الصياد يعيش مع ذاته... والفلاح كذلك!

| فرات البسام

في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬عندما‭ ‬ينهزم‭ ‬تجار‭ ‬الفشل‭ ‬العنصريون‭ ‬والطائفيون،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يكونون‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬فاشلين‭ ‬ويبررون‭ ‬فشلهم‭ ‬بحجة‭ ‬تناسب‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬هم‭ ‬فيه،‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يدعون‭ ‬به‭ ‬يكون‭ ‬ضد‭ ‬البسطاء‭ ‬كالفلاحين‭ ‬والصيادين‭ ‬والطبقات‭ ‬الفقيرة‭ ‬غير‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الطائفيين‭ ‬والعنصريين‭.‬

وعلى‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬بقي‭ ‬المزارع‭ ‬–‭ ‬والصياد‭ - ‬مع‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬ينقلب‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬أو‭ ‬سياسة‭ ‬بل‭ ‬يقلب‭ ‬التربة،‭ ‬والصياد‭ ‬يقلبه‭ ‬الموج،‭ ‬بينما‭ ‬معظم‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬تلك‭ ‬الطبقة‭ ‬تأسيس‭ ‬أنظمة‭ ‬رأسمالية‭ ‬وطبقيات‭ ‬سمعتها‭ ‬مشوهة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬وهنا‭ ‬يتوجب‭ ‬قول‭ ‬كلمة‭ ‬عن‭ ‬الفلاح‭ ‬والصياد،‭ ‬وأن‭ ‬نعرفهم‭ ‬للعالم‭ ‬والمجتمع‭.. ‬منذ‭ ‬خلق‭ ‬الكون‭ ‬بدأ‭ ‬عصر‭ ‬الصيد‭ ‬والزراعة،‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أسسوا‭ ‬للعالم‭ ‬دولهم‭ ‬الرأسمالية‭ ‬أو‭ ‬الاشتراكية،‭ ‬ولم‭ ‬يحصل‭ ‬الفقر‭ ‬بالعالم‭ ‬ويتكاثر‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬طبقات‭ ‬مجتمعية‭ ‬أخرى‭ ‬أحيانا‭ ‬تسمى‭ ‬طبقة‭ ‬وسطى‭ ‬وأحيان‭ ‬طبقة‭ ‬برجوازية‭ ‬وأحيانا‭ ‬أرستقراطية‭... ‬إلخ‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬الصياد‭ ‬والمزارع‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬للعيش‭ ‬والتقدم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬والصيادين،‭ ‬وقد‭ ‬رفعت‭ ‬باسمهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يخططوا‭ ‬لها‭ ‬ولم‭ ‬يطمعوا‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬إنتاج‭ ‬أرضهم‭ ‬أو‭ ‬صيدهم،‭ ‬لكن‭ ‬استغلت‭ ‬السياسة‭ ‬اسم‭ ‬الفلاح‭ ‬والصياد‭ ‬مثل‭ ‬جيوش‭ ‬“بانشو‭ ‬فيللا”‭ ‬و”إيمليانو‭ ‬زاباتا”‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬المكسيكية،‭ ‬وأيضا‭ ‬مع‭ ‬ماو‭ ‬الأحمر‭ ‬قائد‭ ‬الثورة‭ ‬الصينية،‭ ‬وحرب‭ ‬العصابات‭ ‬بقيادة‭ ‬فيديل‭ ‬كاسترو‭ ‬في‭ ‬كوبا‭ ‬وجيفارا‭.‬

الجميل‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الصيادين‭ ‬والمزارعين‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬السابق‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بنقص‭ ‬القدرات‭ ‬أو‭ ‬الإمكانيات‭ ‬أو‭ ‬الذكاء،‭ ‬بل‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬العلاقة‭ ‬بطيبة‭ ‬الأرض‭ ‬وصفاء‭ ‬البحر‭ ‬وظروف‭ ‬حياتهم‭ ‬البسيطة،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الثورات‭ ‬والصراعات‭ ‬تكون‭ ‬دائما‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬وبين‭ ‬الرأسمالية،‭ ‬بينما‭ ‬يعود‭ ‬الصيادون‭ ‬والفلاحون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬أدراجهم‭ ‬إلى‭ ‬الريف‭ ‬والبحر‭ ‬تاركين‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بإدارة‭ ‬المدن‭ ‬أبدا‭. ‬

الفلاحون‭ ‬والصيادون‭ ‬أهم‭ ‬أركان‭ ‬الوجود‭ ‬وأهم‭ ‬المخلصين‭ ‬لأوطانهم‭ ‬وأرضهم‭ ‬وبحرهم‭.‬