“البلديات” هدمت 4 مبانٍ فقط في عامين.. والفئران تسكن المتعثرة

المباني “الدايخة” بالعاصمة تنتظر الجرافات لهدمها

| محرر الشؤون المحلية

‭ ‬خلصت‭ ‬النائب‭ ‬سوسن‭ ‬كمال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬وعدت‭ ‬بهدم‭ ‬مبان‭ ‬آيلة‭ ‬للسقوط‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تف‭ ‬بوعدها‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭ ‬إنها‭ ‬التقت‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭ ‬لبحث‭ ‬موضوعات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬الضعيفة‭ ‬إنشائيًّا‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬ورد‭ ‬الوزير‭ ‬برسالة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭ ‬تتضمن‭ ‬كشفًا‭ ‬بالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬والآلية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المباني‭ ‬الآيلة‭ ‬للسقوط‭.‬

 

تصريح‭ ‬سوسن

وعلقت‭ ‬النائب‭ ‬سوسن‭ ‬على‭ ‬تأخر‭ ‬الوزارة‭ ‬بتصريح‭ ‬مكتوب‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭:‬

ذكرت‭ ‬الوزارة‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بهدم‭ ‬المباني‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬محددة‭ ‬يتم‭ ‬التأكد‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكشف‭ ‬الميداني،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬يردنا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الكرام‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مباني‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬بمحافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬تتضح‭ ‬عليها‭ ‬آثار‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والقِدم،‭ ‬وتتساقط‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬القطع،‭ ‬وتشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬المارة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة‭.‬

‭ ‬وفِي‭ ‬حال‭ ‬ترك‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬قائمة‭ ‬رغم‭ ‬مخالفتها‭ ‬وخطورتها،‭ ‬ومظهرها‭ ‬غير‭ ‬الحضاري،‭ ‬سيجد‭ ‬مالكو‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬الفرصة‭ ‬السانحة‭ ‬لتأجيرها‭ ‬على‭ ‬المقيمين‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة‭ ‬جدًّا،‭ ‬ولن‭ ‬يلجأ‭ ‬أحد‭ ‬لصيانتها‭ ‬دام‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يطلبها‭ ‬للسكن‭ ‬برضاه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬تلك‭ ‬المشكلات‭ ‬تعد‭ ‬أولوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة،‭ ‬لحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيها،‭ ‬ولإظهارها‭ ‬بالشكل‭ ‬التراثي‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬عُرفت‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القِدم،‭ ‬فكيف‭ ‬بعاصمتها‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجًا‭ ‬للسياحة‭ ‬والإعلام‭ ‬وتصوير‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬الشعبية‭ ‬المحلية‭ ‬والخليجية،‭ ‬وتطل‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬استراتيجية‭ ‬مسماة‭ ‬باسم‭ ‬كبار‭ ‬شيوخ‭ ‬المملكة‭ ‬تخليدًا‭ ‬لذكراهم،‭ ‬وافتخارًا‭ ‬بعطاءاتهم،‭ ‬فيجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الموضوع‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللازم‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تشجّعه‭ ‬الخطوات‭ ‬الرائدة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬للمساهمة‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬ونشره‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الموروث‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المملكة،‭ ‬فهل‭ ‬تنتظر‭ ‬الوزارة‭ ‬وصول‭ ‬بلاغات‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬الميداني‭ ‬يكفي‭ ‬للشروع‭ ‬في‭ ‬هدمها؟

