تأييد السجن لمتعاط ضرب شرطيا بجوار منطقة محظورة

| محرر الشؤون المحلية

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬سجن‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬بحق‭ ‬مدان‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬شرطي‭ ‬مكلف‭ ‬بحراسة‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭ ‬قرب‭ ‬منطقة‭ ‬محظورة،‭ ‬فيما‭ ‬برأته‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬السلاح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بحوزة‭ ‬الشرطي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الشاب‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬شرع‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬السلاح‭ ‬المبين‭ ‬النوع‭ ‬والوصف‭ ‬والقيمة‭ ‬المملوك‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬وهو‭ ‬الشرطي‭ ‬أول‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وقد‭ ‬خاب‭ ‬أثر‭ ‬الجريمة‭ ‬لسبب‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لإرادته‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬بأن‭ ‬الشرطي‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬كان‭ ‬مرتديا‭ ‬السلاح‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحزام‭ ‬الخلفي‭.‬

ثانيا‭: ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬الشرطي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬وبسبب‭ ‬تأديته‭ ‬وظيفته‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بوضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬بالقوة‭ ‬محاولا‭ ‬نزع‭ ‬سلاحه،‭ ‬فأحدث‭ ‬به‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬ولم‭ ‬يفض‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬إلى‭ ‬مرضه‭ ‬أو‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬أعماله‭ ‬الشخصية‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬يوما‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬الشرطي‭ ‬أول‭ - ‬المجني‭ ‬عليه‭ - ‬على‭ ‬واجب‭ ‬عمله‭ ‬قرب‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭ ‬الخاصة‭ ‬وبرفقته‭ ‬الشاهد‭ ‬الثاني‭ - ‬شرطي‭ - ‬شاهد‭ ‬المستأنف‭ ‬يسير‭ ‬بالمنطقة‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬محظور‭ ‬التجول‭ ‬فيها،‭ ‬فنادى‭ ‬عليه‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬له،‭ ‬فأخبر‭ ‬الشاهد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهاز‭ ‬اللاسلكي‭ ‬كونه‭ ‬مسؤول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتوجه‭ ‬للمدان‭ ‬الذي‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭.‬

وبعد‭ ‬استيقاف‭ ‬المستأنف‭ ‬سأله‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬بياناته،‭ ‬فتظاهر‭ ‬المدان‭ ‬أنه‭ ‬سيخرج‭ ‬بطاقة‭ ‬هويته‭ ‬من‭ ‬جيبه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشرطي‭ ‬تفاجأ‭ ‬به‭ ‬يداهمه‭ ‬ويمسكه‭ ‬من‭ ‬لباسه‭ ‬العسكري،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬التعدي‭ ‬حدثت‭ ‬إصابته‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي،‭ ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬الشاب‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشرطي‭ ‬نفسه‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬فراره‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬متواجدا‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬حيازته‭ ‬حينها‭ ‬لمادة‭ ‬“الستوب”‭.‬

كما‭ ‬قرر‭ ‬الشرطي‭ ‬الثاني‭ ‬الشاهد‭ ‬بالقضية‭ ‬في‭ ‬بلاغه‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬واجب‭ ‬عمله‭ ‬برفقة‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬تفاجأ‭ ‬بوجود‭ ‬المستأنف‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭ ‬الخاصة،‭ ‬فانتقل‭ ‬شرطي‭ ‬آخر‭ ‬للموقع‭ ‬وقام‭ ‬بجلب‭ ‬المدان‭ ‬بواسطة‭ ‬الدورية‭ ‬الأمنية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المذكور‭ ‬استغفلهم‭ ‬وحاول‭ ‬سحب‭ ‬الرشاش‭ ‬الخاص‭ ‬بالشرطي‭ ‬وتسبب‭ ‬بكدمات‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭.‬

وأوضحت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬ببراءة‭ ‬المستأنف‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬سرقة‭ ‬ونزع‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬الشرطي،‭ ‬أنها‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬الاتهام‭ ‬المسند‭ ‬إليه‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬ظلال‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬والريبة،‭ ‬وأن‭ ‬للواقعة‭ ‬صورة‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬بها‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وشاهداه،‭ ‬وأنهم‭ ‬قد‭ ‬أحجموا‭ ‬عن‭ ‬ذكرها‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لإسباغ‭ ‬الشرعية‭ ‬عليها،‭ ‬آية‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬قرر‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬قصد‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬الإمساك‭ ‬بالسلاح‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينوي‭ ‬سرقته‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالشاهد‭ ‬الثالث‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أضفنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إنكار‭ ‬المتهم‭ ‬لما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التحقيقات‭ ‬وانتهاء‭ ‬بجلسة‭ ‬المحاكمة‭ ‬وخلو‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬دليل‭ ‬يقيني‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬قصد‭ ‬المتهم‭ ‬الإمساك‭ ‬بالسلاح‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬وسرقته،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عدل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬تحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬وإقراره‭ ‬بعدم‭ ‬علمه‭ ‬بقصد‭ ‬المتهم‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬مبناها‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬لا‭ ‬الظن‭ ‬والتخمين،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬تسرب‭ ‬الشك‭ ‬إلى‭ ‬وجدانها‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬يقينها‭ ‬إلى‭ ‬اقتراف‭ ‬المتهم‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تقيم‭ ‬لرواية‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وزنا‭ ‬وترفض‭ ‬تلك‭ ‬الصورة،‭ ‬وترجح‭ ‬دفاع‭ ‬المتهم‭ ‬وتأخذ‭ ‬به؛‭ ‬لكونه‭ ‬أولى‭ ‬بالاعتبار‭ ‬عما‭ ‬عداه‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التهمة‭.‬