إصلاح المحكومين وتعزيز تفاعلهم الإيجابي مع المجتمع

أميني: العقوبات البديلة وضعت البحرين على خارطة الدول المتقدمة قضائيا

| إبراهيم النهام

قال‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬علي‭ ‬أميني‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭. ‬وأوضح‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬المحكومين‭ ‬وتعزيز‭ ‬تفاعلهم‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬محيطهم‭ ‬المجتمعي،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬منهم‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬بلغ‭ ‬2699‭ ‬نزيلا‭.‬

صدر‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬بمرسوم‭ ‬ملكي‭ ‬عن‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل،‭ ‬فماذا‭ ‬يعكس‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين؟‭ ‬

شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أصدر‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬18‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭.‬

ووضعت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬وأبرزت‭ ‬نماذج‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمنظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬وحماية‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬بمختلف‭ ‬الوسائل‭ ‬والمجالات،‭ ‬لاسميا‭ ‬فيما‭ ‬يعزز‭ ‬حماية‭ ‬أركان‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬وإرساء‭ ‬سيادة‭ ‬مؤسسات‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬تشريعاتها‭ ‬وخدماتها‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬أهداف‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة؟‭ ‬وعلى‭ ‬ماذا‭ ‬تشتمل‭ ‬من‭ ‬تدابير؟

‭ ‬يهدف‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬المحكومين‭ ‬وتعزيز‭ ‬تفاعلهم‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬محيطهم‭ ‬المجتمعي‭ ‬ليعود‭ ‬بالنفع‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والوطن‭. ‬ويشمل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬وهي‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدَّد،‭ ‬حظْر‭ ‬ارتياد‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬محدَّدة،‭ ‬التعهُّد‭ ‬بعدم‭ ‬التعرُّض‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬بأشخاص‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬معيَّنة،‭ ‬الخضوع‭ ‬للمراقبة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬حضور‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب،‭ ‬إصلاح‭ ‬الضَّرر‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية؟‭ ‬

قامت‭ ‬إدارة‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬بإعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برنامجين‭ ‬متخصصين‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬حضور‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭. ‬وهما‭ ‬برنامج‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬وإعادة‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ (‬تمام‭) ‬وبرنامج‭ ‬ساعي‭ ‬أعمال‭ ‬المنفعة‭ (‬سامع‭) ‬اللذان‭ ‬يحققان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاهداف‭ ‬ويساهمان‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والحس‭ ‬الامني‭ ‬الواعي‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المحكومين‭.‬

‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تزويدهم‭ ‬بمهارات‭ ‬مهنية‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬بيئتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والنفع‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬ولأسرهم‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تقوية‭ ‬الروابط‭ ‬الاسرية،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬المحكوم‭ ‬موجودا‭ ‬فيها‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭. ‬

كما‭ ‬يتضمن‭ ‬هذان‭ ‬البرنامجان‭ ‬علوماً‭ ‬نظرية‭ ‬وعملية‭ (‬مهنية‭) ‬بحيث‭ ‬يشكل‭ ‬برنامج‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬وإعادة‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ (‬تمام‭) ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وتنمية‭ ‬الحس‭ ‬الأمني‭ ‬والوعي‭ ‬بالمسؤوليات‭ ‬والوجبات‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭.‬

ويتم‭ ‬تزويدهم‭ ‬بإجراءات‭ ‬الصحة‭ ‬والأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحريق‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬ومحاضرات‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬والإدمان‭ ‬ومهارات‭ ‬فن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬والتحكم‭ ‬بالغضب‭ ‬ومهارات‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬والواجبات‭ ‬الأسرية‭ ‬والتفكير‭ ‬الإيجابي‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬برنامج‭ ‬ساعي‭ ‬أعمال‭ ‬المنفعة‭ (‬سامع‭) ‬فهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬والمهام‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تدريب‭ ‬المحكومين‭ ‬عليها‭ ‬بحيث‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تزويدهم‭ ‬بمهارات‭ ‬مهنية‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬حياتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والبدء‭ ‬بصورة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬المهن‭ ‬أعمال‭ ‬البستنة‭ ‬وتطوير‭ ‬الحدائق‭ ‬والسواحل‭ ‬والصباغة‭ ‬والتنظيف‭ ‬والصيانة‭. ‬

‭ ‬هل‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نستعرض‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة؟‭ ‬

يرتكز‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الاحتواء‭ ‬ومراعاة‭ ‬الحالات‭ ‬الانسانية‭ ‬الخاصة‭ ‬للمحكوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتهذيب‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمة‭ ‬وضبط‭ ‬نسب‭ ‬العود‭ ‬للجريمة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬يعززها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المحكومين‭ ‬به‭ ‬ليعود‭ ‬عنصرًا‭ ‬فاعلاً‭ ‬منتجًا‭ ‬لمجتمعه‭ ‬ووطنه‭. ‬

كما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬التركيبة‭ ‬الأسرية‭ ‬والنسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بجميع‭ ‬مقوماته‭ ‬وأساسياته‭ ‬ليحميها‭ ‬من‭ ‬التفكك‭ ‬والانفلات‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬المورد‭ ‬الرئيس‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فالأسرة‭ ‬هي‭ ‬نواة‭ ‬المجتمع‭. ‬

وبلغت‭ ‬أعداد‭ ‬المستفيدين‭ ‬منذ‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬2699‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬شروط‭ ‬وأحكام‭ ‬القانون‭ ‬وتتطابق‭ ‬ظروفهم‭ ‬الشخصية‭ ‬مع‭ ‬شروط‭ ‬الاستحقاق‭ ‬لنيل‭ ‬هذه‭ ‬العقوبة‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬تتناسب‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬مع‭ ‬خصائص‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني؟‭ ‬

‭ ‬اعتمدت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬برنامجي‭ ‬“تمام‭  ‬و”‭ ‬سامع”‭ ‬لتنفيذ‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬لما‭ ‬يتضمنه‭ ‬هذان‭ ‬البرنامجان‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬نظريات‭ ‬التطور‭ ‬المعرفي‭ ‬والخصائص‭ ‬العمرية‭ ‬لمختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وأسست‭ ‬بمحتوى‭ ‬يتوافق‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬القدرات‭ ‬الخاصة‭ ‬للمرأة‭ ‬ومواصفتها‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭ ‬ويتوافق‭ ‬مع‭ ‬حقوقها‭ ‬وواجباتها‭ ‬كونها‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الناجح‭.‬

حقق‭ ‬برنامج‭ ‬سامع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬معهد‭ ‬ROI‭ ‬العالمية،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬الاستعدادت‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬لهذا‭ ‬الفوز؟‭ ‬

‭ ‬يتماشى‭ ‬البرنامج‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬وأهداف‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬الوزارة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لجميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭. ‬

وتمثل‭ ‬الجائزة‭ ‬اعترافا‭ ‬للممارسات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬حسب‭ ‬معايير‭ ‬جائزة‭ ‬معهد‭ ‬ROI‭ ‬والنظريات‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬مؤسس‭ ‬المعهد‭ ‬جاك‭ ‬فيليبس،‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬المقاييس‭ ‬والمعادلات‭ ‬وآلية‭ ‬التنفيذ‭ ‬ومعايير‭ ‬التطبيق‭ ‬والاداء،‭ ‬وتماشت‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬برنامج‭ ‬ساعي‭ ‬أعمال‭ ‬المنفعة‭ ‬العامة‭ (‬سامع‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬النظرية‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬لتقييم‭ ‬البرنامج‭ ‬باستخدام‭ ‬نماذج‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬‮٥‬‭ ‬مستويات‭ ‬ومعايير‭ ‬تشغيل‭ ‬لتحديد‭ ‬مقاييس‭ ‬الأداء‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الرضا‭ ‬البسيطة‭ ‬إلى‭ ‬قياس‭ ‬الأثر‭ ‬وتتيح‭ ‬إمكان‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬المناسبة‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬وأنواع‭ ‬البرامج‭. ‬

كما‭ ‬أنها‭ ‬تبني‭ ‬بيانات‭ ‬نوعية‭ ‬وكمية‭ ‬وتوفر‭ ‬تقنيات‭ ‬لعزل‭ ‬آثار‭ ‬البرنامج‭ ‬عن‭ ‬التأثيرات‭ ‬الأخرى‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مقاييس‭ ‬موثوقة‭ ‬وتقارير‭ ‬دقيقة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬ورسم‭ ‬الخطط‭ ‬المستقبلية‭. ‬

وتم‭ ‬إعداد‭ ‬دراسة‭ ‬الأثر‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بين‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬الأصلية‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬إذ‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬سامع‭ ‬أهمية‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬العودة‭ ‬للجريمة‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬ابرز‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامجي‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ (‬تمام‭ ‬وسامع‭) ‬حتى‭ ‬الآن؟

‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬واستفاد‭ ‬منها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬وقلل‭ ‬نسبة‭ ‬العودة‭ ‬للجريمة‭ ‬لتبلغ‭ ‬1‭ % ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬المستفيدين،‭ ‬وإعداد‭ ‬مدربين‭ ‬مؤهلين‭ ‬واعتمادهم‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬التدريب‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬والقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الزراعة‭ ‬والبستنة‭ ‬في‭ ‬الحدائق‭ ‬والمشاتل،‭ ‬كما‭ ‬استطاع‭ ‬المحكومون‭ ‬الملحقون‭ ‬بالبرامج‭  ‬صناعة‭ ‬مواد‭ ‬أسمدة‭ ‬طبيعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬سوق‭ ‬للمزارعين‭.‬

كيف‭ ‬يتوافق‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن؟‭ ‬

قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭ ‬ويتوافق‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1976‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬الخاصة‭ ‬بقواعد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬النموذجية‭ ‬الدنيا‭ ‬للتدابير‭ ‬غير‭ ‬الاحتجازية‭.‬

وقدم‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭ ‬تغييراً‭ ‬جذرياً‭ ‬في‭ ‬الهدف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬بمفهومها‭ ‬الحديث،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬تهدف‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬وتدريبهم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلوك‭ ‬الإيجابي‭ ‬لدى‭ ‬المحكوم‭ ‬وإعادة‭ ‬إدماجه‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الشخصي‭ ‬والمجتمعي‭.‬