لم تقبل طعنين بسبب وكالة غير صحيحة لمحاميين

“التمييز” ترفض طعون 45 مدانا بقضية حزب الله البحريني

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬طعون‭ ‬45‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬49‭ ‬طعنا‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬البحريني،‭ ‬والتي‭ ‬أدين‭ ‬فيها‭ ‬169‭ ‬متهما‭ ‬محكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بعقوبات‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحبس‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬والسجن‭ ‬المؤبد‭ ‬وغرامات‭ ‬مالية‭ ‬تصل‭ ‬لـ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬وقضت‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬بعدم‭ ‬جواز‭ ‬طعن‭ ‬متهم‭ ‬آخر،‭ ‬وبعدم‭ ‬قبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا‭ ‬لمتهمَين‭ ‬آخرَين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬بحق‭ ‬طاعن‭ ‬رابع‭ - ‬محكوم‭ ‬بالحبس‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ - ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬اتصاله‭ ‬بالدعوى‭ ‬وبطلان‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬بحقه،‭ ‬وأمرت‭ ‬بإعادة‭ ‬القضية‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭.‬

وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بأسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬وكيلة‭ ‬الطاعن‭ - ‬المنقوض‭ ‬حكمه‭ - ‬قررت‭ ‬بمرض‭ ‬الطاعن‭ ‬وحجزه‭ ‬بالمستشفى‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬تأجيل‭ ‬الدعوى‭ ‬لتقديم‭ ‬دليل‭ ‬ذلك،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬وأصدرت‭ ‬حكمها،‭ ‬مما‭ ‬حرمه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الدفاع،‭ ‬كما‭ ‬نعت‭ ‬بأن‭ ‬موكلها‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الحكم‭ ‬بحقه‭ ‬غيابيا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬صدر‭ ‬حضوريا‭ ‬اعتباريا،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مقيد‭ ‬الحرية‭ ‬وقت‭ ‬التحقيق‭ ‬بالواقعة‭ ‬مما‭ ‬حرمه‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬بغيبة‭ ‬المتهم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬اتصالها‭ ‬به‭ ‬اتصالا‭ ‬صحيحا،‭ ‬وأن‭ ‬مفردات‭ ‬الطعن‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬إعلانه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أوجبته‭ ‬المادة‭ ‬164‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬إعلانه‭ ‬بالجلسة‭ ‬وإعادة‭ ‬إعلانه،‭ ‬وأن‭ ‬اتصالها‭ ‬بالدعوى‭ ‬عند‭ ‬فصلها‭ ‬فيها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬يكون‭ ‬منعدما‭ ‬وتكون‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكمة‭ ‬باطله،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬يكون‭ ‬معيبا‭ ‬مما‭ ‬يبطله‭ ‬ويوجب‭ ‬نقضه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطاعن‭ ‬وإعادة‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬الطعن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطاعن‭ ‬الثاني،‭ ‬فإن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬إعلانه‭ ‬بالطريق‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬القانون،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬باب‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬الغيابي‭ ‬مازال‭ ‬مفتوحا‭ ‬له‭ ‬وقت‭ ‬التقرير‭ ‬بالطعن‭ ‬وأن‭ ‬بإمكانه‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬إدانته‭.‬

وذكرت‭ ‬بشأن‭ ‬المتهمين‭ ‬المحكوم‭ ‬بعدم‭ ‬قبول‭ ‬طعنيهما‭ ‬شكلا،‭ ‬بأن‭ ‬الأول‭ ‬قررت‭ ‬محاميته‭ ‬الطعن‭ ‬بالتمييز‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬وكالتها‭ ‬لا‭ ‬تجيز‭ ‬لها‭ ‬الطعن‭ ‬بطريق‭ ‬التمييز،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فقد‭ ‬تجاوز‭ ‬عمره‭ ‬وقت‭ ‬الطعن‭ ‬بالتمييز‭ ‬الـ‭ ‬15،‭ ‬لكن‭ ‬محاميه‭ ‬لم‭ ‬يتكبد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬عناء‭ ‬استخراج‭ ‬وكالة‭ ‬جديدة‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬الطاعن‭ ‬نفسه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الوكالة‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬ولي‭ ‬أمره‭ ‬حال‭ ‬محاكمته،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬حينها،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬للطعنين‭ ‬المذكورين‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صفة‭.‬