واشنطن تحث على استئناف “المفاوضات الليبية” فورًا
| عواصم ـ وكالات
اعتبر الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، أن تركيا تستخدم لغة القوة وتستمر في إرسال آلاف المقاتلين إلى ليبيا.
في حين أكد مجلس الأمن القومي الأميركي، أن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري في ليبيا من جميع الأطراف.
وذكر المجلس في تغريدة على “تويتر”: “نحث الأطراف الليبية على الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات على الفور”.
وأضاف “يجب أن نبني على التقدم الذي تم إحرازه من خلال محادثات الأمم المتحدة (5 5) ومبادرة القاهرة وعملية برلين”.
وفي وقت سابق، أكد مجلس الأمن القومي الأميركي أنه يأمل أن تؤدي مبادرة السلام المصرية بشأن ليبيا إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية وعودة المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وذكر بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: “لا يمكن أن يكون هناك منتصر حقيقي، فقط خسائر فادحة للدولة وشعبها، الذين عانوا بالفعل بسبب الصراع لأكثر من 9 سنوات. من أجل استئناف المحادثات بشكل جدي، يجب إسكات المدافع”.
وحث البيان الأطراف الليبية على “الانخراط بسرعة وبصورة بناءة” في المحادثات العسكرية التي توسطت فيها الأمم المتحدة والرامية إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، “مصحوبا بالتنفيذ الصارم والاحترام لحظر الأسلحة الذي جددته الأمم المتحدة أخيرا على ليبيا”.
وقالت الأمم المتحدة “إن أكثر من 16 ألف ليبي نزحوا في الأيام الأخيرة من جراء أحدث جولات القتال في العاصمة وفي بلدة ترهونة الواقعة على مسافة 72 كيلومترا جنوب شرق العاصمة”.
وكانت واشنطن قد عبرت عن ترحيبها بالمبادرة المصرية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار والمساعدة في إطلاق العملية السياسية.
من جانب آخر، دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، للتوصل إلى وقف للنار بين الأطراف الليبية، واستئناف محادثات 5 5، كما اعتبر أن الاتحاد يواجه مسار أستانا جديدا بين روسيا وتركيا في ليبيا هذه المرة إذ تشتركان في المصالح، وفق تعبيره.
إلى ذلك، شدد الاتحاد على ضرورة تعزيز الوجود العسكري الأوروبي في الساحل الإفريقي لحماية أمن أوروبا.
بدوره، قال المتحدث الرسمي الأوروبي بيتر ستانو في مؤتمر صحافي تفاعلي “ندعو الأطراف الإقليمية الفعالة في الأزمة الليبية إلى خفض التصعيد وتشجيع جهود المفاوضات”.
وأضاف “ليبيا ليست في حاجة للمزيد من التصعيد والتدخلات الخارجية تؤجج النزاع”.
على صعيد متصل، أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، لنظيره الإيطالي، في زيارة لمقر عملية “ايريني” (لمراقبة حركة السفن والسلاح في المتوسط) بحسب ما أفادت الخارجية أمس الاثنين، أن منع وصول السلاح لليبيا مهم لألمانيا وإيطاليا، مضيفًا “لهذا نحتاج المزيد من المساهمات الطموحة من جانب دول الاتحاد الأوروبي”.
يذكر أنه إلى جانب الملف الليبي، تتعدد الملفات والقضايا التي تصعد الخلاف بين أنقرة والاتحاد، من التنقيب عن النفط في المتوسط ومسألة اليونان وقبرص، إلى ملف اللاجئين الذي وتر لسنوات تلك العلاقات.
والأسبوع الماضي، اتهم الاتحاد الأوروبي تركيا بعرقلة عملة “إيرني”.
وأكد دبلوماسيون ومسؤولون في بروكسل الأربعاء الماضي قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو أن تركيا تعرقل مساعي الاتحاد لتأمين مساعدة حلف شمال الأطلسي لعملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط (إيرني)، الرامية لفرض حظر أسلحة أممي على ليبيا التي مزقها الصراع.
وأبدت فرنسا في حينه، امتعاضها من التصرفات التركية التي وصفتها بالعدوانية في المتوسط، داعية “الأطلسي” إلى التحرك من أجل صد تلك الأفعال.
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت أخيرًا لعمل “عدواني للغاية” من قبل زوارق تركية، منددة بمسألة “بالغة الخطورة” مع شريك أطلسي.