" يا زمان الخليج"..والصانع الأمهر في التوثيق خالد البسام

| البلاد: أسامة الماجد

كان ولا زال الكاتب والباحث خالد البسام رحمه الله ، الصانع الامهر الى درجة كبيرة من التألق في تزويد المكتبة البحرينية والخليجية بالكتب القيمة التي تحكي القصص والأسرار والحوادث، ومن بين تلك الكتب الجميلة " يا زمان الخليج" الصادر العام 2003  والذي ينقل للقارئ حكايات حول نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تروي دخول سفن الروس الأولى إلى الخليج، ورحلات ځکام زنجبار إلى أوروبا، ودندنات العود، وبدايات السينما في البحرين، وتهريب الذهب إلى الهند، وثراء الصحف الأوائل، وغيرها، بجانب صور فوتوغرافية قديمة جميلة . كتاب رائع يروي حكايات من الأيام الخوالي تعطينا الكثير من الحنين وتأسرنا بأشواق لا تحصی.

يقع الكتاب في 174 صفحة من الحجم المتوسط وينقل 16 قصة وحكاية مشوقة يقول عنها الكاتب البسام رحمة الله.

هذه تواريخ وحكايات من روزنامة منطقة الخليج العربي في القرن العشرين، لا تقلب هذه التواريخ المتناثرة في هذا الكتاب موضوعا واحدة أو تاريخا معينا ، بل تتوزع على خارطة الخليج بحكايات وقصص متنوعة تكشف براءة الناس وهموم البشر وخدع الساسة وطلقات البوارج ومشاهدات الرحالة وبواكير التقدم.

 إنها تواريخ حافلة بالأيام الخوالي التي لم تتلوث أرضها بسواد النفط في المنطقة بعد، ولم تعرف شوارعها قرقعة الآلات وضجيج الحضارة .لا تحتاج هذه التواريخ والحكايات والأيام العتيقة إلى حبر كثير لتقديمها إلى القارئ العربي، فهي أكثر براءة من أن تعقدها بتحليلات، وأكثر بساطة من أن نقولبها في نظریات و تنظيرات.

 كل ما فيها أنها فصول من أيام رحلت تركت لنا بعض القصص والأساطير والرحلات وقبعات الغربيين وذكريات من ورد وعرق.​