“البلاد” تنشر حكما جديدا لـ “التمييز الشرعية”.. والمحامي الملا: الأم تحايلت على الشرع والقانون

مطلقة تزوجت ثم تطلقت رجعيا قبل 3 أيام من الجلسة لئلا تخسر الحضانة

| راشد الغائب

مطلقة‭ ‬لديها‭ ‬حضانة‭ ‬ابنيها‭. ‬تزوجت،‭ ‬فعلم‭ ‬طليقها‭ ‬بذلك،‭ ‬فتحرك‭ ‬لإسقاط‭ ‬الحضانة‭ ‬عنها‭. ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحضانة،‭ ‬فاتفقت‭ ‬مع‭ ‬الزوج‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭ ‬منه‭ ‬قبل‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬جلسة‭ ‬المحكمة؛‭ ‬لتفادي‭ ‬إسقاط‭ ‬الحضانة،‭ ‬ولكن‭ ‬وكيل‭ ‬طليقها‭ ‬والمحكمة‭ ‬انتبهت‭ ‬لذلك‭.‬

وقال‭ ‬وكيل‭ ‬الطاعن‭ ‬المحامي‭ ‬أسامة‭ ‬الملا‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إنه‭ ‬ثبت‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بأن‭ ‬الأم‭ ‬متزوجة‭ ‬برجل‭ ‬أجنبي‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬أغسطس‭ ‬2016،‭ ‬وتطلقت‭ ‬منه‭ ‬طلقة‭ ‬أولى‭ ‬رجعية‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬معتبرا‭ ‬المحامي‭ ‬ذلك‭ ‬“تحايلا‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬الشرع‭ ‬وقانون‭ ‬الأسرة”؛‭ ‬لتكسب‭ ‬القضية،‭ ‬ثم‭ ‬ترجع‭ ‬لمطلقها‭ (‬الزوج‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭) ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬في‭ ‬العدة‭ ‬الشرعية‭.‬

وبين‭ ‬الملا‭ ‬بأن‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬عند‭ ‬رفع‭ ‬القضية‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬العدة،‭ ‬ولأن‭ ‬الطلاق‭ ‬رجعي،‭ ‬فلا‭ ‬يعتد‭ ‬بوثيقة‭ ‬الطلاق‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها؛‭ ‬لأن‭ ‬المادة‭ ‬87‭/ ‬أ‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬الرجعي‭ ‬لا‭ ‬ينهي‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬إلا‭ ‬بانقضاء‭ ‬العدة،‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬إسقاط‭ ‬الحضانة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬طلاقها‭ ‬بائنا‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬المطالبة‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لزوال‭ ‬سبب‭ ‬سقوط‭ ‬الحضانة‭ ‬بموجب‭ ‬الطلاق‭ ‬البائن،‭ ‬وليس‭ ‬الرجعي‭.‬

وأكدت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الشرعية‭ ‬بحكم‭ ‬جديد‭ ‬تنشره‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬اليمين‭ ‬الحاسمة‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬للخصم‭ ‬الذي‭ ‬يعوزه‭ ‬الدليل‭ ‬لإثبات‭ ‬دعواه،‭ ‬فهي‭ ‬ملك‭ ‬له‭ ‬يجوز‭ ‬له‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬خصمه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬الدعوى‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬حكم‭ ‬نهائي،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬توجيهها‭.‬

ونطقت‭ ‬المحكمة‭ ‬–‭ ‬الدائرة‭ ‬الخامسة‭ - ‬بحكمها‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬يناير‭ ‬2020‭. ‬وتنشر‭ ‬“البلاد”‭ ‬أبرز‭ ‬حيثياتها‭.‬

قصة‭ ‬القضية

رفع‭ ‬الطليق‭ (‬الطاعن‭) ‬دعوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬السنية‭ ‬على‭ ‬طليقته‭ (‬المطعون‭ ‬ضدها‭)‬،‭ ‬طالبا‭ ‬الحكم‭ ‬بإسقاط‭ ‬حضانتها‭ ‬عن‭ ‬ابنيه‭ (‬ذكر‭ ‬وأنثى‭).‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬صلح‭ ‬أمام‭ ‬مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري،‭ ‬فقد‭ ‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬حضانة‭ ‬الأم‭ ‬للصغيرين،‭ ‬ولكن‭ ‬زواج‭ ‬الأم‭ ‬بأجنبي‭ ‬يُسقط‭ ‬عنها‭ ‬الحضانة‭.‬

حكمت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭. ‬واستأنف‭ ‬الطاعن‭ ‬الحكم‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬وأيدت‭ ‬الأخيرة‭ ‬الحكم‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬

لجأ‭ ‬الطاعن‭ ‬لمحكمة‭ ‬التمييز‭.‬

حيثيات‭ ‬الحكم

قالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬الحكم‭ ‬بأن‭ ‬الطعن‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬أسباب،‭ ‬وهي‭:‬

 

1‭. ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬الاستدلال‭.‬

2‭. ‬القصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب‭.‬

3‭. ‬الإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭.‬

وأشارت‭ ‬الأم‭ ‬بأنها‭ ‬تطلقت‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬الأجنبي‭ ‬عن‭ ‬الابنين‭ ‬أثناء‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬الشرعية،‭ ‬ثم‭ ‬رجعت‭ ‬لزوجها‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬عدتها‭.‬

وتمسك‭ ‬الزوج‭ ‬بتوجيه‭ ‬اليمين‭ ‬الحاسمة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬التفت‭ ‬عن‭ ‬طلبه،‭ ‬وقضى‭ ‬بتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬اليمين‭ ‬الحاسمة‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬للخصم‭ ‬الذي‭ ‬يعوزه‭ ‬الدليل‭ ‬لإثبات‭ ‬دعواه،‭ ‬فهي‭ ‬ملك‭ ‬له‭ ‬يجوز‭ ‬له‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬خصمه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬الدعوى‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬حكم‭ ‬نهائي،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬توجيهها‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬انصبت‭ ‬على‭ ‬واقعة‭ ‬متعلقة‭ ‬بالدعوى‭ ‬ومنتجة‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬تخالف‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الآداب‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الخصم‭ ‬متعسفا‭ ‬في‭ ‬توجيهها‭.‬

ورأت‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬رفضت‭ ‬توجيه‭ ‬اليمين‭ ‬وقضت‭ ‬برفض‭ ‬الاستئناف،‭ ‬تأسيسا‭ ‬على‭ ‬انعدام‭ ‬السبب‭ ‬المسقط‭ ‬للحضانة‭ ‬بطلاق‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬الأجنبي‭ ‬عن‭ ‬الصغار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬طلبه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يصيبه‭ ‬بالخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب‭ ‬والإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭ ‬بما‭ ‬يوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وحكمت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بنقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬وإحالة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬الحكم‭ ‬للفصل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