الإعلام ثم الإعلام

| زهير توفيقي

تُحقّق‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬معنى‭ ‬التواصل‭ ‬الفعّال،‭ ‬محلقة‭ ‬بذلك‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ناقلة‭ ‬لهم‭ ‬المعلومات،‭ ‬والحقائق،‭ ‬والأفكار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بكل‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والرياضيّة،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬المطبوعة‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬وصحف‭ ‬ومجلات،‭ ‬تعدّت‭ ‬ذلك‭ ‬لتشمل‭ ‬وسائل‭ ‬تكنولوجية‭ ‬جديدة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها،‭ ‬وجعلت‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬ووقائع،‭ ‬وجعلتهم‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬رسائلهم‭ ‬للعالم‭ ‬فهي‭ ‬تتميّز‭ ‬بمدى‭ ‬انتشارها‭ ‬وقوّة‭ ‬تأثيرها‭.‬

شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬جبارة‭ ‬عبر‭ ‬وسائلها‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬للوقوف‭ ‬ضد‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تحاك‭ ‬ضد‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬المنظمات‭ ‬الخارجية‭ ‬بطمس‭ ‬الحقائق‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الصعد،‭ ‬فمع‭ ‬توافر‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتطوير‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الإعلامية‭ ‬المقروءة‭ ‬والمرئية‭ ‬والمسموعة‭.‬

منذ‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬قصيرة‭ ‬وأثناء‭ ‬قيادتي‭ ‬السيارة‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬تردد‭ (‬102.7‭ ‬FM‭) ‬حيث‭ ‬تذاع‭ ‬عليه‭ ‬مباريات‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المحلية‭! ‬وبصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬حاولت‭ ‬إقناع‭ ‬نفسي‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ولكنها‭ ‬غير‭ ‬مقنعة‭ ‬البتة‭ ‬وغير‭ ‬موفقة‭ ‬تمامًا،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬أبدا‭ ‬المستمع،‭ ‬وكان‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬يخصص‭ ‬التردد‭ ‬للبرامج‭ ‬التوعوية‭ ‬والدينية‭ ‬والرياضية‭ ‬والموسيقية‭ ‬والتثقيفية،‭ ‬أو‭ ‬بث‭ ‬الأغاني‭ ‬فقط،‭ ‬لا‭ ‬بث‭ ‬المباريات‭! ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مكتبة‭ ‬الإذاعة‭ ‬فيها‭ ‬كنوز‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الهادفة‭.‬

إذا‭ ‬لنتذكر‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين،‭ ‬فيجب‭ ‬علينا‭ ‬استغلاله‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة‭ ‬وبشكل‭ ‬احترافي،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عمل‭ ‬استبيان‭ ‬للمستمعين‭ ‬والاستئناس‭ ‬باقتراحاتهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وبعدها‭ ‬تتم‭ ‬دراسة‭ ‬وتحليل‭ ‬وتخليص‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المختصين‭ ‬وأشدد‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ (‬المختصين‭) ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬الذي‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكون‭ ‬صحيحا‭ ‬ومناسبا‭ ‬أو‭ ‬مقبولا‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭.‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬المسؤلون‭ ‬الموضوع‭ ‬أعلاه‭ ‬بصدر‭ ‬رحب،‭ ‬فنحن‭ ‬جميعا‭ ‬جنود‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬وتهمنا‭ ‬دوما‭ ‬وأبدا‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬فالهدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬بلدنا‭.‬