البحرين بقيادة جلالة العاهل حصن في وجه إرهاب طهران... نظام الملالي نفذ 360 عملية تخريبية دولية

إيران تدعم العمليات الإرهابية بـ 700 مليون دولار سنويا

| المنامة - بنا

على‭ ‬مدى‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬تعرضت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتدخلات‭ ‬إيرانية‭ ‬عدوانية‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية،‭ ‬عبر‭ ‬ممارسات‭ ‬خطيرة‭ ‬استهدفت‭ ‬زعزعة‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والتوترات‭ ‬الطائفية‭ ‬وإنشاء‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬وتمويلها‭ ‬وتسليحها،‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬لكل‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬‏وقواعد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار،‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬والقوانين‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الدولية‭.‬‏

ومنذ‭ ‬وصول‭ ‬نظام‭ ‬الخميني‭ ‬العام‭ ‬1979؛‭ ‬كشفت‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬وجهها‭ ‬كأكبر‭ ‬دولة‭ ‬راعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وحقيقة‭ ‬نزعتها‭ ‬العدوانية‭ ‬التوسعية‭ ‬كدولة‭ ‬مارقة،‭ ‬وتهديدها‭ ‬لأمن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬بوسائل‭ ‬أمنية‭ ‬وعسكرية‭ ‬ومخابراتية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وسياسية‭ ‬تخريبية،‭ ‬واستمرار‭ ‬احتلالها‭ ‬للجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬الثلاث،‭ ‬ومخططاتها‭ ‬لتصدير‭ ‬إرهابها،‭ ‬وخلق‭ ‬الفوضى‭ ‬وتعكير‭ ‬صفو‭ ‬أمن‭ ‬الدول؛‭ ‬كون‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الفتن‭ ‬واشعال‭ ‬الاضطرابات،‭ ‬وذلك‭ ‬بتحريك‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإرهابي‭ ‬وأذرعه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

وتصاعدت‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬بعد‭ ‬محاولتين‭ ‬فاشلتين‭ ‬سابقتين‭ ‬في‭ ‬ثمانينات‭ ‬وتسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬واصل‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬سياسته‭ ‬العدوانية‭ ‬ومؤامراته‭ ‬وادعاءاته‭ ‬الباطلة‭ ‬ضد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسيادتها‭ ‬واستقلالها،‭ ‬وتورط‭ ‬عبر‭ ‬دعمه‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والمتفجرات‭ ‬والتحريض‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬العنف‭ ‬والتخريب‭ ‬والإرهاب،‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬29‭ ‬ألف‭ ‬عمل‭ ‬تخريبي‭ ‬لقرابة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬استشهاد‭ ‬35‭ ‬مدنيًا‭ ‬ورجل‭ ‬أمن،‭ ‬وإصابة‭ ‬3500،‭ ‬منها‭ ‬إصابات‭ ‬بعاهات‭ ‬مستديمة،‭ ‬وتخريب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬والممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬كهرباء‭ ‬وأبراج‭ ‬اتصالات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تعليمية‭ ‬ومصرفية‭ ‬وقطع‭ ‬الطرق‭.‬

ونجحت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬التجسس‭ ‬والإرهاب‭ ‬المرتبطة‭ ‬‏بإيران‭ ‬والأحزاب‭ ‬والشبكات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الفلك‭ ‬الإيراني،‭ ‬وضبط‭ ‬عناصر‭ ‬إرهابية‭ ‬تلقت‭ ‬تدريبًا‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬‏الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬العراق،‭ ‬وكشف‭ ‬مستودعات‭ ‬للأسلحة‭ ‬والمتفجرات،‭ ‬وعمليات‭ ‬لتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬‏والمواد‭ ‬شديدة‭ ‬الانفجار،‭ ‬وإحباط‭ ‬مخططاتها‭ ‬الإجرامية‭ ‬للتخريب‭ ‬والقتل‭ ‬وترويع‭ ‬الأبرياء‭ ‬الآمنين،‭ ‬ومحاولتها‭ ‬الفاشلة‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬وتغيير‭ ‬دستور‭ ‬الدولة‭ ‬ونظامها‭ ‬السياسي‭ ‬بالقوة‭ ‬وتعطيل‭ ‬أحكام‭ ‬‏القانون،‭ ‬واستهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والحيوية،‭ ‬وتجنيد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وتدريبيهم،‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬موثقة،‭ ‬واتخذت‭ ‬بشأنها‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الإعلامي،‭ ‬واصلت‭ ‬إيران‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬قناة‭ ‬فضائية‭ ‬مملوكة‭ ‬أو‭ ‬ممولة‭ ‬منها‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والحسابات‭ ‬المشبوهة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬دورها‭ ‬الهدام‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬سموم‭ ‬الفتن‭ ‬والكراهية‭ ‬الدينية‭ ‬والعنصرية،‭ ‬وترويج‭ ‬الخطابات‭ ‬العدوانية‭ ‬والاستفزازية‭ ‬للتحريض‭ ‬على‭ ‬الفوضى‭ ‬والتوتر‭ ‬والانقسام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمجتمعات‭ ‬العربية،‭ ‬وزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتجنيد‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬صنع‭ ‬المتفجرات‭ ‬والقنابل‭ ‬يدوية‭ ‬الصنع‭.‬

