الطبيب جوهر بمحاضرة عن تاريخ مكافحة الأوبئة بالبحرين

أول حجر صحي بالقضيبية بـ 5 آلاف روبية... و“القار” لمواجهة الملاريا

| ليلى مال الله

‭ ‬أقام‭ ‬مركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭ ‬“قراءة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬إلكترونية‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬zoom‭.‬

تناولت‭ ‬المحاضرة‭ ‬جهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرائدة‭ ‬تاريخيا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬الأوبئة،‭ ‬والتي‭ ‬تميزت‭ ‬بتراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬الصحية‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬موجات‭ ‬الجائحات‭ ‬الوبائية‭ ‬ومكافحتها‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬جائجة‭ ‬كورونا‭ ‬2020‭.‬

واستعرض‭ ‬محمد‭ ‬جوهر،‭ ‬وهو‭ ‬طبيب‭ ‬مقيم‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬جراحة‭ ‬الفم‭ ‬والوجه‭ ‬والفكين‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الصحي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬البحرينية‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬وتوجيه‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬للحكومات‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬وسبل‭ ‬تذليل‭ ‬العقبات‭ ‬وتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬التنظيمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية؛‭ ‬لضمان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المجتمع‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبق‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭  ‬منها‭ ‬تسهيل‭ ‬دعم‭ ‬إقامة‭ ‬مستشفى‭ ‬ماسون‭ ‬التذكاري‭ (‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭)‬؛‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬وعلاج‭ ‬المصابين‭ ‬بالطاعون‭ ‬في‭ ‬1903‭ ‬ودعم‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬فكتوريا‭ ‬التذكاري‭ ‬في‭ ‬1905‭.‬

واستعرض‭ ‬أبرز‭ ‬التدابير‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والذي‭ ‬تؤكده‭ ‬المراسلة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1910‭ ‬بناء‭ ‬أول‭ ‬حجر‭ ‬صحي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القضيبية‭ ‬بالمنامة‭ ‬العام‭ ‬1910،‭ ‬حيث‭  ‬كلف‭ ‬بناؤه‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬روبية،‭ ‬و3‭ ‬آلاف‭ ‬روبية‭ ‬القيمة‭ ‬التشغيلية‭ ‬له‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬التدابير‭ ‬توفير‭ ‬اللقاحات‭ ‬والتطعيمات‭ ‬مجانا‭ ‬ضد‭ ‬الطاعون‭ ‬والجدري‭ ‬والكوليرا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬نحو‭ ‬3000‭ ‬لقاح‭ ‬مجاني‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1924‭ ‬ضد‭ ‬الطاعون‭ ‬وفتح‭ ‬المجالس‭ ‬لتلقي‭ ‬اللقاحات‭.‬

من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتخذ‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأوبئة‭  ‬هو‭ ‬منع‭ ‬قدوم‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المنتشر‭ ‬بها‭ ‬وباء‭ ‬الكوليرا،‭ ‬وحظر‭ ‬استيراد‭ ‬البضائع‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬كالخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1927‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬الجديد‭ ‬“الكرنتينه”‭ ‬أنشئ‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بو‭ ‬ماهر‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬سنة‭ ‬1913؛‭ ‬وذلك‭ ‬لانتشار‭ ‬مرض‭ ‬الجدري‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬وكلف‭ ‬إنشاؤه‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬روبية،‭ ‬والذي‭ ‬يتكفل‭ ‬بتفتيش‭ ‬السفن‭ ‬وفحص‭ ‬المسافرين‭ ‬وإصدار‭ ‬الشهادات‭ ‬الطبية‭.‬

من‭ ‬أوجه‭ ‬مكافحة‭ ‬الملاريا‭ ‬ردم‭ ‬ومعالجة‭ ‬برك‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬والمستنقعات‭ ‬وتوفير‭ ‬المواد‭ ‬اللازمة‭ ‬كالنفط‭ ‬الخام‭ ‬“القار”‭ ‬والمبيدات‭ ‬الحشرية‭ ‬مجانا،‭ ‬إنشاء‭ ‬مزارع‭ ‬سمكية‭ ‬لإنتاج‭ ‬أسماك‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬يرقات‭ ‬البعوض‭ (‬سمكة‭ ‬جرو‭ ‬العربية‭)‬،‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬شبكات‭ ‬توصيل‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬ورصد‭ ‬الميزانيات‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬1935،‭ ‬واستقدام‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الملا‭ ‬ريا‭ ‬الميجر‭ ‬ام‭ ‬كي‭ ‬افريدي”‭ ‬في‭ ‬1937‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬1939‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬رصد‭ ‬الإصابات‭ ‬الجديدة‭ ‬وتطبيق‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬تثبت‭ ‬المراسلات‭ ‬الحكومية‭ ‬وإعلانات‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الجدري‭ ‬في‭ ‬1940‭ ‬وضرورة‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بالمرض‭ ‬وضرورة‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنازل‭.‬

واستعرض‭ ‬جوهر‭ ‬أبرز‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬الزمنية‭ ‬المتلاحقة‭ ‬حتى‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭.‬

توثيق‭ ‬التاريخ

من‭ ‬جانبه،‭ ‬شكر‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬رئيس‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ - ‬19‭) ‬الفريق‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬جهود‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والمتطوعين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬لمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬واستمرارهم‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬يوم‭ ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭.‬

ودعا‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬كل‭ ‬المتخصصين‭ ‬والباحثين؛‭ ‬للسعي‭ ‬نحو‭ ‬توثيق‭ ‬تاريخ‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