ‬حظر‭ ‬ارتياد‭ ‬أماكن‭ ‬محددة‭ ‬أو‭ ‬التعهد‭ ‬بعدم‭ ‬التعرض‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬بأشخاص‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬الخضوع‭ ‬للمراقبة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬وإصلاح‭ ‬الضرر‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة،‭ ‬فلقاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬عند‭ ‬القضاء‭ ‬بمدد‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬السنة‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬السنة‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬جنحة‭ ‬أو‭ ‬جناية‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الصحية‭ ‬للمتهم‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬وفقا‭ ‬للتقارير‭ ‬المقدمة،‭ ‬فيتم‭ ‬استبدلها‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬بعقوبة‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬وحدها‭ ‬مقترنة‭ ‬بأي‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لمدى‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬لقاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب،‭ ‬فله‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬والمقضي‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬للمدد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬سنة،‭ ‬فله‭ ‬استبدالها‭ ‬بعقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬سماع‭ ‬أقوال‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬كما‭ ‬له‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬للتنفيذ‭ ‬بالإكراه‭ ‬البدني‭ (‬العجز‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الغرامة‭) ‬بعقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬سماع‭ ‬أقوال‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وأخيرا‭ ‬لقاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬المنفذين‭ ‬للأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬بحقهم‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬نصف‭ ‬المدة‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭. ‬

وحول‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬فإن‭ ‬للمتهم‭ ‬ووكيله‭ ‬عند‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬استخدام‭ ‬أحد‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬خلص‭ ‬الحكم‭ ‬بالإدانة‭ ‬بعقوبة‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية،‭ ‬كما‭ ‬للقاضي‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يستبدل‭ ‬ما‭ ‬قضى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عقوبة‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬عدى‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ (‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬نفسه‭ ‬قبل‭ ‬تطبيقها‭ ‬بحقه،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإمكان‭ ‬تقدم‭ ‬المتهم‭ ‬أو‭ ‬وكيلة‭ ‬بطلب‭ ‬تطبيق‭ ‬أحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬فيكون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬الذي‭ ‬ينظر‭ ‬للطلب‭ ‬ومدى‭ ‬استيفاء‭ ‬شروطه‭ ‬القانونية‭ ‬وبعد‭ ‬السماع‭ ‬لأقوال‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬فيقوم‭ ‬بتطبيقه‭ ‬باستبداله‭ ‬للعقوبة‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬المناسبة‭ ‬للجرم‭ ‬المرتكب‭.‬