مواقف إدارية

الأسلوب الإداري المناسب في الوقت المناسب

| أحمد البحر

ربما‭ ‬أستطيع‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬والممارسين‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬وتأسيسًا‭ ‬على‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬يتفقون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توظيف‭ ‬الأسلوب‭ ‬الإداري‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وبالمنهجية‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬واقع‭ ‬الظروف‭ ‬المفروضة‭ ‬والمتحكمة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحيط‭ ‬بالمؤسسة‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬قد‭ ‬ترى‭ ‬القيادة‭ ‬الإدارية‭ ‬نفسها‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بقبول‭ ‬حسن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العاملين‭. ‬والآن‭ ‬دعني‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬أعرض‭ ‬أمامك‭ ‬مواقف‭ ‬وممارسات‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المساق‭.‬

يقول‭ ‬عادل‭ ‬الجوجري،‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬النمر‭ ‬الآسيوي‭ ‬مهاتير‭ ‬من‭ ‬شاب‭ ‬متمرد‭ ‬إلى‭ ‬بطل‭ ‬إسلامي‭: ‬’’إن‭ ‬مهاتير‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬المستبد‭ ‬العادل‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الأنسب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬الشعوب‭ ‬والمجتمعات‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‘‘‭ ‬انتهى‭. ‬ولتنشيط‭ ‬الذاكرة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬يضع‭ ‬جميع‭ ‬أمور‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬ولايسمح‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭.‬

الإدارة‭ ‬المركزية‭: ‬هي‭ ‬تكاد‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الإدارة‭ ‬المستبدة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الإداري‭ ‬بيد‭ ‬المستوى‭ ‬الإداري‭ ‬الأعلى،‭ ‬وهذا‭ ‬يمكّنه‭ ‬من‭ ‬التفرد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭. ‬بدأت‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬مؤخرًا‭ ‬كإجراء‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الذي‭ ‬خلقه‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وتآكل‭ ‬على‭ ‬أثره‭ ‬حجم‭ ‬الموارد‭. ‬من‭ ‬مزايا‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬سهولة‭ ‬عملية‭ ‬الرقابة‭ ‬والتشغيل‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬وتوفير‭ ‬النفقات‭ ‬والمتابعة‭ ‬اللصيقة‭ ‬لأداء‭ ‬الأفراد‭ ‬وانضباطهم‭.‬

التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تطبيق‭ ‬الهياكل‭ ‬التنظيمية‭ ‬المسطحة‭. ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الهياكل‭ ‬يعتبر‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬مثار‭ ‬الجدل‭ ‬والشكوى‭ ‬المستمرة‭. ‬تتميز‭ ‬هذه‭ ‬الهياكل‭ ‬بقلة‭ ‬عدد‭ ‬المستويات‭ ‬الإدارية‭ ‬وفيها‭ ‬يتسع‭ ‬نطاق‭ ‬إشراف‭ ‬المديرين‭ ‬وتكون‭ ‬القرارات‭ ‬لا‭ ‬مركزية‭. ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الهياكل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬التي‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬بصمتها‭ ‬على‭ ‬المعاملات‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لغرور‭ ‬الـ‭ (‬أنا‭) ‬المفخمة‭ ‬لديها‭. ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬أليست‭ ‬للضرورة‭ ‬أحكام؟‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬القيادة‭ ‬الإدارية‭ ‬أحيانًا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬المؤسسة‭ ‬وبقائها‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬التنافسية‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬رضا‭ ‬البعض؟‭!‬