‭ ‬ومع‭ ‬تكرار‭ ‬حوادث‭ ‬سقوط‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬بمحافظة‭ ‬العاصمة،‭ ‬يُفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬إلزام‭ ‬بهدم‭ ‬المباني‭ ‬غير‭ ‬الصالحة‭ ‬للسكن،‭ ‬وخاصةً‭ ‬المباني‭ ‬المصممة‭ ‬بغير‭ ‬الطابع‭ ‬التراثي،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معاينة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬القاطنين‭ ‬أو‭ ‬المارة،‭ ‬وحماية‭ ‬للمظهر‭ ‬الحضاري‭ ‬للعاصمة‭ ‬المنامة‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬لتلك‭ ‬المباني،‭ ‬فيجد‭ ‬المواطنون‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬لا‭ ‬تبلغ‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المشكلات‭ ‬وظهور‭ ‬القوارض،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬لذلك‭ ‬فإننا‭ ‬نفضل‭ ‬التنسيق‭ ‬الجاد‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لحصر‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬المزعجة،‭ ‬فحتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬صلاحية‭ ‬المبنى‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإنشائية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬آيلاً‭ ‬للسقوط،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬القوارض‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬يحتاج‭ ‬للتصحيح‭ ‬والمعالجة،‭ ‬حتى‭ ‬باللجوء‭ ‬للهدم‭ ‬أحيانًا،‭ ‬وفِي‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬يُفضل‭ ‬الإلزام‭ ‬بأخذ‭ ‬موافقة‭ ‬سنوية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأجر‭ ‬لتجديد‭ ‬عقد‭ ‬الإيجار،‭ ‬وذلك‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬ومنتظم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬وزارية‭ ‬يتم‭ ‬تشكيلها‭ ‬من‭ ‬وزارتي‭ ‬الأشغال‭ ‬والصحة‭ ‬لمعاينة‭ ‬المباني‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬صلاحيتها‭ ‬للسكن‭ ‬وسلامتها‭ ‬للقاطنين‭ ‬ونظافتها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الفحص‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬لمساكن‭ ‬العمال،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬بمحافظة‭ ‬العاصمة‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬ردِّها‭ ‬المشكور‭ ‬أن‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬هدمها‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬بمحافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬3‭ ‬مبانٍ‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬ومبنى‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وهذا‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدًّا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للظواهر‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬مباني‭ ‬الدائرة،‭ ‬لذا‭ ‬فإننا‭ ‬نأمل‭ ‬تكثيف‭ ‬المسح‭ ‬بانتظام،‭ ‬وزيادة‭ ‬التدقيق،‭ ‬وزيارة‭ ‬اللجان،‭ ‬والتنسيق‭ ‬المضاعف‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمظهر‭ ‬الحضاري‭ ‬للعاصمة‭ ‬المنامة‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬ردّها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مهلة‭ ‬معينة‭ ‬للشروع‭ ‬في‭ ‬هدم‭ ‬المباني‭ ‬الحرجة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬المالك‭ ‬القيام‭ ‬بهدمها‭ ‬فورًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬ضرورة‭ ‬للحزم‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الهدم،‭ ‬فمنازل‭ ‬الورثة‭ ‬يتأخر‭ ‬فيها‭ ‬الهدم‭ ‬لاختلافات‭ ‬الورثة‭.‬

‭ ‬نود‭ ‬الاستيضاح‭ ‬بشأن‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬قيد‭ ‬الإنشاء‭ ‬والمتروكة‭ ‬بسبب‭ ‬التعثر‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إنجازها،‭ ‬فما‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬الوزارة‭ ‬الموقرة‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬وهي‭ ‬مبانٍ‭ ‬مهجورة،‭ ‬بقيت‭ ‬هياكل‭ ‬تعصف‭ ‬بها‭ ‬الرياح،‭ ‬وتسرح‭ ‬بها‭ ‬القوارض‭ ‬والفئران،‭ ‬ليست‭ ‬مسكونة‭ ‬ولا‭ ‬مهدومة،‭ ‬تشوه‭ ‬المنظر‭ ‬الجمالي‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وتشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬القاطنين‭ ‬والمارة‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬الوزارة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تواجد‭ ‬العقار‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬تراثي‭ ‬يتوجب‭ ‬مراجعة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬رصد‭ ‬العقار‭ ‬كعقار‭ ‬تراثي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬اختصارًا‭ ‬للوقت،‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬معاينة‭ ‬العقارات‭ ‬التراثية‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬محافظتي‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬وتزويد‭ ‬الوزارة‭ ‬الموقرة‭ ‬بقائمة‭ ‬دقيقة‭ ‬عنها،‭ ‬لمباشرة‭ ‬الهدم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الرجوع‭ ‬مجددًا‭ ‬للهيئة،‭ ‬ونحن‭ ‬بصدد‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬برلماني‭ ‬لوضع‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬تسهل‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬اشتراطات‭ ‬معينة‭ ‬لترميم‭ ‬المباني‭ ‬أو‭ ‬بنائها‭ ‬بعد‭ ‬الهدم،‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬التصاميم‭ ‬تراثية‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬المنطقة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬تلتزم‭ ‬بالصورة‭ ‬التراثية‭ ‬للمنزل‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬منازل‭ ‬العاصمة‭ ‬تفقد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المطلوبة‭.‬