يُمارس المهنة منذ 30 عاما وادعى أنه فعل ذلك مساعدة للمحتاجين والمرضى

7 سنوات لطبيب معروف تزعَّم تزوير وصفات “لاريكا”

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بقضية‭ ‬استشاري‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬المعروف‭ ‬و6‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين،‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهمين‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬بوقائع‭ ‬الإتجار‭ ‬في‭ ‬المؤثر‭ ‬العقلي‭ ‬اللاريكا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دانت‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬7‭ ‬متهمين‭ ‬عن‭ ‬تهم‭ ‬التعاطي‭ ‬واستعمال‭ ‬محررات‭ ‬رسمية‭ ‬وخاصة‭ ‬مزورة‭ ‬وتزوير‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬لبيعها‭ ‬على‭ ‬المتعاطين‭ ‬بأسعار‭ ‬مغالى‭ ‬فيها،‭ ‬وبرأت‭ ‬المتهم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬التهم‭.‬

برأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬الطبيب‭ ‬المعروف‭ ‬بالمملكة،‭ ‬و5‭ ‬ممن‭ ‬معه‭ ‬بينهم‭ ‬وافد‭ ‬آسيوي‭ ‬وآخران‭ ‬عربيين‭ ‬أحدهما‭ ‬صيدلي،‭ ‬والمتهمون‭ ‬بتشكيل‭ ‬عصابة‭ ‬إجرامية‭ ‬لبيع‭ ‬أقراص‭ ‬اللاريكا‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬بتهمة‭ ‬الإتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دانت‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬7‭ ‬متهمين‭ ‬عن‭ ‬تهم‭ ‬التعاطي‭ ‬واستعمال‭ ‬محررات‭ ‬رسمية‭ ‬وخاصة‭ ‬مزورة،‭ ‬وتزوير‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬لبيعها‭ ‬على‭ ‬المتعاطين‭ ‬بأسعار‭ ‬مغالى‭ ‬فيها،‭ ‬وبرأت‭ ‬المتهم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬التهم‭. ‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بمعاقبة‭ ‬استشاري‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب،‭ ‬المدان،‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬تهم‭ ‬التزوير‭ ‬بمحررات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬ومستشفى‭ ‬خاص،‭ ‬وبسجن‭ ‬متهمَين‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وتغريمهما‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬تهم‭ ‬التزوير‭ ‬والتعاطي،‭ ‬كما‭ ‬حبست‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بالقضية‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬وأمرت‭ ‬بإبعاده‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭.  ‬في‭ ‬حين‭ ‬عاقبت‭ ‬المتهم‭ ‬الخامس‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وبتغريمه‭ ‬مبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬تهمتي‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬واستعمال‭ ‬محرر‭ ‬خاص‭ ‬مزور،‭ ‬وبحبس‭ ‬المتهم‭ ‬السادس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬لاستعماله‭ ‬محررات‭ ‬مزورة‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬قبل‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬خليته‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صرف‭ ‬لأحد‭ ‬المتهمين‭ ‬وصفة‭ ‬طبية‭ ‬بعدد‭ ‬7‭ ‬علب‭ ‬من‭ ‬أقراص‭ ‬اللاريكا‭ ‬المؤثرة‭ ‬عقليا،‭ ‬وقد‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬التوجه‭ ‬لصيدليات‭ ‬معينة‭ ‬لصرف‭ ‬الدواء‭ ‬باستعمال‭ ‬صور‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬ترسل‭ ‬إليه‭ ‬عبر‭ ‬“الواتس‭ ‬آب”،‭ ‬والذين‭ ‬غادر‭ ‬بعضهم‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الصيدليات‭ ‬مملوكة‭ ‬للطبيب‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬عائلته‭.‬

