جيل اليوم أثبت شغفه واهتمامه بتراث الوطن

الدوسري: لدي مسلسل تلفزيوني عن مشوار المطربين الشعبيين

| أسامة الماجد

استطاع‭ ‬الفنان‭ ‬والباحث‭ ‬إبراهيم‭ ‬راشد‭ ‬الدوسري‭ ‬عبر‭ ‬إصداراته‭ ‬المتعددة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معبرا‭ ‬فصيحا‭ ‬وصريحا‭ ‬وأصيلا‭ ‬عن‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬وأصالته،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أغزر‭ ‬الكتاب‭ ‬والفنانين‭ ‬الذي‭ ‬وثقوا‭ ‬للغناء‭ ‬الشعبي‭ ‬ورواده،‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬كتب‭ ‬تقدم‭ ‬للقارئ‭ ‬إضاءات‭ ‬ومعلومات‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأغنية‭ ‬البحرينية‭. ‬“البلاد”‭ ‬التقت‭ ‬الفنان‭ ‬الباحث‭ ‬إبراهيم‭ ‬راشد‭ ‬الدوسري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭:‬

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬مشروعك‭ ‬وهو‭ ‬المسلسل‭ ‬الدرامي‭ ‬التراثي‭ ‬عن‭ ‬رواد‭ ‬الطرب‭ ‬في‭ ‬البحرين؟

المسلسل‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬حلقة‭ ‬درامية‭ ‬تراثية‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشوار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬الشعبيين‭ ‬والفنانات‭ ‬الشعبيات‭ ‬مثل،‭ ‬المطرب‭ ‬يوسف‭ ‬فوني،‭ ‬والمطرب‭ ‬علي‭ ‬خالد،‭ ‬والمطرب‭ ‬محمد‭ ‬عيسى‭ ‬علاية،‭ ‬والفنان‭ ‬جاسم‭ ‬العمران،‭ ‬والفنانة‭ ‬الشعبية‭ ‬خميسة‭ ‬بنت‭ ‬ريحان،‭ ‬والفنانة‭ ‬الشعبية‭ ‬فاطمة‭ ‬لخضاري،‭ ‬والفنانة‭ ‬الشعبية‭ ‬طيبة‭ ‬الفيروز،‭ ‬وغيرهم‭ ‬وإسهاماتهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬تراث‭ ‬البحرين‭ ‬الغنائي‭ ‬وظروفهم‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وتدور‭ ‬أحداث‭ ‬المسلسل‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬عقد‭ ‬العشرينات‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬عقد‭ ‬الستينات،‭ ‬حيث‭ ‬يرصد‭ ‬المسلسل‭ ‬التطورات‭ ‬الحضارية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬كتبت‭ ‬المسلسل‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬وقدمته‭ ‬للتلفزيون،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬إنتاجه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬ولكن‭ ‬أرجو‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬المسلسل‭ ‬العناية‭ ‬والاهتمام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬علي‭ ‬الرميحي‭ ‬الذي‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬توجيهاته‭ ‬ببناء‭ ‬القرية‭ ‬التراثية‭ ‬المميزة‭ ‬ليرى‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬التراثي‭ ‬المهم‭ ‬النور‭ ‬لتصوير‭ ‬حلقاته‭ ‬الثلاثين‭ ‬في‭ ‬جنباتها‭ ‬لموسم‭ ‬رمضان‭ ‬المقبل‭. ‬

‭ ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬اهتمام‭ ‬جيل‭ ‬اليوم‭ ‬بتراثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬الغني؟

لقد‭ ‬أثبت‭ ‬جيل‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬وحتى‭ ‬الأطفال‭ ‬شغفهم‭ ‬واهتمامهم‭ ‬بتراث‭ ‬وطنهم‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعتهم‭ ‬واهتمامهم‭ ‬لما‭ ‬تعرضه‭ ‬قناة‭ ‬“البحرين‭ ‬لول‭ ‬“التي‭ ‬تعد‭ ‬إنجازا‭ ‬متميزا‭ ‬لوزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الاعلام‭ ‬بتوجيهات‭ ‬سديدة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام،‭ ‬وتلبيته‭ ‬لمطالب‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬والخليجي‭ ‬لمشاهدة‭ ‬ما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬أرشيف‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬تراثية‭ ‬أصيلة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدرامية‭ ‬والرياضية‭.  ‬

 

‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬الأخطاء‭ ‬التاريخية‭ ‬خطورة‭ ‬وشيوعا‭ ‬وجدتها‭ ‬في‭ ‬رحلتك‭ ‬الطويلة‭ ‬مع‭ ‬تدوين‭ ‬سير‭ ‬المطربين؟

منذ‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتي‭ ‬مع‭ ‬البحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬حول‭ ‬سير‭ ‬المطربين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وخاصة‭ ‬الشعبيين‭ ‬منهم،‭ ‬واجهتني‭ ‬مشكلة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬المصادر‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬المطربين،‭ ‬فلم‭ ‬يوجد‭ ‬سوى‭ ‬لقاءات‭ ‬متفرقة‭ ‬للمطربين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجرائد‭ ‬والمجلات‭ ‬البحرينية‭ ‬القديمة‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬أرشيف‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬والتلفزيون،‭ ‬وكان‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الغناء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬فقررت‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬أن‭ ‬استخدم‭ ‬جهاز‭ ‬التسجيل‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬وقمت‭ ‬بتسجيل‭ ‬لقاءت‭ ‬للمطربين‭ ‬الأحياء‭. ‬أما‭ ‬من‭ ‬توفاهم‭ ‬الله،‭ ‬فاستقيت‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬سيرهم‭ ‬من‭ ‬عائلاتهم‭ ‬وأصدقائهم‭ ‬المقربين‭ ‬واستمررت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭ ‬حتى‭ ‬أنجزت‭ ‬عدة‭ ‬كتب‭ ‬حول‭ ‬سير‭ ‬المطربين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الشعبيين‭ ‬واستكملت‭ ‬المشروع‭ ‬بكتابي‭ ‬الموسوعة‭ (‬ذاكرة‭ ‬الأغنية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1895‭- ‬2011‭). ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬فهي‭ ‬تكاليف‭ ‬الطباعة،‭ ‬حيث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬كتبي‭ ‬قمت‭ ‬بطباعتها‭ ‬على‭ ‬حسابي‭ ‬الخاص‭.  ‬

 

‭ ‬مشاريعك‭ ‬الحالية‭ ‬؟

في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬صدر‭ ‬لي‭ ‬كتابان‭ ‬جديدان‭ ‬الأول‭: ‬“البحرين‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر”،‭ ‬والثاني‭: ‬“من‭ ‬أعلام‭ ‬الغناء‭ ‬الشعبي‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬البحرين”،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬سوف‭ ‬يصدر‭ ‬لي‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬بعنوان‭ ‬“تاريخ‭ ‬نادي‭ ‬البديع‭ ‬الرياضي‭ ‬والثقافي‭ .. ‬شهادات‭ ‬وإنجازات”‭. ‬

‭ ‬بعد‭ ‬كتابك‭ ‬“البديع‭ ‬حبيبة‭ ‬الشمس”‭ ‬أصدر‭ ‬الباحثان‭ ‬الشاعر‭ ‬خليفة‭ ‬اللحدان‭ ‬والأستاذ‭ ‬عبداللطيف‭ ‬المداوي‭ ‬كتابا‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬البديع،‭ ‬إلا‭ ‬ترى‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصدارات‭ ‬مماثلة‭ ‬توثق‭ ‬تاريخ‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين؟

تراث‭ ‬وتاريخ‭ ‬وطننا‭ ‬العزيز‭ ‬البحرين‭ ‬يستحق‭ ‬العناية‭ ‬والاهتمام‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية،‭ ‬فالإصدارات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتراث‭ ‬وتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬هدفها‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬وما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الأخوان‭ ‬العزيزان‭ ‬في‭ ‬كتابهم‭ ‬الجديد‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬البديع‭ ‬يعد‭ ‬إضافة‭ ‬مهمة‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬كتابي،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمعلومات‭ ‬التاريخية‭ ‬وأسماء‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬قطنت‭ ‬البديع‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬حيث‭ ‬اشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭. ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬اهتمام‭ ‬الكتاب‭ ‬المهتمين‭ ‬بكتابة‭ ‬تاريخ‭ ‬وتراث‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين،‭ ‬والجميل‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬الخاصة‭ ‬ببعض‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬كتاب‭ ‬البحرين‭ ‬بأهمية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإصدارات‭.‬