الذوادي لـ “البلاد”: كل المعطيات تؤكد استمرار الدعم

14 يومًا “حاسمة” ستزيح الستار عن حزمة الدعم المقبلة

| سيدعلي المحافظة

أكد‭ ‬النائب‭ ‬عبدالله‭ ‬الذوادي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬الراهنة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لاستمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وطرح‭ ‬حزمة‭ ‬جديدة‭ ‬“ذكية”‭ ‬سيتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يومًا‭ ‬المقبلة‭.‬

وقال‭ ‬الذوادي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭: ‬إن‭ ‬مسببات‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬المسببات‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬الحزمة‭ ‬المالية‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬شارفت‭ ‬على‭ ‬انقضاء‭ ‬فترتها‭ ‬المحددة‭ ‬لها‭ ‬مطلع‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تمديد‭ ‬فترة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬التي‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬الزيادة‭ ‬المضطردة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬بفعل‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬الدولة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬قرب‭ ‬موعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحزمة‭ ‬الحالية،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬تسريحات،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين،‭ ‬بات‭ ‬يمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭ ‬الدولة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيشكل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حصوله‭ ‬عبئًا‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬الدولة،‭ ‬عبر‭ ‬مضاعفة‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬وتحمل‭ ‬كلفة‭ ‬التعويض‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أمام‭ ‬الدولة‭ ‬خياران‭ ‬للدعم،‭ ‬هو‭ ‬إما‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬بشكله‭ ‬الحالي،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬تقنينه‭ ‬وتوجيهه‭ ‬للقطاعات‭ ‬والأفراد‭ ‬الأكثر‭ ‬استحقاقًا،‭ ‬وهو‭ ‬التوجه‭ ‬الأمثل،‭ ‬الذي‭ ‬سيخفض‭ ‬أعباء‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬الدولة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تقنين‭ ‬الدعم‭ ‬يبدو‭ ‬خيارًا‭ ‬منطقيًا،‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬أتيحت‭ ‬أمام‭ ‬الدولة‭ ‬لدراسة‭ ‬أوضاع‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬الحزمة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الدعم،‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬بالأزمة،‭ ‬بل‭ ‬شهد‭ ‬بعضها‭ ‬ازدهارًا‭ ‬كقطاعات‭ ‬الاتصالات‭ ‬والغذاء،‭ ‬والتعرف‭ ‬بدقة‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬كثيرًا‭ ‬بفعل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬كقطاعات‭ ‬الفندقة‭ ‬والسفر‭ ‬والسياحة‭ ‬وغيرها‭.‬

وبين‭ ‬أنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يتضح‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬الحزمة‭ ‬الذكية،‭ ‬وهي‭ ‬تلك‭ ‬الحزمة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توجيهها‭ ‬للقطاعات‭ ‬والأفراد‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬دقيقة‭ ‬للسوق،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬ترشد‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬الدعم،‭ ‬وتوجهها‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الداعم‭ ‬لاستمرار‭ ‬حركة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسوق‭.‬

وقال‭ ‬“لا‭ ‬ينبغي‭ ‬اقتصار‭ ‬الحزمة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتضررة،‭ ‬وإنما‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬الأفراد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعود‭ ‬بشكل‭ ‬وآخر‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تنشيط‭ ‬السوق،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الدولة‭ ‬لمعدلات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬العائدات‭ ‬الضريبية”‭.‬