اعترف وماطل بنقل ملكية السيارة إليه بسبب المخالفات

اشترى “لكزس” وسجلها باسم زوجته فقدمت بلاغا ضده بالتزوير

| عباس إبراهيم

عاقبت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى،‭ ‬غيابيا،‭ ‬مواطنا‭ ‬اشترى‭ ‬سيارة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬“لكزس”‭ ‬وزوّر‭ ‬توقيع‭ ‬زوجته‭ ‬وحوّلها‭ ‬باسمها‭ ‬دون‭ ‬علمها،‭ ‬وعندما‭ ‬اكتشفت‭ ‬الأمر‭ ‬بالصدفة‭ ‬أبلغت‭ ‬ضده‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬لأنه‭ ‬رفض‭ ‬نقل‭ ‬الملكية‭ ‬باسمه،وذلك‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭.‬

وتتحصل‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬دخلت‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬من‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال‭ ‬للتأكد‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬ارتكبت‭ ‬مخالفات‭ ‬مرورية‭ ‬بواسطة‭ ‬مركبتها‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬“لكزس”‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فاكتشفت‭ ‬وجود‭ ‬مركبة‭ ‬أخرى‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬“لكزس”‭ ‬مسجلة‭ ‬باسمها،‭ ‬وعليها‭ ‬مخالفة‭ ‬مرورية‭ ‬بقيمة‭ ‬50‭ ‬دينارا،‭ ‬وأن‭ ‬زوجها‭ (‬المتهم‭) ‬هو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بنقل‭ ‬ملكية‭ ‬تلك‭ ‬المركبة‭ ‬باسمها‭ ‬دون‭ ‬علمها،‭ ‬بعدما‭ ‬أقر‭ ‬لها‭ ‬بذلك‭.‬

وتشير‭ ‬التحقيقات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الشاهد‭ ‬الثاني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬عرض‭ ‬مركبته‭ ‬للبيع،‭ ‬واتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬شرائها‭ ‬فتوجها‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬لكي‭ ‬ينقلان‭ ‬الملكية‭ ‬فيما‭ ‬بينهما،‭ ‬وعندما‭ ‬تبين‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬ترتبت‭ ‬عليه‭ ‬مخالفات‭ ‬مرورية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬أخرج‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بزوجته،‭ ‬وقرر‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبة‭ ‬باسمها‭.‬

وبالفعل‭ ‬أخذ‭ ‬استمارة‭ ‬تحويل‭ ‬الملكية‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬وبطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬المذكورة‭ ‬وسلمهما‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬مجهول‭ (‬كان‭ ‬برفقته‭) ‬فمكنه‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬ملء‭ ‬بيانات‭ ‬صلب‭ ‬الاستمارة‭ ‬وتذييلها‭ ‬بتوقيع‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬إلى‭ ‬زوجته‭ ‬بعلمه،‭ ‬ثم‭ ‬سلمها‭ ‬للموظف‭ ‬بقسم‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبات‭ ‬بالإدارة؛‭ ‬بنية‭ ‬استعمال‭ ‬ما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬كبيانات‭ ‬صحيحة،‭ ‬والذي‭ ‬انطلت‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دقق‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬صادقها‭ ‬بتوقيعها‭ ‬وختم‭ ‬الإدارة‭.‬

كما‭ ‬مسح‭ ‬الموظف‭ ‬تلك‭ ‬الاستمارة‭ ‬بالماسح‭ ‬الضوئي‭ ‬“السكانر”‭ ‬وأدخلها‭ ‬بالنظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بالإدارة،‭ ‬وحول‭ ‬ملكية‭ ‬السيارة‭ ‬إلكترونيا‭ ‬باسم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تحرر‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬وصلب‭ ‬وتوقيع‭ ‬المشتري‭ ‬لاستمارة‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬المركبة‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬مزور‭ ‬عليها‭.‬

وأكدت‭ ‬الزوجة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬التحقيق‭ ‬معها‭ ‬أنها‭ ‬اتصلت‭ ‬هاتفيا‭ ‬بزوجها،‭ ‬وسألته‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬السيارة‭ ‬وسبب‭ ‬ملكيتها‭ ‬إليها،‭ ‬فأجابها‭ ‬بأنه‭ ‬اشترى‭ ‬تلك‭ ‬السيارة‭ ‬وسجلها‭ ‬باسمها،‭ ‬فطلبت‭ ‬منه‭ ‬نقل‭ ‬ملكتها‭ ‬إليه‭ ‬ولكنه‭ ‬أخذ‭ ‬يماطل‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬مؤكدة‭ ‬عدم‭ ‬علمها‭ ‬أو‭ ‬رضاها‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬السيارة‭ ‬باسمها،‭ ‬وأن‭ ‬التوقيع‭ ‬المذيل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاستمارة‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬لها‭ ‬وأن‭ ‬زوجها‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬زوره‭.‬

كما‭ ‬أفاد‭ ‬بائع‭ ‬السيارة‭ ‬بأنه‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬على‭ ‬بيعه‭ ‬السيارة‭ ‬مقابل‭ ‬2500‭ ‬دينار،‭ ‬استلم‭ ‬منه‭ ‬نصف‭ ‬المبلغ،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستلم‭ ‬الباقي‭ ‬بعد‭ ‬تحويل‭ ‬الملكية‭ ‬باسمه،‭ ‬إذ‭ ‬التقيا‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬برفقته‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يعرفه،‭ ‬وعندما‭ ‬توجهوا‭ ‬لقسم‭ ‬المخالفات‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬عليه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أخرج‭ ‬بطاقته‭ ‬زوجته‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وأخبره‭ ‬بأنه‭ ‬سيسجلها‭ ‬باسمها،‭ ‬وأخذ‭ ‬الاستمارة‭ ‬وعاد‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬بعد‭ ‬ملء‭ ‬بياناتها‭.‬

فأحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اشترك‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول‭ ‬بطريق‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬محرر‭ ‬رسمي‭ ‬هو‭ ‬استمارة‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬مركبة‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬شعبة‭ ‬ترخيص‭ ‬المركبات‭ ‬بأن‭ ‬أمد‭ ‬المجهول‭ ‬ببيانات‭ ‬المدعوة‭ ‬زوجته‭ ‬فمكنه‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬الاستمارة‭ ‬ومهرها‭ ‬بتوقيع‭ ‬مزور‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬إليها‭ ‬ثم‭ ‬قدمها‭ ‬إلى‭ ‬الموظف‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬الذي‭ ‬اعتد‭ ‬بصحة‭ ‬بياناتها‭ ‬بعدما‭ ‬انطلت‭ ‬عليه‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثانيا‭: ‬استعمل‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬موضوع‭ ‬التهمة‭ ‬أولا‭ ‬فيما‭ ‬زُوِّرَ‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويره‭ ‬بأن‭ ‬قدمه‭ ‬إلى‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭.‬

ثالثا‭: ‬اشترك‭ ‬مع‭ ‬موظف‭ ‬عام‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬بطريق‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬بيانات‭ ‬تخص‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬بنظام‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إظهار‭ ‬بيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬صحيحة‭ ‬بنية‭ ‬استعمالها‭ ‬كبيانات‭ ‬صحيحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬الموظف‭ ‬العام‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬بإدخال‭ ‬بيانات‭ ‬الاستمارة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاص‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭.‬

رابعا‭: ‬استعمل‭ ‬بسوء‭ ‬نية‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بزوجته‭ ‬وانتفع‭ ‬بها‭ ‬بغير‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬بأن‭ ‬قدمها‭ ‬للموظف‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭.‬