الفن أصبح اليوم جزءا من تكويني الإنساني

السويدي: قلبي منشطر في اتجاهين.. الكتابة والرسم ( 1-2 )

من‭ ‬باب‭ ‬الكتابة‭ ‬ولجت‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬وكأي‭ ‬فنان‭ ‬يهيم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اللون‭ ‬ويلتهي‭ ‬بعوالمه‭ ‬يبدأ‭ ‬بإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬أمكنة‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ألفها‭ ‬سابقا،‭ ‬مراسم‭ ‬فنانين،‭ ‬صالات‭ ‬عرض،‏‭ ‬متاحف،‭ ‬ورش‭ ‬فنية‭ ‬وبشر‭ ‬يتمتعون‭ ‬بأمزجة‭ ‬مختلفة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭. ‬تقول‭ ‬مياسة‭ (‬مُنيتي‭) ‬مجلتي‭ ‬المدرسية‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أخططها‭ ‬وأكتب‭ ‬موادها‭ ‬وأخرجها‭ ‬فتحت‭ ‬لي‭ ‬باب‭ ‬دخول‭ ‬الفن،‭ ‬ومنه‭ ‬كونت‭ ‬لها‭ ‬عالما‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬وراحت‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الورش‭ ‬الفنية‭ ‬وفي‭ ‬المعارض‭ ‬الجماعية‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية‭.‬

حول‭ ‬مسيرتها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الصورة‭ ‬والكتابة‭ ‬واللون‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المحادثة‭ ‬معها‭:‬    ‭  ‬

لو‭ ‬سألت‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬مياسة‭ ‬السويدي؟‭ ‬ماذا‭ ‬ستقول‭ ‬مياسة؟

إنسانة‭ ‬لديها‭ ‬طموح،‭ ‬تعشق‭ ‬الحياة،‭ ‬تقرأ‭ ‬بشغف‭ ‬وتتوق‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإبداع‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬حالة‭ ‬التجدد‭ ‬داخل‭ ‬الإنسان‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬تبغيه‭ ‬مياسه‭ ‬من‭ ‬الفن؟

البحث‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬اللوحة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الفن‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تكويني‭ ‬الإنساني،‭ ‬ويمنحني‭ ‬القوة‭ ‬للبحث‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومختلف‭ ‬عن‭ ‬السائد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لما‭ ‬يمنحه‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬الاكتشاف‭ ‬والدهشة‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬آخرين‭ ‬يشبهوننا‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬نحمل‭ ‬نفس‭ ‬المفاهيم‭ ‬والتساؤلات،‭ ‬ورغم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاختلافات‭ ‬الخارجية‭ ‬مثل‭ ‬الجنسية‭ ‬والبيئة‭ ‬والمرجعية‭ ‬الثقافية،‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬لاحظت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الفنانين‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬ولقاء‭ ‬فنانين‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭ ‬دائما‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تفكيرهم‭ ‬ودوافعهم‭ ‬للفن‭.‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬إن‭ ‬الرسام‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متمكنًا‭ ‬من‭ ‬الرسم‭ ‬الواقعي‭ ‬ليكون‭ ‬فنانًا‭ ‬مبدعًا؟

لست‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالقوالب‭ ‬الجاهزة‭ ‬وفرض‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬كذلك،‭ ‬أنا‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬موهبته،‭ ‬ولا‭ ‬يقع‭ ‬فريسة‭ ‬تلك‭ ‬القناعات،‭ ‬إذ‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬يجيدون‭ ‬الرسم‭ ‬الواقعي‭ ‬وهو‭ ‬مهم‭ ‬طبعا،‭ ‬إذ‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬التكوين‭ ‬والاختزال‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صعوبة‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬القوالب،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الخاصة‭ ‬أنه‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬ينمي‭ ‬موهبته‭ ‬بالأساس‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬مما‭ ‬يجيده‭ ‬أكثر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الفن‭ ‬موهبة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مناهج‭ ‬أكاديمية‭ ‬يأخذها‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬وعلى‭ ‬الفنان‭ ‬ألا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد،‭ ‬بل‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬التجريب‭ ‬والتعلم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الحقول‭ ‬وتطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬اللوحة،‭ ‬فالإبداع‭ ‬له‭ ‬أوجه‭ ‬مختلفة‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لها‭ ‬والواقعية‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬تلك‭ ‬الأوجه‭.‬

حدثيني‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة،‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة؟

الكتابة‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬البداية‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬ذكرت،‭ ‬علاقة‭ ‬حميمة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬فكانت‭ ‬حكايتي‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬مدرسية‭ ‬قدمتها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬وأسميتها‭ (‬مُنيتي‭)‬،‭ ‬مطوية‭ ‬بسيطة‭ ‬كنت‭ ‬أرسمها‭ ‬وأخططها‭ ‬بنفسي‭ ‬وأكتب‭ ‬افتتاحية‭ ‬العدد‭ ‬والمسابقة‭ ‬وبعض‭ ‬النصوص‭ ‬والأخبار‭ ‬المدرسية،‭ ‬وحبي‭ ‬للكتابة‭ ‬تطور‭ ‬مع‭ ‬الأيام‭ ‬لتكون‭ ‬بعض‭ ‬الخواطر‭ ‬والنصوص‭ ‬الأدبية،‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أضع‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬لوحاتي‭. ‬

وقد‭ ‬شاركت‭ ‬ببعض‭ ‬النصوص‭ ‬الأدبية‭ ‬لبعض‭ ‬الفنانين،‭ ‬فكتبت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬عن‭ ‬لوحات‭ ‬الفنانة‭ ‬البحرينية‭ ‬أريج‭ ‬رجب‭ ‬بعنوان‭ ‬إيماءات‭ ‬داخلية،‭ ‬وهي‭ ‬نصوص‭ ‬حول‭ ‬روح‭ ‬اللّون‭ ‬العام‭ ‬2012،‭ ‬ومشاركة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬القطري‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬خيول‭ ‬الصحراء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬شعري‭ ‬صاحب‭ ‬افتتاح‭ ‬معرض‭ ‬بصمة‭ ‬الأول‭ ‬للطباعة‭ ‬الفنية،‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للفن‭ ‬المعاصر‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭.‬

تلك‭ ‬كانت‭ ‬البدايات‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬بنصوص‭ ‬شعرية،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬كانت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لنشر‭ ‬المقالات‭ ‬والدّراسات‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬والصحف‭ ‬العربية،‭ ‬إذ‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬اليمامة‭ ‬السعودية،‭ ‬وملحق‭ ‬جريدة‭ ‬الحياة‭ ‬الأدبي‭ ‬آفاق‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬الملحق‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لجريدة‭ ‬الاتحاد،‭ ‬إضافة‭ ‬لنشر‭ ‬المقالات‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬آوان‭ ‬الإلكترونية‭.‬

 

حاورها‭: ‬الفنان‭ ‬عباس‭ ‬يوسف