من تركة “الوسطى”.. وتعاون مع “المسؤولية الاجتماعية” لتطويرها

النكال يروي قصة حديقة أبو العيش: لا عمال لدى المقاول بسبب “كورونا”

حديقة‭ ‬أبو‭ ‬العيش‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬الحدائق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تابعة‭ ‬لبلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬الوسطى‭ ‬سابقًا،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تابعة‭ ‬لأمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬لاحقًا‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬بحالة‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم؛‭ ‬نتيجة‭ ‬تعرضها‭ ‬لأعمال‭ ‬التخريب‭ ‬أثناء‭ ‬مراحل‭ ‬إنشائها‭.‬

وانتقال‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحدائق‭ ‬إلى‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬دون‭ ‬تغيير،‭ ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬للأمانة‭ ‬والمجلس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وكان‭ ‬التركيز‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬تسيير‭ ‬أعمال‭ ‬الصيانة‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬استخدام‭ ‬الحدائق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مرتاديها،‭ ‬لذا‭ ‬أعطيت‭ ‬الأولوية‭ ‬النسبية‭ ‬لحدائق‭ ‬دون‭ ‬أخرى‭.‬

وحاول‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬البلدية‭ ‬السابقة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬بالأمانة،‭ ‬لإعادة‭ ‬تطوير‭ ‬حديقة‭ ‬أبو‭ ‬العيش‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ووضعت‭ ‬الأفكار‭ ‬والمرئيات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬اصطدم‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المعوقات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬غياب‭ ‬الحراسة‭ ‬عن‭ ‬الحديقة،‭ ‬إذ‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬التطويرية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حراسة‭ ‬أمنية؛‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬التخريب‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنشائية،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬الحراسة‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مرفق‭ ‬خدمي‭ ‬وغرفة‭ ‬حراسة‭ ‬بالحديقة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تخصيص‭ ‬الميزانية‭ ‬اللازمة‭.‬

وحاول‭ ‬مجلس‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬استكمال‭ ‬جهود‭ ‬المجلس‭ ‬السابق،‭ ‬ونجح‭ ‬عبر‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬طريق‭ ‬لإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬الحديقة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬للأمانة،‭ ‬إذ‭ ‬تمخضت‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬عن‭ ‬تكفّل‭ ‬الجمعية‭ ‬بصيانة‭ ‬وتطوير‭ ‬3‭ ‬حدائق‭ ‬تابعة‭ ‬لأمانة‭ ‬العاصمة،‭ ‬هي‭: ‬حديقتا‭ ‬أبو‭ ‬العيش‭ ‬والقرية‭ ‬في‭ ‬سترة‭ ‬وحديقة‭ ‬المعامير‭.‬

وفي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬بدأت‭ ‬أعمال‭ ‬الصيانة‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬عبر‭ ‬فعالية‭ ‬مجتمعية‭ ‬نظمها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمانة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬بالأمانة،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬متطوعين‭ ‬من‭ ‬الجمعية‭ ‬ومن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأهالي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سترة،‭ ‬وقام‭ ‬المتطوعون‭ ‬والمشاركون‭ ‬بأعمال‭ ‬إزالة‭ ‬الحشائش‭ ‬وصباغة‭ ‬السور‭ ‬الخارجي،‭ ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬اللاحقة‭ ‬قيام‭ ‬المقاول‭ ‬المختص‭ ‬بالبدء‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الصيانة‭ ‬الأولية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعاود‭ ‬المقاول‭ ‬نفسه‭ ‬استكمال‭ ‬الأعمال‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المقاول‭ ‬المختص‭ ‬بالأعمال‭ ‬الكهربائية‭ ‬من‭ ‬أعماله‭.‬

وبسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬الأعمال‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬الحديقة،‭ ‬واعتذر‭ ‬المقاول‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬عمله؛‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬العمالة‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭.‬

ولأن‭ ‬المقاولين‭ ‬المناط‭ ‬بهم‭ ‬إنجاز‭ ‬الأعمال‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬التعاقد‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أصبحوا‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬فبادرت‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬بالمجلس‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬والجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬بالأمانة‭ ‬للاستعانة‭ ‬بمقاولين‭ ‬معتمدين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬لاستكمال‭ ‬الأعمال‭ ‬بالحديقة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليه‭ ‬عبر‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬نفسها‭ ‬بداية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري،‭ ‬وضمّ‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بالمجلس‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬واثنين‭ ‬من‭ ‬المقاولين‭.‬

ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬الأمور‭ ‬بشكل‭ ‬يسمح‭ ‬بإنجاز‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

ونثمّن‭ ‬دور‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭.‬

والحديقة‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬طرحها‭ ‬للاستثمار،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمانة‭ ‬لإحياء‭ ‬الحديقة‭ ‬ضمن‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬تجميد‭ ‬فكرة‭ ‬طرحها‭ ‬للاستثمار‭.‬

 

بقلم‭: ‬د‭. ‬عبدالواحد‭ ‬النكال

رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬بمجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة