فلاح هاشم: القانون الحالي “طبقي” ويكرس الاستغلال

تشريع “يكبح” هيمنة أرباب العمل على موظفي “الخاص”

| سيدعلي المحافظة

تقدم‭ ‬النائب‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬بتعديل‭ ‬تشريعي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي،‭ ‬يرمي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭.‬

وتضمنت‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭  ‬حصلت‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭ ‬اشتراط‭ ‬كيدية‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية،‭ ‬لإلزام‭ ‬المحكمة‭ ‬رافع‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬يرفعها‭ ‬العمال‭ ‬أو‭ ‬المستحقون‭ ‬عنهم،‭ ‬بتحمل‭ ‬مصروفاتها‭ ‬كلها‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭.‬

وشملت‭ ‬التعديلات‭ ‬تحديد‭ ‬أيام‭ ‬الإجازات‭ ‬السنوية‭ ‬المستحقة‭ ‬للعامل‭ ‬بأيام‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬الأيام‭ ‬التقويمية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدم‭ ‬جواز‭ ‬خصم‭ ‬أيام‭ ‬الإجازات‭ ‬الرسمية‭ ‬المستحقة‭ ‬للعامل‭ ‬الواقعة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الإجازة‭ ‬السنوية‭ ‬من‭ ‬إجازته،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬استحقاق‭ ‬الموظف‭ ‬يومي‭ ‬عمل‭ ‬ونصف‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شهر‭.‬

وحظرت‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬إنهاء‭ ‬العقد‭ ‬دون‭ ‬تعويض‭ ‬إذا‭ ‬بلغ‭ ‬العامل‭ ‬سن‭ ‬الستين،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭.‬

وقررت‭ ‬التعديلات‭ ‬تمديد‭ ‬فترة‭ ‬جواز‭ ‬الاستماع‭ ‬لدعوى‭ ‬العامل‭ ‬بشأن‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬انتهاء‭ ‬العقد‭.‬

وقضت‭ ‬التعديلات‭ ‬كذلك‭ ‬بتمديد‭ ‬فترة‭ ‬سقوط‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬بالتقادم‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انقضاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭.‬

وتضمنت‭ ‬التعديلات‭ ‬إضافة‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬للقانون‭ ‬تلزم‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومراجعة‭ ‬الكشوف‭ ‬الخاصة‭ ‬بالباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬وتشغيل‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتخصصة‭ ‬المناسبة‭ ‬لشغل‭ ‬الوظيفة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توفرهم‭.‬

أولوية‭ ‬المواطن

من‭ ‬جانبه،‭ ‬بين‭ ‬النائب‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬جاء‭ ‬مستنداً‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الدستور‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬كفالة‭ ‬الدولة‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين‭ ‬وعدالة‭ ‬شروطه،‭ ‬وتنظيم‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬اقتصادية‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬قواعد‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وصاحب‭ ‬العمل‭. ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬المقترح‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مادام‭ ‬قادراً‭ ‬عليه‭ ‬وراغباً‭ ‬فيه،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل‭.‬

وأوضح‭: ‬“لا‭ ‬نعني‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بالضرورة‭ ‬مساواة‭ ‬بين‭ ‬هاذين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وإنما‭ ‬الغاية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الطرف‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العمل،‭ ‬وذلك‭ ‬بوضع‭ ‬التزامات‭ ‬أكثر‭ ‬عليه،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬باستغلال‭ ‬موقعه‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬القانون،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬يعتبر‭ ‬ذا‭ ‬طابع‭ ‬طبقي،‭ ‬فيه‭ ‬طرف‭ ‬ضعيف‭ ‬وطرف‭ ‬آخر‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وهيمنة”‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬أولوية‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬المتخصص‭ ‬والمناسب‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أمراً‭ ‬إلزامياً‭ ‬لا‭ ‬اختيارياً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬مساواته‭ ‬مع‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬احتساب‭ ‬الإجازات‭.‬