الشعلة يقدم مدرستي “بابكو” و ”ألبا” نموذجين رائدين في تخريج “الخبراء”

ندوة “تلال” عن العمالة الوافدة تبصم بالعشر على الخلل في سوق العمل

| سعيد محمد

أعاد‭ ‬الكاتب‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأسبق‭ ‬عبدالنبي‭ ‬عبدالله‭ ‬الشعلة‭ ‬تأكيد‭ ‬مرئياته‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬مقالات‭ ‬وندوات‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬رخص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة؛‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬حل‭ ‬ظاهرة‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة،‭ ‬فيما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“لا‭ ‬نطالب‭ ‬بالاستغناء‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬العمالة،‭ ‬بل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬ذات‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارة،‭ ‬وإعداد‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬وتدريبها‭ ‬وفق‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل”‭.‬

المشكلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التطبيق

وقدم‭ ‬الشعلة‭ ‬مدرستي‭ ‬“بابكو”‭ ‬و‭ ‬”ألبا”‭ ‬كنموذجين‭ ‬رائدين‭ ‬أسهما‭ ‬في‭ ‬تخريج‭ ‬خبراء‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بل‭ ‬وخارج‭ ‬الدولة‭ ‬أيضًا،‭ ‬وقال‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬منقولة‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬نظمتها‭ ‬شبكة‭ ‬“تلال‭ ‬نيوز”‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬بمشاركة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬وأدارها‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬الشبكة‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬العرادي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.. ‬مستخلصات‭ ‬وتوصيات‭ ‬مهمة”،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬معززًا‭ ‬مكرمًا‭ ‬وبإرادته،‭ ‬فيما‭ ‬يلزم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتجديد‭ ‬الآليات‭ ‬المنظمة‭ ‬لاستقدام‭ ‬العمالة‭ ‬ووضع‭ ‬معايير‭ ‬تؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة،‭ ‬مستدركًا‭ ‬بالقول‭ ‬“هناك‭ ‬أنظمة‭ ‬وقوانين‭ ‬متطورة‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التطبيق‭ ‬والنقطة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬مراقبة‭ ‬التنفيذ‭ ‬والمشكلة‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعنية”‭.‬

اختلاف‭ ‬شاسع‭ ‬وكبير

‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬مدير‭ ‬الندوة‭ ‬العرادي‭ ‬بدأ‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬تلال‭ ‬نيوز‭ ‬خصصت‭ ‬5‭ ‬ندوات‭ ‬لمناقشة‭ ‬موضوع‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬لما‭ ‬يشكله‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬وأهمية‭ ‬بالغة‭ ‬تتعلق‭ ‬بهوية‭ ‬ومستقبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أشار‭ ‬الشعلة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مستخلصات‭ ‬وتوصيات‭ ‬موحدة‭ ‬تكون‭ ‬ملائمة‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فهناك‭ ‬اختلاف‭ ‬شاسع‭ ‬وكبير‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فهناك‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬بعضها‭ ‬لا‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬دول‭ ‬مصدرة‭ ‬كجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬تعداد‭ ‬سكانها‭ ‬قرابة‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬منهم‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وهي‭ ‬دول‭ ‬مصدرة‭ ‬للعمالة‭ ‬على‭ ‬العموم‭ ‬ولا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬يسيرة‭ ‬للغاية‭.‬

الخلل‭ ‬الدائم

وبعد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المداخلات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬المشاركون،‭ ‬شدد‭ ‬الشعلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأسواق‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬تطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية؛‭ ‬لكي‭ ‬تقترب‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مراحل‭ ‬للتدريب‭ ‬والتدريب‭ ‬المستمر‭ ‬دون‭ ‬نهاية،‭ ‬ولمراكز‭ ‬التدريب‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬خريجي‭ ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭ ‬وألبا‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬وخبراء‭ ‬تستفيد‭ ‬منهم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ولننظر‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬الأجانب‭ ‬يعد‭ ‬بإصبع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬ويتناقص،‭ ‬ويكبر‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يديرون‭ ‬مؤسسات‭ ‬مصرفية‭ ‬كبرى‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬فرأى‭ ‬الشعلة‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬كبيرة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية،‭ ‬آملًا‭ ‬في‭ ‬ألا‭ ‬توضع‭ ‬السدود‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬الإيجابي‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬قدمت‭ ‬صورة‭ ‬مشرفة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬داخلها‭.‬