“البديع.. صفحات من الماضي 1845 - 1923”.. مادة ثرية وتخليد سيرة

| أسامة الماجد

أصدر‭ ‬الباحثان‭ ‬خليفة‭ ‬محمد‭ ‬اللحدان‭ ‬وعبداللطيف‭ ‬مبارك‭ ‬المداوي‭ ‬كتابا‭ ‬توثيقيا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬بعنوان‭ ‬“البديع‭.. ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬1845‭ ‬–‭ ‬1923”،‭ ‬وهو‭ ‬بالفعل‭ ‬كتاب‭ ‬قيم‭ ‬مفعم‭ ‬بالحياة‭ ‬للرحلة‭ ‬المرجوة‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬البديع‭ ‬وتراثها‭ ‬ورجالها‭. ‬

وقدم‭ ‬الكتاب‭ ‬إبراهيم‭ ‬راشد‭ ‬الدوسري‭ ‬وعيسى‭ ‬الحمر،‭ ‬واستعرض‭ ‬الباحثان‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬بعد‭ ‬شكرهما‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬الكتاب‭ ‬ملخصا‭ ‬عن‭ ‬محتواه‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

حاولنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬تدوين‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬تحت‭ ‬أيدينا‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬ومعارف‭ ‬وأحداث‭ ‬كانت‭ ‬البديع‭ ‬مسرحها‭ ‬وكان‭ ‬أهلها‭ ‬شخصياتها‭ ‬وأبطالها،‭ ‬فلم‭ ‬نترك‭ ‬شاردة‭ ‬ولا‭ ‬واردة‭ ‬إلا‭ ‬رصدناها،‭ ‬وعملنا‭ ‬جاهدين‭ ‬على‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحتها‭ ‬ودقتها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬فنجحنا‭ ‬حينا،‭ ‬وأخفقنا‭ ‬أحيانا‭ ‬كثيرة،‭ ‬لقلة‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬شحها،‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الوثائق‭ ‬والمخطوطات‭ ‬واندثار‭ ‬الآثار‭ ‬وصورها‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ ‬منها،‭ ‬فكان‭ ‬اعتمادنا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الروايات،‭ ‬فكما‭ ‬يقال‭ :‬إن‭ ‬الروايات‭ ‬الشفهية‭ ‬هي‭ ‬التاريخ‭ ‬الحقيقي‭ ‬غير‭ ‬المكتوب‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬جون‭ ‬غردون‭ ‬لوريمر‭ ‬وكتابه‭ (‬دليل‭ ‬الخليج‭) ‬مصدرنا‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬استقينا‭ ‬منه‭ ‬معظم‭ ‬مادة‭ ‬المنحى‭ ‬التاريخي،‭ ‬لدقة‭ ‬معلومات‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولموضوعيته،‭ ‬فقد‭ ‬وجدنا‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الرواة‭.‬

واطلعنا‭ ‬على‭ ‬مراجع‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬البدائع‭ ‬تناولت‭ ‬أغلبها‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬البديع‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وما‭ ‬تمخضت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬هجرة‭ ‬معظم‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬العام‭ ‬1923‭ ‬إلى‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وفيها‭ ‬أسسوا‭ ‬مدينتي‭ ‬الخبر‭ ‬والدمام،‭ ‬واستقروا‭ ‬بهما‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬ونصت‭ ‬السنة،‭ ‬إذ‭ ‬عاد‭ ‬أغلبهم‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬العام‭ ‬1927‭. ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تف‭ ‬بالمطلوب‭ ‬وبقيت‭ ‬مساحات‭ ‬مجهولة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

واشتملت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬بابين،‭ ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬فصول‭ ‬تناولنا‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬برحلة‭ ‬المؤسسين‭ ‬الأوائل‭ ‬للمجيء‭ ‬إلى‭ ‬البديع‭ ‬من‭ ‬وديان،‭ ‬وما‭ ‬مروا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محطات،‭ ‬ثم‭ ‬عرجنا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬البلدة،‭ ‬والأحياء‭ ‬السكانية‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬منها،‭ ‬وتركيبتها‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ثم‭ ‬تحدثنا‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬فيها‭.‬

أما‭ ‬الباب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬جوهر‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة،‭ ‬والغاية‭ ‬المبتغاة‭ ‬منها،‭ ‬فقد‭ ‬أوردناها‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬فصول،‭ ‬وضعنا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬ثبتا‭ ‬بأسماء،‭ ‬أبرز‭ ‬العوائل‭ ‬والأسر‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬البديع‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬موعد‭ ‬الرحيل‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ثم‭ ‬وثقنا‭ ‬أسماء‭ ‬العوائل‭ ‬والأسر،‭ ‬وأبرز‭ ‬رجالاتها،‭ ‬وأحيائها‭ ‬السكنية‭ (‬فرجانها‭) ‬وممتلكاتها‭ ‬من‭ ‬سفن‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬ومصائد‭ ‬الأسماك،‭ ‬ومزارع‭ ‬النخيل،‭ ‬تم‭ ‬استعراض‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬مدينة‭ ‬البديع‭ ‬قديما‭ ‬وفي‭ ‬الختام‭ ‬دليل‭ ‬مدينة‭ ‬البديع‭ ‬القديم‭.‬