واعترف‭ ‬بعض‭ ‬المتهمين‭ ‬أن‭ ‬دورهم‭ ‬كان‭ ‬استلام‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬60‭ ‬ويتجاوز‭ ‬أحيانا‭ ‬100‭ ‬علبة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصيدليات‭ ‬باستعمال‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية،‭ ‬وأنهم‭ ‬يتوجهون‭ ‬للصيدلية‭ ‬بعد‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم‭ ‬وإبلاغهم‭ ‬أن‭ ‬طلبهم‭ ‬جاهز،‭ ‬ويقومون‭ ‬بتسليمها‭ ‬لمن‭ ‬يطلبها‭ ‬منهم‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وقد‭ ‬تمكن‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬خلال‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬3000‭ ‬علبة‭ ‬لاريكا‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بتقرير‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬أقراص‭ ‬اللاريكا‭ ‬المصروفة‭ ‬بلغ‭ ‬144‭ ‬ألف‭ ‬قرص؛‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬احتوت‭ ‬العلبة‭ ‬الواحدة‭ ‬على‭ ‬48‭ ‬قرصا‭ ‬فقط‭. ‬فيما‭ ‬ينكر‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬المهنة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬ارتكابه‭ ‬لأي‭ ‬جرم،‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬قصده‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمرضى‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

وعقب‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬صرح‭ ‬وكيل‭ ‬النيابة‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الرمضان‭ (...) ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أبلغت‭ ‬عن‭ ‬ضبط‭ ‬متهمين‭ ‬متلبسين‭ ‬ببيع‭ ‬المؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬وضبطت‭ ‬معهم‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬ومبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬حصيلة‭ ‬اتجارهم‭ ‬بالمواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬المتهم‭ ‬الطبيب‭ ‬بمساعدة‭ ‬بقية‭ ‬المتهمين‭ ‬بتزوير‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬لمواد‭ ‬مخدرة‭ ‬وعقاقير‭ ‬طبية‭ ‬وصرفها،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استلام‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬والعقاقير‭ ‬الطبية‭ ‬موضوع‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬والإتجار‭ ‬فيها‭.‬

وقد‭ ‬باشرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التحقيق‭ ‬فور‭ ‬إبلاغها‭ ‬بالواقعة،‭ ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬استجواب‭ ‬المتهمين‭ ‬وسؤال‭ ‬شهود‭ ‬الواقعة‭ ‬وأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬ندبت‭ ‬للفحص‭ ‬وتفريغ‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المستشفيات،‭ ‬أن‭ ‬التزوير‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬وصفات‭ ‬طبية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬مستشفيات‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬بإثبات‭ ‬حضور‭ ‬الأشخاص‭ ‬المبينة‭ ‬أسماؤهم‭ ‬بالوصفات‭ ‬لتلك‭ ‬المستشفيات‭ ‬وخضوعهم‭ ‬للكشف‭ ‬الطبي‭ ‬واستحقاقهم‭ ‬للأدوية‭ ‬المبينة‭ ‬بتلك‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭ ‬وعقاقير‭ ‬طبية‭ ‬وذلك‭ ‬جميعه‭ ‬خلافا‭ ‬للحقيقة‭.‬

وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأسماء‭ ‬من‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ ‬قاما‭ ‬بإمداده‭ ‬بصور‭ ‬بطاقات‭ ‬شخصية‭ ‬لهم‭ ‬لاستخدام‭ ‬بياناتها‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬الوصفات‭ ‬الطبية‭ ‬المزورة،‭ ‬وعقب‭ ‬تزوير‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬قام‭ ‬المتهمين‭ ‬بالإتجار‭ ‬فيها‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬صرفها‭ ‬بمعرفة‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬الصيادلة‭ ‬ثبت‭ ‬تواطؤهما‭ ‬مع‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭.  ‬وفي‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حبست‭ ‬المتهمين‭ ‬احتياطيا‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيق‭ ‬وأمرت‭ ‬بضبط‭ ‬وإحضار‭ ‬المتهمين‭ ‬الهاربين‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أرسلت‭ ‬المتهمين‭ ‬العسكريين‭ ‬للقضاء‭ ‬العسكري‭ ‬للاختصاص‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬بحقهم،‭ ‬فيما‭ ‬أمرت‭ ‬النيابة‭ ‬بإحالة‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬المختصة‭.‬