المرباطي لـ “البلاد”: تحمل البلدية التزامات مالية وتهدد بتعطل بعض الخدمات

انتصف العام وبلدية المحرق بلا ميزانية

| سيدعلي المحافظة

حمل‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬غازي‭ ‬المرباطي‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬مسؤولية‭ ‬تأخير‭ ‬تمرير‭ ‬ميزانية‭ ‬بلدية‭ ‬المحرق‭ ‬للعام‭ ‬2020‭ ‬حتى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬والتي‭ ‬سيترتب‭ ‬عليها‭ ‬تراكم‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬البلدية‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬شملت‭ ‬مناقصات‭ ‬السيارات‭ ‬الثقيلة‭ ‬والخفيفة‭ ‬والبالغة‭ ‬قيمتها‭ ‬نحو‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬أواخر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬ومناقصة‭ ‬العمالة‭ ‬الزراعية‭ ‬بقيمة‭ ‬30‭.‬8‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬والتي‭ ‬تنتهي‭ ‬30‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري،‭ ‬ومناقصة‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬بقيمة‭ ‬9‭.‬8‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬هذه‭ ‬الميزانية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬واللوحات‭ ‬المعدنية،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬مناقصاتها‭ ‬لمدد‭ ‬4‭ ‬و3‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬658‭.‬6‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لأكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬و25‭.‬4‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬للوحات‭ ‬المعدنية‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬طلبت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬خفض‭ ‬ميزانية‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الخدمية‭ ‬والبلديات‭ ‬بمعدل‭ ‬18‭ %‬،‭ ‬ثم‭ ‬أعقبها‭ ‬طلب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬بخفض‭ ‬الميزانية‭ ‬بسبة‭ ‬30‭ %‬؛‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مقدر‭ ‬مراعاة‭ ‬لأولوية‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الخدمية‭ ‬ومنها‭ ‬البلديات‭ ‬استجابت‭ ‬لهذا‭ ‬الطلب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تؤجل‭ ‬تمرير‭ ‬تلك‭ ‬الميزانية‭ ‬المخفضة،‭ ‬رغم‭ ‬دخول‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬للجمهور‭.‬

إقفال‭ ‬السنة

وقال‭: ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬فيه‭ ‬سوى‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬عن‭ ‬إقفال‭ ‬الدولة‭ ‬سنتها‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬المقبل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬سيتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الميزانية‭ ‬المخفضة‭ ‬على‭ ‬فترتين‭ ‬بنسبة‭ ‬48‭ %. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬تمرير‭ ‬الموازنة‭ ‬وضع‭ ‬البلديات‭ ‬أمام‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬إذ‭ ‬طال‭ ‬التخفيض‭ ‬بند‭ ‬المصروفات‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬العقود‭ ‬والالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬البلدية‭. ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬دفع‭ ‬أي‭ ‬مبالغ‭ ‬لموردي‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بإمكانية‭ ‬توقف‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬البلديات‭ ‬بتقديمها‭ ‬طوال‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البلدية‭ ‬سعت‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬طلبات‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬بشأن‭ ‬خفض‭ ‬مصاريف‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬والالتزامات،‭ ‬ومنها‭ ‬خفض‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬إلى‭ ‬7،‭ ‬وخفض‭ ‬عدد‭ ‬الحراس‭ ‬التابعين‭ ‬للبلدية‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬حالياً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬حراس‭ ‬لأملاك‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬38‭ ‬حديقة‭ ‬ومنتزه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأسواق‭ ‬والمباني‭ ‬وغيرها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تمتلك‭ ‬فيه‭ ‬بلديات‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬110‭ ‬حراس‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الالتفات‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الصيانة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصفير‭ ‬ميزانيتها‭ ‬بهدف‭ ‬خفض‭ ‬المصروفات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيراكم‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬كلفتها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬تلبيتها‭ ‬في‭ ‬وقتها‭.‬