“البلاد” تنشر مبدأين جديدين لمحكمة التمييز يهم قادة السيارات والمشاة وشركات التأمين

خفض تعويض المصابين بحوادث مرورية إذا كانوا سببا بها

| راشد الغائب

أرست‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬مبدأين‭ ‬جديدين‭ ‬يتناولان‭ ‬موضوعا‭ ‬يهم‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬من‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬سواء‭ ‬قادة‭ ‬السيارات‭ ‬أو‭ ‬المصابين‭ ‬المشاة‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬أو‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭. ‬المبدأ‭ ‬الأول‭: ‬خفض‭ ‬تعويض‭ ‬المصاب‭ ‬من‭ ‬الحادث‭ ‬إذا‭ ‬أخطأ‭ ‬بتصرف‭ ‬معين‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬لوقوع‭ ‬الحادث‭ ‬المروري‭.‬

المبدأ‭ ‬الثاني‭ ‬ويهم‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭: ‬اعتبار‭ ‬الأمر‭ ‬الجنائي‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬القاضي‭ ‬المختص‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهم‭ ‬بمثابة‭ ‬حكم‭ ‬بات‭ ‬حائز‭ ‬لقوة‭ ‬الأمر‭ ‬المقضي‭ ‬ويتمتع‭ ‬بحجية‭ ‬مطلقة‭.‬

وتنشر‭ ‬“البلاد”‭ ‬أبرز‭ ‬حيثيات‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ (‬الدائرة‭ ‬الأولى‭ ‬التجارية‭) ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2020‭. ‬وهو‭ ‬حكم‭ ‬غير‭ ‬منشور‭ ‬سابقا‭.‬

طرفا‭ ‬القضية‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ (‬الطاعنة‭)‬،‭ ‬وامرأة‭ ‬أصيبت‭ ‬بحادث‭ ‬مروري‭ (‬المطعون‭ ‬ضدها‭).‬

قصة‭ ‬القضية

كانت‭ ‬تسير‭ ‬المرأة‭ ‬بالشارع‭ ‬فاصطدمت‭ ‬بها‭ ‬سيارة،‭ ‬أدى‭ ‬لإصابتها‭ ‬بعجز‭ ‬جسدي‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭ %.‬

أدان‭ ‬قاضي‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬قائد‭ ‬السيارة،‭ ‬وقرر‭ ‬تعويض‭ ‬المصابة‭ ‬بمبلغ‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬ويتحمل‭ ‬الغرامة‭ ‬قائد‭ ‬السيارة‭ ‬وشركة‭ ‬التأمين‭.‬

طعنت‭ ‬المصابة‭ ‬الحكم‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية،‭ ‬وقررت‭ ‬الأخيرة‭ ‬خفض‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬إلى‭ ‬7200‭ ‬دينار‭.‬

لم‭ ‬تقبل‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬بالحكم،‭ ‬فلجأت‭ ‬لمحكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬نقض‭ ‬الحكم‭ ‬جزئيا،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬خفض‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬إلى‭ ‬3600‭ ‬دينار‭.‬

وبررت‭ ‬محكمة‭ ‬القانون‭ ‬قرارها‭ ‬لأن‭ ‬المصابة‭ (‬المطعون‭ ‬ضدها‭) ‬أخطأت‭ ‬بعبورها‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لعبور‭ ‬المشاة‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬بخطئها‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬خطأ‭ ‬سائق‭ ‬السيارة‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭: ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬كانت‭ ‬تعبر‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لعبور‭ ‬المشاة‭ ‬عندما‭ ‬صدمتها‭ ‬السيارة‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬خطأ‭ ‬منها‭ ‬أسهم‭ ‬مع‭ ‬خطأ‭ ‬سائق‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الضرر،‭ ‬وترى‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الخطأين‭ ‬متكافئان،‭ ‬فلا‭ ‬تلزم‭ ‬الطاعنة‭ ‬بتعويض‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬إلا‭ ‬بمقدار‭ ‬نصف‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬قدره‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬منه‭ ‬لجبر‭ ‬ما‭ ‬لحقها‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬نتيجة‭ ‬الحادث‭.‬

حيثيات‭ ‬الحكم

وحيث‭ ‬إن‭ ‬الطعن‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬سببين‭ ‬تنعى‭ ‬الطاعنة‭ ‬بهما‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬مخالفة‭ ‬الثابت‭ ‬بالأوراق‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬التسبيب‭. ‬حاصل‭ ‬النعي‭ ‬بالسبب‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬أسس‭ ‬قضاءه‭ ‬بتعويض‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬أمر‭ ‬جنائي‭ ‬بإدانة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬الأول‭ ‬سائق‭ ‬السيارة‭ ‬المؤمن‭ ‬لديها‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬المدنية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬حوادثها‭ ‬لتسببه‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬بعدم‭ ‬اتخاذه‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬في‭ ‬قيادتها،‭ ‬خلافا‭ ‬للثابت‭ ‬بملف‭ ‬الأمر‭ ‬الجنائي‭ ‬المرفق‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬محكمة‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بفحصه‭ ‬واستخلصت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أخطأت‭ ‬بعبورها‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لعبور‭ ‬المشاة‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬بخطئها‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬خطأ‭ ‬سائق‭ ‬السيارة‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬وقوعه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬ركن‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬جانبه‭ ‬مما‭ ‬يستتبع‭ ‬عدم‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬خلافا‭ ‬لما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬الحكم‭ ‬وقضى‭ ‬به‭ ‬مما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬غير‭ ‬سديد‭. ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ثبوت‭ ‬العمل‭ ‬الخاطئ‭ ‬ونسبته‭ ‬إلى‭ ‬فاعله‭ ‬ووجود‭ ‬علاقة‭ ‬السببية‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الضرر‭ ‬المستوجب‭ ‬للتعويض‭ ‬من‭ ‬مسائل‭ ‬الواقع‭ ‬التي‭ ‬تستقل‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬باستخلاصها‭ ‬دون‭ ‬تعقيب‭ ‬عليها‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬استخلاصها‭ ‬سائغا‭. ‬

وكان‭ ‬وصف‭ ‬العمل‭ ‬وتكييفه‭ ‬واعتباره‭ ‬خطأ‭ ‬يستوجب‭ ‬التعويض‭ ‬من‭ ‬مسائل‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭. ‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬وفقا‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ ‬309‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬والمادة‭ ‬100‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإثبات‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬البات‭ ‬الصادر‭ ‬بالإدانة‭ ‬أو‭ ‬البراءة‭ ‬حجية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬ووصفها‭ ‬القانوني،‭ ‬ونسبتها‭ ‬إلى‭ ‬فاعلها‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬القاضي‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬فصل‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬وكان‭ ‬فصله‭ ‬فيها‭ ‬ضروريا‭. ‬

وكان‭ ‬الأمر‭ ‬الجنائي‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬القاضي‭ ‬المختص‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهم‭ ‬إذا‭ ‬أصبح‭ ‬نهائيا‭ ‬واجب‭ ‬التنفيذ‭ ‬بعدم‭ ‬الاعتراض‭ ‬عليه،‭ ‬فإنه‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬حكم‭ ‬بات‭ ‬حائز‭ ‬لقوة‭ ‬الأمر‭ ‬المقضي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬عليه‭ ‬تنقضي‭ ‬به‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬ويتمتع‭ ‬بحجية‭ ‬مطلقة‭ ‬قبل‭ ‬الكافة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬العام‭. ‬

ولئن‭ ‬كان‭ ‬البين‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬خلافا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬بسبب‭ ‬الطعن‭ ‬لم‭ ‬يستند‭ ‬في‭ ‬قضائه‭ ‬إلى‭ ‬حجية‭ ‬الأمر‭ ‬الجنائي‭ ‬بإدانة‭ ‬سائق‭ ‬السيارة،‭ ‬بل‭ ‬استند‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬استخلصه‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬بثبوت‭ ‬خطئه‭ ‬بقيادة‭ ‬السيارة‭ ‬دون‭ ‬حيطة‭ ‬وانتباه‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬وتسببه‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬بإصابات‭ ‬جسدية‭ ‬بما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬تلتزم‭ ‬الطاعنة‭ ‬بتعويضها‭ ‬بموجب‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬التأمينية‭. ‬

وكان‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬الحكم‭ ‬استخلاصا‭ ‬سائغا‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬به‭ ‬سلطة‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬الواقع‭ ‬وتقدير‭ ‬الأدلة،‭ ‬فإن‭ ‬النعي‭ ‬عليه‭ ‬بالسبب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الطعن‭ ‬يكون‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أساس‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬الطاعنة‭ ‬تنعى‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬بالسبب‭ ‬الثاني‭ ‬إغفاله‭ ‬ما‭ ‬تمسكت‭ ‬به‭ ‬بشأن‭ ‬مساهمة‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬فيما‭ ‬أصابها‭ ‬والأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقتها‭ ‬بخطئها‭ ‬في‭ ‬عبور‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لعبور‭ ‬المشاة‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يستوجب‭ ‬مراعاته‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬التعويض‭ ‬المقضي‭ ‬به‭. ‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬في‭ ‬محله،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ ‬166‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬أسهم‭ ‬خطأ‭ ‬الشخص‭ ‬مع‭ ‬خطأ‭ ‬المضرور‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الضرر،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬ملزمٍ‭ ‬بالتعويض‭ ‬إلا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لخطئه‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الضرر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬خطأ‭ ‬المضرور‭ ‬نفسه‭. ‬وكانت‭ ‬الطاعنة‭ ‬في‭ ‬دفاعها‭ ‬بمحكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬قد‭ ‬تمسكت‭ ‬بمساهمة‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬بخطئها‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬إصابتها،‭ ‬وما‭ ‬لحقها‭ ‬من‭ ‬أضرار،‭ ‬وإذ‭ ‬التفت‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوهري‭ ‬ولم‭ ‬يراعه‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬التعويض‭ ‬المقضي‭ ‬به،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬معيبا‭ ‬بقصورٍ‭ ‬في‭ ‬التسبيب‭ ‬يبطله‭ ‬ويوجب‭ ‬نقضه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭.‬

وحيث‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬بالأوراق‭ ‬أن‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬كانت‭ ‬تعبر‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لعبور‭ ‬المشاة‭ ‬عندما‭ ‬صدمتها‭ ‬السيارة‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬خطأ‭ ‬منها‭ ‬اسهم‭ ‬مع‭ ‬خطأ‭ ‬سائق‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الضرر‭. ‬ترى‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الخطأين‭ ‬متكافئان،‭ ‬فلا‭ ‬تلزم‭ ‬الطاعنة‭ ‬بتعويض‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬إلا‭ ‬بمقدار‭ ‬نصف‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬قدره‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬منه‭ ‬لجبر‭ ‬ما‭ ‬لحقها‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬نتيجة‭ ‬الحادث‭.‬