عندما يكرم رجل دولة بحجم ومقام الأمير خليفة بن سلمان الكوادر الطبية

قراءة في أبجديات تكريم سمو رئيس الوزراء للأطباء

| بدور المالكي

منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬المواطنين‭ ‬نصب‭ ‬عينيه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مرتكزين‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬وهما‭: ‬الصحة‭ ‬والأمن،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬عمل‭ ‬سموه‭ ‬الدؤوب‭ ‬هو‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬النهوض‭ ‬بهما‭ ‬وتطويرهما،‭ ‬لتحقيق‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام‭ ‬للجميع‭ ‬مسخرا‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬لتحقيقهما،‭ ‬مؤطرا‭ ‬هدفه‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬والانطلاق‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬العالمية،‭ ‬وكلنا‭ ‬يعلم‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬سموه‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وكيف‭ ‬كرس‭ ‬سموه‭ ‬وقته‭ ‬وجهده‭ ‬لدعم‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬وتطويره‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬ودعم‭ ‬برامجه‭ ‬وميزانايته‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وفي‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬أرقى‭ ‬جامعات‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬وألتأهيل‭ ‬والتمكين،‭ ‬وهذا‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬هو‭ ‬صناعة‭ ‬خاصة‭ ‬عليها‭ ‬بصمة‭ ‬سموه‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أوجهها،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬وعندما‭ ‬جاء‭ ‬دوره،‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجه،‭ ‬فبجهوده‭ ‬وقدرته‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭.‬

ولقد‭ ‬كان‭ ‬لمباركة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬باعتماد‭ ‬يوم‭ ‬للطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أربعاء‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وتخصيص‭ ‬جائزة‭ ‬باسم‭ ‬سموه‭ ‬لتكريم‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيين‭ ‬المتميزين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلاجي‭ ‬والطبي،‭ ‬يعكس‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬للكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬نظير‭ ‬عطائهم‭ ‬الإنساني‭ ‬الكبير،‭ ‬والتضحيات‭ ‬الوطنية‭ ‬المستمرة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وعلاج‭ ‬المرضى‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬والذين‭ ‬أكدوا‭ ‬بدورهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستمثل‭ ‬محطة‭ ‬وطنية‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬عملٍ‭ ‬وجهود‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭.‬

إن‭ ‬وقفة‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيين‭ ‬المشرفة‭ ‬خلال‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس،‭ ‬تعكس‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬البذل‭ ‬والتفاني‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬شكلوا‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬ويواصلون‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬لخدمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.‬

ولقد‭ ‬كان‭ ‬للاشادات‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية‭ ‬للخطوة‭ ‬الأثر‭ ‬الرائع،‭ ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبرييسوس،‭ ‬إذ‭ ‬رحب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬بمبادرة‭ ‬سموه‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬معاني‭ ‬التقدير‭ ‬والتكريم‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬وما‭ ‬يبذلونه‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬وفخره‭ ‬بمشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬تقديرا‭ ‬لجهودهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬للبشرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

ونزه‭ ‬غيبرييسوس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لتقدير‭ ‬وتكريم‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬تحمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوجُّهات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬ستجني‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ثمارها‭ ‬عما‭ ‬قريب‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإقليم‭ ‬كله،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أثرها‭ ‬وصداها‭ ‬الإيجابيين‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭ ‬كي‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تكريم‭ ‬الأطباء‭ ‬وسائر‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي‭ ‬وتقدير‭ ‬جهودهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬البشر‭ ‬والمجتمعات‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬سموه‭ ‬بأهمية‭ ‬الرسالة‭ ‬النبيلة‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الاطباء‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيميين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬وطن‭ ‬متطور،‭ ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬مستقبلية‭ ‬لتطوير‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬وتحفيز‭ ‬المنتمين‭ ‬إليها‭ ‬لمواصلة‭ ‬العطاء‭ ‬والجهد‭ ‬وتكريمهم‭ ‬بالشكل‭ ‬اللائق‭ ‬نظير‭ ‬جهودهم‭ ‬المتميزة،‭ ‬والجهود‭ ‬المضنية‭ ‬التي‭ ‬يبذلونها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬فى‭ ‬البحرين،‭ ‬خصوصا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬و‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬والحضارية‭. ‬

ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬على‭ ‬سموه‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الكريمة‭ ‬لتكريم‭ ‬فئة‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يستحقون‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬المشرف‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬بحجم‭ ‬ومقام‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬بما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬نظر‭ ‬وإلمام‭ ‬بالأمور‭ ‬القيادية‭.‬

كما‭ ‬لاقى‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬الكريم‭ ‬صدى‭ ‬إيجابيا‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬خصوصاً‭ ‬الأطباء‭ ‬وذويهم،‭ ‬تقديرا‭ ‬وعرفانا‭ ‬لما‭ ‬يقدمه‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬من‭ ‬بطولات‭ ‬وتضحيات‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭. ‬

إن‭ ‬وصول‭ ‬الطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬وحصده‭ ‬للجوائز‭ ‬والشهادات‭ ‬التقديرية،‭ ‬وتفوقه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬أسهمت‭ ‬بتحقيق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬التقدير‭ ‬الجم‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬لكفاءاتهم‭ ‬العالية‭ ‬وخبراتهم‭ ‬وإبداعهم‭ ‬الوظيفي‭ ‬لتكون‭ ‬عامل‭ ‬تحفيز‭ ‬لخلق‭ ‬أجواء‭ ‬تنافسية‭ ‬متعددة‭.‬

كما‭ ‬عبرت‭ ‬المبادرة‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تقديره‭ ‬لهذه‭ ‬المهنة‭ ‬النبيلة‭ ‬وتأتي‭ ‬استكمالاً‭ ‬لمبادرات‭ ‬سموه‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬إذ‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تلفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ألية‭ ‬تعاملها‭ ‬الاخيرة‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬محل‭ ‬إشادة‭ ‬دولية‭.‬

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مساندة‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الطبي‭ ‬وتقديم‭ ‬مختلف‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشريعات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬الانسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬التوجيهات‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬حرص‭ ‬واهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬برعاية‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬وتكريمهم،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬المبادرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عودنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مخلصين‭ ‬للمملكة‭ ‬وملكها‭ ‬وشعبها‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬عنه‭ ‬ببعيد‭.‬

نقول‭ ‬ويقولها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬ويقولها‭ ‬لكم‭ ‬كل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬ادامك‭ ‬الله‭ ‬وحفظك‭ ‬لنا‭ ‬وللمملكة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء،‭ ‬ودام‭ ‬عزك‭ ‬يا‭ ‬باني‭ ‬نهضة‭ ‬البحرين‭.‬