وتوسعت‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تهديدها‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬عبر‭ ‬تدخلاتها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬ودعمها‭ ‬وتسليحها‭ ‬ميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الانقلابية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وإمدادها‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬والطائرات‭ ‬المُسّيرة‭ ‬للعدوان‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وهجماتها‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬واستهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬والأماكن‭ ‬الدينية‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ومخالفتها‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬تزويد‭ ‬الحوثي‭ ‬بالأسلحة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للسلامة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتهديد‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وطرق‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬تقرير‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬تحميله‭ ‬إيران‭ ‬المسؤولية‭ ‬المباشرة‭ ‬للأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬معملين‭ ‬تابعين‭ ‬لشركة‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية،‭ ‬ومطار‭ ‬أبها‭ ‬الدولي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬360‭ ‬عملية‭ ‬إرهابية‭ ‬دولية،‭ ‬تتضمن‭ ‬عمليات‭ ‬اغتيال‭ ‬وتفجيرات‭ ‬وهجمات‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬دولة،‭ ‬موضحة‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬السنوي‭ ‬الأخير‭ ‬حول‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬“الدولة‭ ‬الأولى‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب”‭ ‬تقوم‭ ‬باستخدام‭ ‬الغطاء‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والعصابات‭ ‬الإجرامية‭ ‬وعصابات‭ ‬المخدرات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عملياتها‭ ‬السرية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬واستهدافها‭ ‬نشطاء‭ ‬الأقليات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والصحافيين،‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كانت‭ ‬تنفق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭ ‬لدعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬قدراتها‭ ‬المالية‭ ‬كثيرًا‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭.‬

ولاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تورط‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬تبديد‭ ‬ثروات‭ ‬شعبه‭ ‬على‭ ‬مؤامراته‭ ‬العدوانية‭ ‬‏والطائفية‭ ‬بحجة‭ ‬نصرة‭ ‬‏‏”المستضعفين‭ ‬والشعوب‭ ‬المظلومة”‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬154‭) ‬من‭ ‬دستوره،‭ ‬وإنفاقه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬‏دولار‭ ‬على‭ ‬برنامجه‭ ‬النووي‭ ‬بحسب‭ ‬دراسة‭ ‬لمعهد‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‭ ‬يمثل‭ ‬جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬جرائمه‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬وقوع‭ ‬غالبية‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الظلم‭ ‬والمعاناة‭ ‬والاضطهاد‭ ‬والقمع،‭ ‬حيث‭ ‬يرزح‭ ‬40‭ % ‬منهم‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬وارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬41‭ %‬،‭ ‬وفقدان‭ ‬العملة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقارير‭ ‬رسمية‭ ‬وبرلمانية‭ ‬إيرانية،‭ ‬وتحذيرها‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬إمكانات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حول‭ ‬2‭ % ‬خلال‭ ‬40‭ ‬عامًا،‭ ‬وخسارة‭ ‬2‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬لوظائفهم‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬“كورونا”،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬منظومة‭ ‬صحية‭ ‬هشة‭ ‬ومتهالكة‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الشقيقة‭ ‬كافة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وحقوقها‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بأمان‭ ‬وسلام،‭ ‬وتوجيه‭ ‬ثرواتها‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬يأتي‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إرهاب‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬خطوات‭ ‬حازمة‭ ‬لردع‭ ‬إيران‭ ‬والتصدي‭ ‬لها،‭ ‬حتى‭ ‬تغير‭ ‬نهجها‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المواثيق‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬مع‭ ‬تطلعها‭ ‬الدائم‭ ‬إلى‭ ‬علاقات‭ ‬طبيعية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬وضرورة‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬والحوار‭ ‬البناء،‭ ‬وإخلاء‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭. ‬ولقد‭ ‬عبَّرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬العقلاني‭ ‬الحكيم‭ ‬لدى‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬القمتين‭ ‬الخليجية‭ ‬الأميركية‭ ‬والعربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأميركية‭ ‬بالرياض‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬مايو‭ ‬2017،‭ ‬وإعلانهما‭ ‬الرفض‭ ‬الكامل‭ ‬لممارسات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬المزعزعة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتدخلاته‭ ‬العدوانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وتأكيد‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬المتتالية‭ ‬دعمها‭ ‬للبحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تتخذانه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لحماية‭ ‬أمنهما،‭ ‬وإدانة‭ ‬المحاولات‭ ‬الإيرانية‭ ‬العدوانية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬وبث‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬أيضًا‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬العربية‭ ‬الرباعية‭ ‬المعنية‭ ‬بمتابعة‭ ‬تطورات‭ ‬الأزمة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬العربي‭ ‬بالقاهرة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬استنكارها‭ ‬التام‭ ‬لاستمرار‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭.‬

وأكدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تأييدها‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الأميريكية‭ ‬لمكافحة‭ ‬أنشطة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬المزعزعة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وجدد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬في‭ ‬مؤتمره‭ ‬الصحافي‭ ‬مع‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬بإيران‭ ‬وكبير‭ ‬مستشاري‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميريكي‭ ‬براين‭ ‬هوك‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬تأكيد‭ ‬موقف‭ ‬البلدين‭  ‬الصديقين‭ ‬بشأن‭ ‬التصدي‭ ‬للتدخلات‭  ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة،‭ ‬واتفاقهما‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬وتشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬عليها‭ ‬نتيجة‭ ‬لاستمرارها‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬الميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬والعراق‭ ‬بالأسلحة،‭ ‬وسط‭ ‬تقدير‭ ‬بحريني‭ ‬للقرار‭ ‬الأميركي‭ ‬بتصنيف‭ ‬“الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬“سرايا‭ ‬الأشتر”‭ ‬على‭ ‬قائمتها‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وحكمة‭ ‬وقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭  ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ويقظة‭ ‬وكفاءة‭ ‬أجهزتها‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬الباسلة،‭ ‬ووعي‭ ‬وتكاتف‭ ‬شعبها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬واجتثاثه‭ ‬من‭ ‬جذوره،‭ ‬وستمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتنموية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬معززة‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬كواحة‭ ‬للتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬وشراكتها‭ ‬الفاعلة‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خير‭ ‬وسلامة‭ ‬البشرية‭.‬