أول مطرب بحريني يسجل أصواته على أسطوانات بالعام 1929

“المطرب محمد زويد... وتر البحرين الأصيل”

| أسامة الماجد

تكريما‭ ‬لمشوار‭ ‬المطرب‭ ‬الشعبي‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬زويد،‭ ‬أصدر‭ ‬نادي‭ ‬الحالة‭ ‬كتابا‭ ‬توثيقيا‭ ‬بعنوان‭ ‬“المطرب‭ ‬محمد‭ ‬زويد‭.. ‬وتر‭ ‬البحرين‭ ‬الأصيل”‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬وبحث‭ ‬الفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬راشد‭ ‬الدوسري‭. ‬يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬159‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬المتوسط،‭ ‬وضم‭ ‬ثمانية‭ ‬فصول‭ ‬وملحق‭ ‬صور‭ ‬وأرشيف‭ ‬أغاني‭ ‬محمد‭ ‬زويد‭ ‬في‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭. ‬

الفصل‭ ‬الأول‭ ‬“المولد‭ ‬والنشأة،‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬“الإصرار‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬العود”‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬“اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬أستاذه‭ ‬المطرب‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فارس”،‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬“أول‭ ‬مطرب‭ ‬بحريني‭ ‬يسجل‭ ‬أصواته‭ ‬على‭ ‬أسطوانات‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬العام‭ ‬1929”،‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬“نجم‭ ‬الحفلات‭ ‬والأسطوانات‭ ‬والتسجيلات‭ ‬الإذاعية‭ ‬والتلفزيونية”،‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬“مرحلة‭ ‬المرض‭ ‬والرحيل”،‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬“شهادات‭ ‬وذكريات‭ ‬حول‭ ‬مسيرته”،‭ ‬والفصل‭ ‬الثامن‭ ‬قصائد‭ ‬مغناه‭ ‬بصوت‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فارس‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الكتاب‭ ‬بقلم‭ ‬الباحث‭ ‬والفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬الدوسري‭:‬

كانت‭ ‬ثقة‭ ‬المطرب‭ ‬البحريني‭ ‬رائد‭ ‬فن‭ ‬الصوت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فارس‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تلميذه‭ ‬النجيب‭ ‬المطرب‭ ‬محمد‭ ‬زويد،‭ ‬حين‭ ‬رشحه‭ ‬بدلا‭ ‬عنه‭ ‬ليكون‭ ‬أول‭ ‬مطرب‭ ‬بحريني‭ ‬يسجل‭ ‬أصواته‭ ‬على‭ ‬أسطوانات‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1929‭.‬

‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬انطلق‭ ‬المطرب‭ ‬محمد‭ ‬زويد‭ ‬في‭ ‬مشواره‭ ‬الفني‭ ‬الأصيل‭ ‬بكل‭ ‬عزم‭ ‬وإصرار‭ ‬وشغف،‭ ‬محلقا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الطرب،‭ ‬يحتفى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يحل‭ ‬فيه،‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬البحرين،‭ ‬والدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬يغرد‭ ‬بصوته‭ ‬الشجي‭ ‬وأنغام‭ ‬أوتار‭ ‬عوده‭ ‬وأصواته‭ ‬وأغانيه‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬الطرب‭ ‬والحفلات‭ ‬العامة،‭ ‬وعلى‭ ‬أثير‭ ‬الإذاعات‭ ‬وشاشات‭ ‬التلفزيون‭ ‬وقد‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬غناء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬الغناء‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬معلمة‭ ‬وأستاذه‭ ‬المطرب‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فارس‭ ‬العام‭ ‬1947،‭ ‬ووفاة‭ ‬رفيق‭ ‬دربة‭ ‬المطرب‭ ‬ضاحي‭ ‬بن‭ ‬وليد‭ ‬العام‭ ‬1941،‭ ‬حمل‭ ‬راية‭ ‬فن‭ ‬الصوت‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬وفاء‭ ‬وإخلاص،‭ ‬وناضل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬راية‭ ‬فن‭ ‬الصوت‭ ‬البحريني‭ ‬عالية‭ ‬خفاقة،‭ ‬وقد‭ ‬أضاف‭ ‬إلى‭ ‬فن‭ ‬غناء‭ ‬الصوت‭ ‬من‭ ‬مشاعره‭ ‬وأحاسيسه‭ ‬وروحه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقامات‭ ‬والألحان،‭ ‬حملت‭ ‬بصمات‭ ‬موهبته‭ ‬الأصيلة،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬له‭ ‬أسلوبه‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬والغناء‭ ‬الذي‭ ‬تأثربه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج،‭ ‬فكان‭ ‬لهم‭ ‬القدوة‭ ‬والمرجع‭ ‬في‭ ‬أصول‭ ‬غناء‭ ‬فن‭ ‬الصوت‭ ‬البحريني،‭ ‬واستمر‭ ‬نهر‭ ‬عطائه‭ ‬العذب‭ ‬في‭ ‬التدفق‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982م،‭ ‬مخلفا‭ ‬تراثا‭ ‬غنيا‭ ‬وغزيرا‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬البحرينية‭ ‬والأغاني‭ ‬المنوعة‭ ‬والتي‭ ‬ستظل‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬وفائه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمانة‭ ‬الفنية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكان‭ ‬جديرا‭ ‬بثقة‭ ‬أستاذه‭ ‬ومعلمه‭ ‬المطرب‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬فارس‭.‬