ملتقى “الإعلام الرقمي” بين “نقرة فأرة وأم الخضر والليف”

يوسف محمد: حاصرنا إساءات وسائل التواصل في أزمة “كورونا”

| سعيد محمد

وضع‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬بوزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬تصوّرًا‭ ‬جميلًا‭ ‬ومختصرًا‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬المهنية‭ ‬والوطنية‭ ‬للإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬كلمات‭ ‬السلام‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬بثلاثية‭ ‬”قامت‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬العروبة‭ ‬والشريعة‭ ‬والقيم”،‭ ‬فالعروبة‭ ‬والشريعة‭ ‬نطاقان‭ ‬معروفان،‭ ‬لكن‭ ‬“مفردة‭ ‬القيم”‭ ‬هي‭ ‬قيم‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدينية‭ ‬والوطنية،‭ ‬وهي‭ ‬قيم‭ ‬منهاج‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬“المواطن‭ ‬التقليدي‭ ‬والمواطن‭ ‬الرقمي”،‭ ‬ليتميز‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬واحترام‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬والناس‭ ‬والوقت‭ ‬والعمل‭ ‬وكل‭ ‬قيمة‭ ‬وطنية‭.‬

التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الدراماتيكي

محور‭ ‬“المسؤولية‭ ‬المهنية‭ ‬والوطنية‭ ‬للإعلام‭ ‬الرقمي”‭ ‬هو‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬ظهر‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭  ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬الافتراضي‭ ‬حول‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي،‭ ‬والذي‭ ‬أدارته‭ ‬ايناس‭ ‬السلطي‭ ‬وتحدث‭ ‬فيه‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬السمعية‭ ‬والبصرية‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬حميد‭ ‬بن‭ ‬عطية‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬“فن‭ ‬كتابة‭ ‬المحتوى‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي”،‭ ‬فيما‭ ‬تحدثت‭ ‬المحاضرة‭ ‬والمدربة‭ ‬بسمة‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬“التسويق‭ ‬الذاتي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي”‭. ‬وفي‭ ‬كلمته،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬مهند‭ ‬المشهداني‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬استثنائي‭ ‬نتيجة‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مهم‭ ‬كونه‭ ‬يخاطب‭ ‬الشباب‭ ‬المتحمسين‭ ‬للإعلام‭ ‬الرقمي،‭ ‬كما‭ ‬يخاطب‭ ‬المهتمين‭ ‬بعمليات‭ ‬التحول‭ ‬الدراماتيكية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

أم‭ ‬الخضر‭ ‬والليف‭ ‬وبابا‭ ‬دريا

‭ ‬ولفت‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬دائمًا‭ ‬وهو‭: ‬“في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتدفق‭ ‬المعلومات،‭ ‬ما‭ ‬المطلوب‭ ‬للالتزام‭ ‬بالمسؤولية؟”،‭ ‬فالناس‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬هاتفها‭ ‬الجوال‭ ‬وأصبحت‭ ‬حياتنا‭ ‬مرهونة‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬الواحدة‭ ‬التي‭ ‬ننتقل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الواتس‭ ‬أب‭ ‬إلى‭ ‬تويتر‭ ‬إلى‭ ‬انستغرام،‭ ‬ومن‭ ‬الصعوبة‭ ‬اليوم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وقال‭ ‬مازحًا‭: ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كان‭ ‬تخويف‭ ‬الأطفال‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تهديدهم‭ ‬ببعض‭ ‬الأساطير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أم‭ ‬الخضر‭ ‬والليف‭ ‬أو‭ ‬بابا‭ ‬دريا،‭ ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فإذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬“تخوف‭ ‬الطفل”‭ ‬قل‭ ‬له‭ ‬بأنك‭ ‬ستأخذ‭ ‬هاتفه‭ ‬أو‭ ‬ستقطع‭ ‬عنه‭ ‬الانترنت”‭.‬

وذهب‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬التعامل‭ ‬والتواصل‭ ‬وتوفير‭ ‬المعلومات‭ ‬ومواكبة‭ ‬الأحداث‭ ‬أولًا‭ ‬بأول‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬محاصرة‭ ‬إساءة‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة،‭ ‬وهذا‭ ‬درس‭ ‬وتجربة‭ ‬علمتنا‭ ‬أننا‭ ‬كلما‭ ‬كنا‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وبشفافية،‭ ‬كلما‭ ‬قلت‭ ‬الشائعات‭ ‬والتكهنات‭.‬

نقرة‭ ‬فأرة‭ ‬ويغادر‭..‬

‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قدم‭ ‬أستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬بالجزائر‭ ‬حميد‭ ‬بن‭ ‬عطية‭ ‬في‭ ‬ورقته‭ ‬حول‭ ‬فن‭ ‬كتابة‭ ‬محتوى‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي،‭ ‬شروحًا‭ ‬شملت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدي‭ ‬والرقمي‭ ‬وتعريفات‭ ‬مهنية‭ ‬متنوعة،‭ ‬ناصحًا‭ ‬بأهمية‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬لتقديم‭ ‬محتوى‭ ‬متميز‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الحشو،‭ ‬فمستخدمو‭ ‬النت‭ ‬يتابعون‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬لمدة‭ ‬تترواح‭ ‬بين‭ ‬8‭ ‬و10‭ ‬ثوان،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تعجبه‭ ‬المادة‭ ‬غادروا‭ ‬“بنقرة‭ ‬فأرة”،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬باندماج‭ ‬النص‭ ‬والصورة‭ ‬والفيديو‭ ‬والصوت‭ ‬يتطلب‭ ‬تبسيط‭ ‬المعلومات‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مستويات‭ ‬المتلقين،‭ ‬من‭ ‬المتعلمين‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬المتعلمين‭.‬

وجود‭ ‬بالعالم‭ ‬الافتراضي

ونصحت‭ ‬المحاضرة‭ ‬بسمة‭ ‬البناء‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬التسويق‭ ‬الذاتي،‭ ‬فعلى‭ ‬قمة‭ ‬الأولويات‭ ‬والاهتمامات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للجمهور‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬متابعين‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬كتابة‭ ‬الأهداف‭ ‬وإعداد‭ ‬محتوى‭ ‬رقمي‭ ‬مميز‭ ‬وتعلم‭ ‬أركان‭ ‬التسويق‭ ‬الذاتي،‭ ‬وقالت‭: ‬“وجودك‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬مهم،‭ ‬فإذا‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬غوغل‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬موجودًا،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لك‭ ‬حضور‭ ‬ولن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إثبات‭ ‬نفسك”‭.‬

وركزت‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬التسويق‭ ‬لجذب‭ ‬المتابعين‭ ‬ومنها‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬للإعلانات‭ ‬الترويجية‭ ‬ونشر‭ ‬الأنشطة‭ ‬والسلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬ذات‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬والاهتمام‭ ‬باستقطاب‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المسابقات‭ ‬والجوائز‭.‬