الثقافة الأمنية

إصلاح النزلاء وإدماجهم في المجتمع تحقيقا للصالح العام

وتتواصل‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬صاحب‭ ‬القلب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬عوّدنا‭ ‬دائما‭ ‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭ ‬ودعمهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والوقائع‭ ‬وإن‭ ‬أخطأ‭ ‬أحدهم،‭ ‬فجلالته‭ ‬يتمتع‭ ‬بالروح‭ ‬الأبوية‭ ‬والإحساس‭ ‬بمشاعر‭ ‬الأمهات‭ ‬والآباء‭ ‬في‭ ‬فقدان‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادهم،‭ ‬فكانت‭ ‬الفرحة‭ ‬الغامرة‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬آباء‭ ‬وأمهات‭ ‬المحكومين‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدد‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬إلى‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭ ‬بأن‭ ‬يروا‭ ‬أبناءهم‭ ‬أمامهم‭ ‬لرعايتهم‭ ‬ومتابعتهم‭.‬

ويأتي‭ ‬توجيه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بتفعيل‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وتوفير‭ ‬التدابير‭ ‬والبرامج‭ ‬التأهيلية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬الذين‭ ‬يتوخى‭ ‬إصلاحهم؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬للصالح‭ ‬العام،‭ ‬ضمن‭ ‬مسيرة‭ ‬عامرة‭ ‬بالخير‭ ‬والعطاء،‭ ‬ونال‭ ‬منها‭ ‬النزلاء‭ ‬والنزيلات‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المكرمات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬والدعم،‭ ‬فجلالته‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬عن‭ ‬مشاعر‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭ ‬التي‭ ‬تنتاب‭ ‬أمهات‭ ‬وآباء‭ ‬النزلاء‭ ‬بسبب‭ ‬افتقادهم‭ ‬أبناءهم‭ ‬وحسابهم‭ ‬الأيام‭ ‬والشهور‭ ‬والسنين‭ ‬لعودة‭ ‬أبنائهم‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬يؤكد‭ ‬مدى‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لأبناء‭ ‬شعبه‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الظروف‭ ‬خاصة‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬صغار‭ ‬السن‭ ‬الذين‭ ‬جرتهم‭ ‬أهواءهم‭ ‬الطائشة‭ ‬لارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بسب‭ ‬الاستهتار‭ ‬أو‭ ‬الطيش‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬المبالاة،‭ ‬فيرتكب‭ ‬جريمته‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬بعواقبها،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬تهذيبه‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيله،‭ ‬فيأتي‭ ‬هنا‭ ‬دور‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬ليتفاعل‭ ‬المحكوم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبموافقته‭ ‬بالعمل‭ ‬لصالح‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬وألا‭ ‬تزيد‭ ‬مدته‭ ‬على‭ ‬سنة،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬ثماني‭ ‬ساعات‭ ‬يوميا،‭ ‬أو‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدَّد‭ ‬تكون‭ ‬بإلزام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بعدم‭ ‬مغادرة‭ ‬محل‭ ‬إقامة‭ ‬محدَّد‭ ‬أو‭ ‬نطاق‭ ‬مكاني‭ ‬معيَّن‭.‬

ويمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالعقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬المحكوم‭ ‬بعقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الصحية‭ ‬عدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬تنفيذ‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬وَفْقًا‭ ‬للتقارير‭ ‬التي‭ ‬يطلبها‭ ‬أو‭ ‬تقدَّم‭ ‬إليه‭ ‬،‭ ‬بأنْ‭ ‬يستبدلها‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬عقوبة‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدَّد‭ ‬أو‭ ‬مقترنة‭ ‬بأية‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭.‬

وتضطلع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إدارة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بجهود‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬التي‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬المرتكب‭ ‬وظروف‭ ‬المحكوم‭ ‬الصحية‭ ‬والشخصية،‭ ‬وذلك‭ ‬لإصلاحه‭ ‬وإعادته‭ ‬الى‭ ‬الطريق‭ ‬القويم،‭ ‬فانطلقت‭ ‬الإدارة‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬طلبات‭ ‬الاستبدال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النزلاء‭ ‬ومخاطبة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لعرض‭ ‬الطلبات‭ ‬على‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬وفقا‭ ‬لقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لينصلح‭ ‬حال‭ ‬النزلاء‭ ‬وتتطور‭ ‬قدراتهم‭ ‬ليعودوا‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعهم‭ ‬أشخاص‭ ‬فاعلين،‭ ‬ويساهموا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ورفعة‭ ‬وطنهم‭ ‬البحرين‭.‬