المتهم: طلبت منه الإقلاع وساعدته بإعداد الحقنة له

6 سنوات لشاب حقن صديقه المشلول بالمورفين وتسبب بوفاته

| محرر الشؤون المحلية

عاقبت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬متهما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬صديقه‭ ‬بعدما‭ ‬سهّل‭ ‬له‭ ‬تعاطي‭ ‬مادة‭ ‬المورفين‭ ‬المخدرة‭ ‬بحقنها‭ ‬في‭ ‬السائل‭ ‬المغذي‭ ‬كونه‭ ‬منوم‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬لمعاناته‭ ‬من‭ ‬الشلل،‭ ‬حيث‭ ‬حقن‭ ‬المغذي‭ ‬بالمورفين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬المتوفى،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬لوفاة‭ ‬الأخير‭ ‬متسمما‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المادة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬تهمة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وبحبسه‭ ‬أيضا‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬وتغريمه‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬تهمة‭ ‬حيازة‭ ‬المخدرات‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقضية‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬وفاة‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬المنومين‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬سنوات؛‭ ‬كونه‭ ‬يعاني‭ ‬الشلل،‭ ‬وردت‭ ‬لطبيبته‭ ‬شكوك‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬وفاته،‭ ‬إذ‭ ‬لاحظت‭ ‬وجود‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المورفين‭ ‬في‭ ‬عينة‭ ‬إدراره‭ ‬التي‭ ‬أخذتها‭ ‬للفحص،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬ضمن‭ ‬علاجه‭.‬

فتقدمت‭ ‬الطبيبة‭ ‬ببلاغ‭ ‬بالاشتباه‭ ‬في‭ ‬وفاته‭ ‬بسبب‭ ‬جريمة‭ ‬جنائية،‭ ‬وأكد‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬الخاص‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬جنائية‭ ‬حول‭ ‬وفاته،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الملف‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬إعطائه‭ ‬تلك‭ ‬الجرعة‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬المخدرة،‭ ‬وتوصلت‭ ‬تحريات‭ ‬الشرطة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬مرتكب‭ ‬الواقعة‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أثناء‭ ‬تواجدهما‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬لقضاء‭ ‬عقوبة‭ ‬تعاطي‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة،‭ ‬وبعد‭ ‬خروجهما‭ ‬افترقا‭ ‬وقبل‭ ‬فترة‭ ‬عاد‭ ‬التواصل‭ ‬بينهما،‭ ‬وعلم‭ ‬أن‭ ‬صديقه‭ ‬منوما‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬نظرا‭ ‬لمرضه‭ ‬وأنه‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬بسبب‭ ‬الشلل،‭ ‬فبدأ‭ ‬بزيارته‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬وأثناء‭ ‬تواجده‭ ‬معه‭ ‬أبلغه‭ ‬المتوفى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتعاطى‭ ‬المخدرات،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬الإقلاع‭ ‬عنها‭ ‬كونه‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬التعاطي‭ ‬بعدما‭ ‬توفي‭ ‬أحد‭ ‬أصدقائه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بسبب‭ ‬جرعة‭ ‬مخدر‭ ‬زائدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتوفى‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬زيارة‭ ‬له‭ ‬التعاطي‭ ‬سويا،‭ ‬وحينها‭ ‬أكد‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتعاطى،‭ ‬ولكنه‭ ‬أصر‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬حقنة‭ ‬من‭ ‬المخدر‭ ‬المتوفر‭ ‬بحوزة‭ ‬المتوفى،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬كمية‭ ‬منه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬جهز‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬الحقنة‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬هو‭ ‬حدوث‭ ‬تسمم‭ ‬بالهيروين‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بتوقف‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭ ‬والتنفسية‭ ‬نتيجة‭ ‬تعاطيها‭ ‬قبل‭ ‬الوفاة،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬بعينات‭ ‬دم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬احتوائه‭ ‬على‭ ‬المونوستيل‭ ‬مورفين‭ ‬6‭ ‬وهو‭ ‬ناتج‭ ‬لتكسير‭ ‬مادة‭ ‬الهيروين‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مادة‭ ‬الميتامفيتامين‭ ‬التي‭ ‬احتوتها‭ ‬العينة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬النشطة‭ ‬والمهلوسة‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬كعلاج‭ ‬طبي‭ ‬ولم‭ ‬يرد‭ ‬ذكر‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬مشتقاتها‭ ‬بالأوراق‭ ‬الطبية‭ ‬العلاجية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمذكور،‭ ‬كما‭ ‬لوحظ‭ ‬أثر‭ ‬لوخز‭ ‬إبري‭ ‬حديث‭ ‬مقابل‭ ‬الذراع‭ ‬الأيمن‭ ‬لمواضع‭ ‬تركيب‭ ‬أجهزة‭ ‬وريدي‭.‬

فأمرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بإحالة‭ ‬المتهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬2020،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬أعطاه‭ ‬مواد‭ ‬ضارة‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مادة‭ ‬“المورفين”‭ ‬المخدرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حقنها‭ ‬في‭ ‬خرطوم‭ ‬السائل‭ ‬المغذي‭ ‬المتصل‭ ‬بذراع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬ولم‭ ‬يقصد‭ ‬بذلك‭ ‬قتله‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬موته،‭ ‬وقد‭ ‬اقترنت‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬بجناية‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬سهل‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬تعاطي‭ ‬مادة‭ ‬المورفين‭ ‬المخدرة‭ ‬بأن‭ ‬أعدها‭ ‬وسحبها‭ ‬داخل‭ ‬محقن‭ ‬وحقنه‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬وحال‭ ‬كونها‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العلاج‭ ‬المقرر‭ ‬له‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المبين‭ ‬بالتحقيقات‭.‬

ثالثا‭: ‬حاز‭ ‬وأحرز‭ ‬بقصد‭ ‬التعاطي‭ ‬المادتين‭ ‬المخدرتين‭ ‬الحشيش‭ ‬والمورفين‭ ‬والمؤثر‭ ‬العقلي‭ ‬الأمفيتامين‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬المرخص‭ ‬بها‭ ‬قانونا‭.‬