مدعية أن شركة عالمية تسببت لها بخسائر لوقف توريد المركبات

بوحسيِّن: رفض دعوى تطالب فيها “وكالة سيارات” تعويضا بنصف مليون

| عباس إبراهيم

قال‭ ‬المحامي‭ ‬والمحكم‭ ‬الدولي‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬بوحسيِّن‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬رفضت‭ ‬مجددا‭ ‬دعوى‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬وكالات‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بالقضاء‭ ‬لصالحها‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬تعوضا‭ ‬عما‭ ‬ادعته‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬لحقت‭ ‬بها؛‭ ‬بسبب‭ ‬توقف‭ ‬شركة‭ ‬تصنيع‭ ‬سيارات‭ ‬عالمية‭ ‬عن‭ ‬توريد‭ ‬طلبات‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬إليها،‭ ‬ما‭ ‬ألحق‭ ‬بها‭ ‬خسائر‭ ‬وفوّت‭ ‬عليها‭ ‬كسب‭ ‬الأرباح‭ ‬حسب‭ ‬ادعائها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬ينص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬للتحكيم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬العادي‭.‬

وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بتأييد‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بعدم‭ ‬سماع‭ ‬الدعوى‭ ‬اعتدادا‭ ‬بشرط‭ ‬التحكيم‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬المبرم‭ ‬بينهما،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعية‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬ومبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬مؤيدة‭ ‬بذلك‭ ‬الدفع‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬المحكمتين،‭ ‬إذ‭ ‬أوجب‭ ‬العقد‭ ‬اللجوء‭ ‬للتحكيم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حصول‭ ‬أي‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وهو‭ ‬الشرط‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتنازل‭ ‬عنه‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭.‬

وأفاد‭ ‬وكيل‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬–‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬عالمية‭ ‬للسيارات‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬تمسك‭ ‬الشركة‭ ‬المدعية‭ ‬ببطلان‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬ولجوءها‭ ‬للقضاء‭ ‬العادي‭ ‬يعد‭ ‬تنازلا‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم،‭ ‬وادعاء‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬مع‭ ‬الأصول‭ ‬القانونية‭ ‬وما‭ ‬استقر‭ ‬عليه‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬كما‭ ‬يخالف‭ ‬ما‭ ‬تواترت‭ ‬عليه‭ ‬أحكام‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولية،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬وإن‭ ‬صح‭ ‬كون‭ ‬لجوء‭ ‬المدعية‭ ‬للقضاء‭ ‬يعد‭ ‬تنازلا‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الاعتداد‭ ‬بشرط‭ ‬التحكيم‭ ‬كمانع‭ ‬للمحكمة‭ ‬من‭ ‬نظر‭ ‬النزاع‭ ‬يستلزم‭ ‬تنازل‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬صراحة‭ ‬أو‭ ‬ضمنا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬موكلته‭ ‬تمسكت‭ ‬بشرط‭ ‬التحكيم‭ ‬ابتداء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تخوض‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تنحسر‭ ‬معه‭ ‬ولاية‭ ‬المحكمة‭ ‬عن‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬النزاع‭ ‬يخضع‭ ‬للتحكيم‭ ‬بدولة‭ ‬أجنبية‭ ‬وفق‭ ‬القواعد‭ ‬الدولية،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬وقّع‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬مخوّل‭ ‬قانونا‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬الأجنبي‭ ‬للدولة‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬التشريعي‭.‬

وبينت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬المحكمة‭ ‬ادعاء‭ ‬المدعية‭ ‬ببطلان‭ ‬شرط‭ ‬التحكيم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬التحكيم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفويض‭ ‬خاص‭ ‬بذلك‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬الأصيل‭ ‬الموقع‭ ‬للعقد،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬التمسك‭ ‬ببطلان‭ ‬الشرط‭ ‬لعدم‭ ‬إجازته‭ ‬من‭ ‬المخول‭ ‬أصليا‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مقرر‭ ‬لمصلحة‭ ‬ذلك‭ ‬الطرف‭ ‬وليس‭ ‬لغيره‭ ‬التمسك‭ ‬به‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬كانت‭ ‬تطالب‭ ‬المحكمة‭ ‬بصفة‭ ‬مستعجلة‭ ‬بالتعميم‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬موكلته‭ ‬البنكية‭ ‬والقضاء‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬محاسبي‭ ‬لبيان‭ ‬مقدار‭ ‬الخسارة‭ ‬المتراكمة،‭ ‬بزعم‭ ‬أنها‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬إخلال‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لشروط‭ ‬العقد‭ ‬الموقع‭ ‬بينهما‭ ‬والكسب‭ ‬الذي‭ ‬فات‭ ‬المدعية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الإخلال‭ ‬حتى‭ ‬تاريخ‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى،‭ ‬ومبلغ‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬ستتكبدها‭ ‬المدعية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬مخالفة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لشرط‭ ‬الحصرية‭ ‬الوارد‭ ‬بالعقد،‭ ‬وطالبت‭ ‬بتعويض‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الخسائر‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭,‬000‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بالمبلغ‭ ‬الذي‭ ‬يحدده‭ ‬الخبير‭ ‬أيهما‭ ‬أكثر،‭ ‬والحكم‭ ‬بصحة‭ ‬ونفاذ‭ ‬العقد‭ ‬المبرم‭ ‬بينهما‭ ‬بتاريخ‭ (‬1‭/‬‏2‭/‬‏2013‭).‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬تعاقدت‭ ‬مع‭ ‬موكلته‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬الأولى‭ ‬الحق‭ ‬الحصري‭ ‬لتوزيع‭ ‬وبيع‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وأن‭ ‬مدة‭ ‬العقد‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬واستمر‭ ‬الطرفان‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬حتى‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2019‭ ‬عندما‭ ‬فشلت‭ ‬حينها‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الشركتين‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬عقد‭ ‬جديد،‭ ‬مدعية‭ ‬أن‭ ‬استمرارهم‭ ‬بالعقد‭ ‬القديم‭ ‬يعد‭ ‬اتفاقا‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬العقد،‭ ‬مما‭ ‬دعا‭ ‬موكلته‭ ‬لوقف‭ ‬تزويد‭ ‬المدعية‭ ‬بطلباتها‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬به‭ ‬المذكورة‭ ‬مدعية‭ ‬أنه‭ ‬إخلال‭ ‬جسيم‭ ‬للعقد‭ ‬ويترتب‭ ‬عليه‭ ‬تعرضها‭ ‬لأضرار‭ ‬وخسائر‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الحقيقة‭.‬