انفجار طهران... الجدل يتجدد حول موقع “بارشين” النووي

بومبيو: على المجتمع الدولي التحرك ضد إيران

| عواصم ـ وكالات

وسط‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬وطهران‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الحارجية‭ ‬الأميركي،‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬أن‭ ‬“رفض‭ ‬إيران‭ ‬التعاون‭ ‬منفصل‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة”‭.‬

وقال‭ ‬بومبيو‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭: ‬“إذا‭ ‬فشلت‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬التزاماتها‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لاتخاذ‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات”‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سفير‭ ‬إيران‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ماجد‭ ‬رافانشي،‭ ‬كان‭ ‬ذكر‭ ‬الخميس‭ ‬أنه‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬قرارا‭ ‬أميركيا‭ ‬بتمديد‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬بلاده‭ ‬سيتم‭ ‬إحباطه،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬“خطأ‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا”‭ ‬إذا‭ ‬حاولت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬عندئذ‭ ‬إعادة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وقال‭ ‬رافانشي‭ ‬إن‭ ‬استعادة‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ستنهي‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬للعام‭ ‬2015‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬وتعفي‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬التزاماتها‭. ‬ويُعد‭ ‬رفع‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬للعام‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭.‬

بومبيو‭ ‬يهدد

جاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬رافانشي‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬بومبيو‭ ‬بالسعي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يوافق‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬يمدد‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭.‬

كما‭ ‬أطلع‭ ‬الممثل‭ ‬الأميركي‭ ‬الخاص‭ ‬لإيران،‭ ‬بريان‭ ‬هوك،‭ ‬والسفير‭ ‬الأميركي،‭ ‬كيلي‭ ‬كرافت،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الأميركي‭ ‬الذي‭ ‬سيبقي‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭.‬

عقوبات‭ ‬صارمة

يذكر‭ ‬أن‭ ‬التوتر‭ ‬تصاعد‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬عندما‭ ‬انسحبت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والقوى‭ ‬الست‭ ‬الكبرى‭ ‬وأعادت‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬أميركية‭ ‬صارمة‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬القوى‭ ‬الخمس‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ - ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ - ‬ملتزمة‭ ‬به،‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬أساسية‭ ‬لاستمرار‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬ومنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭.‬

‭ ‬انفجار‭ ‬يهزّ‭ ‬طهران‭ ‬

وقع‭ ‬انفجار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬إيرانية‭ ‬بها‭ ‬موقع‭ ‬عسكري‭ ‬حساس‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬طهران،‭ ‬فيما‭ ‬تقول‭ ‬السلطات‭ ‬إنها‭ ‬أخمدت‭ ‬الحريق،‭ ‬ولم‭ ‬تقع‭ ‬إصابات،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تذكر‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬الانفجار‭.‬

وتعتقد‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الغربية‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬أجرت‭ ‬تجارب‭ ‬تتعلق‭ ‬بتفجيرات‭ ‬قنابل‭ ‬نووية،‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬الانفجار،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬بارشين‭ ‬العسكرية‭.‬

ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬بارشين‭ ‬مخصص‭ ‬لعمليات‭ ‬بحث‭ ‬وتطوير‭ ‬وإنتاج‭ ‬الذخائر‭ ‬والصواريخ‭ ‬والمتفجرات‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬تنامت‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الدور‭ ‬المحتمل‭ ‬لموقع‭ ‬بارشين‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬عندما‭ ‬أظهرت‭ ‬تقارير‭ ‬بناء‭ ‬محطة‭ ‬كبيرة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إجراء‭ ‬التجارب‭ ‬الهيدروديناميكية‭.‬

وحذرت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬شديدة‭ ‬الانفجار‭ ‬تعد‭ ‬“مؤشرات‭ ‬قوية‭ ‬لتطوير‭ ‬سلاح‭ ‬محتمل”‭.‬

وفي‭ ‬2005،‭ ‬سُمح‭ ‬لمفتشي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬مرتين‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬بارشين،‭ ‬وتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عينات‭ ‬بيئية‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬ذكر‭ ‬تقرير‭ ‬أن‭ ‬مفتشي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬“لم‭ ‬يلاحظوا‭ ‬أي‭ ‬أنشطة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬زيارتها،‭ ‬وأن‭ ‬نتائج‭ ‬تحليل‭ ‬العينات‭ ‬البيئية‭ ‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬نووية”‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬بارشين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة،‭ ‬وسعت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬مرارا‭ ‬لزيارة‭ ‬المنشأة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬أواخر‭ ‬2011،‭ ‬لاحظت‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عمليات‭ ‬هدم‭ ‬وبناء‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الموقع‭. ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2012،‭ ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬دخول‭ ‬المفتشين‭.‬

وحينها‭ ‬اشتكت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬“توفير‭ ‬ضمانات‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬وأنشطة‭ ‬نووية‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬في‭ ‬إيران”،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لديها‭ ‬“مخاوف‭ ‬جدية‭ ‬بشأن‭ ‬أبعاد‭ ‬عسكرية‭ ‬محتملة‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني”‭.‬

ويشتبه‭ ‬بأن‭ ‬موقع‭ ‬بارشين،‭ ‬الواقع‭ ‬شرق‭ ‬طهران،‭ ‬شهد‭ ‬اختبارات‭ ‬على‭ ‬انفجارات‭ ‬تقليدية‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬النووي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفته‭ ‬إيران‭.‬