من جديد

قناة أطفال بهوية بحرينية

| د. سمر الأبيوكي

لا‭ ‬لهفة‭ ‬حقيقية‭ ‬لبدء‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية،‭ ‬فلا‭ ‬تغيير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬جلوس‭ ‬الأغلبية‭ ‬بالمنزل،‭ ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬هنا‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬أمضوا‭ ‬فصلهم‭ ‬الدراسي‭ ‬الأخير‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬المنزل،‭ ‬لا‭ ‬بأس،‭ ‬فالعالم‭ ‬بأسره‭ ‬يعيش‭ ‬تراجيديا‭ ‬كورونا،‭ ‬ولسنا‭ ‬متخلفين‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬قطار‭ ‬التجربة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬إيجاد‭ ‬متنفس‭ ‬لصغارنا‭ ‬الذين‭ ‬أمضوا‭ ‬أياما‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬غرفهم‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬المتعة‭ ‬الخارجية‭ ‬سوى‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬والأفكار‭ ‬المنزلية‭ ‬التي‭ ‬بهتت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

وبرز‭ ‬للتلفاز‭ ‬دور‭ ‬جبار‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬إقبال‭ ‬الصغار‭ ‬على‭ ‬أفلام‭ ‬الكارتون‭ ‬وبعض‭ ‬المقاطع‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬يتابعها‭ ‬صغار‭ ‬السن،‭ ‬وتواصلت‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬مخيلتي‭ ‬والأسئلة‭ ‬المتكررة‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للطفل‭ ‬البحريني‭ ‬قناة‭ ‬خاصة‭ ‬به‭. ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬عزوفنا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للأطفال‭ ‬قناة‭ ‬تحمل‭ ‬شعار‭ ‬الوطن،‭ ‬وتتبنى‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية،‭ ‬أين‭ ‬المعضلة‭ ‬في‭ ‬ذلك؟‭ ‬لماذا‭ ‬يتابع‭ ‬أطفالنا‭ ‬جل‭ ‬البرامج‭ ‬والمقاطع‭ ‬الكارتونية‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬لأخرى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬قناة‭ ‬بحرينية‭ ‬تقدم‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬لذ‭ ‬وطاب‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بقدرتنا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

فنحن‭ ‬نملك‭ ‬جيلا‭ ‬يستطيع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الأنيميشن‭ ‬والرسوم‭ ‬المتحركة،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬للتأكيد‭ ‬نحن‭ ‬نملك‭ ‬تخصصا‭ ‬أساسيا‭ ‬بالجامعة‭ ‬لتدريس‭ ‬هذه‭ ‬العلوم‭ ‬وهناك‭ ‬خريجون‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬تام‭ ‬للإبداع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬أنتجت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شاشتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬للنشء‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تربيته،‭ ‬المقصد‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬بعيدين‭ ‬أبدا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬قناة‭ ‬أطفال‭ ‬حقيقية‭ ‬تحمل‭ ‬شعار‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭.‬

 

ومضة‭:‬

في‭ ‬رمضان‭ ‬كنت‭ ‬أتابع‭ ‬مسلسلا‭ ‬كارتونيا‭ ‬بعنوان‭ ‬“قنديل‭ ‬الحكايات”‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬وإخراج‭ ‬الزميلة‭ ‬إيناس‭ ‬يعقوب،‭ ‬عمل‭ ‬يحمل‭ ‬أسماء‭ ‬كوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬جمه‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬زميلة،‭ ‬وتمنيت‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬باقة‭ ‬مخصصة‭ ‬للطفل‭ ‬على‭ ‬قناته‭ ‬في‭ ‬تلفزيونه‭ ‬الرسمي،‭ ‬لما‭ ‬حمله‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ومعلومات‭ ‬استفدت‭ ‬منها‭ ‬شخصيا،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الظروف‭ ‬ممكنة‭ ‬لتكون‭ ‬لدينا‭ ‬قناة‭ ‬أطفال‭ ‬متخصصة‭ ‬ضمن‭ ‬باقة‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬طلبي‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭.‬