قرار سابق لـ “المصرف المركزي” يحقق الهدف عمليًا

ضبابية بمقترح عدم تحمل المؤمن عليه كلفة الحوادث

| علي الفردان

أثار‭ ‬مقترح‭ ‬برلماني‭ ‬بعدم‭ ‬تحميل‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬للسيارة‭ (‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بموافقة‭ ‬حكومية‭)‬،‭ ‬تساؤلات‭ ‬بشأن‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذها‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح،‭ ‬فيما‭ ‬أصدر‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬قرارًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬عمليا‭ ‬عدم‭ ‬تحميل‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬تكاليف‭.‬

ووافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬اقتراح‭ ‬برغبة،‭ ‬بعدم‭ ‬تحميل‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬حوادث‭ ‬السيارات‭ ‬أية‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث‭.‬

وذكرت‭ ‬مصادر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬بعدم‭ ‬تحميل‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬تكاليف‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬كونه‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ ‬غير‭ ‬واضح،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مبلغ‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬غير‭ ‬المتسبب،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬السابق‭ ‬بأن‭ ‬يدفع‭ ‬نسبة‭ ‬استهلاك‭ ‬لقطع‭ ‬الغيار،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إلغاؤها‭ ‬بحسب‭ ‬قرار‭ ‬سابق‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وبحسب‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬50‭) ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬والصادر‭ ‬عن‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج،‭ ‬الذي‭ ‬يعدل‭ ‬أحكام‭ ‬قرار‭ ‬الوثيقة‭ ‬الموحدة‭ ‬للتأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬المدنية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬المركبات،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬استطاعة‭ ‬الشركة‭ ‬توفير‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬مستعملة‭ (‬أصلية‭) ‬بحالة‭ ‬جيدة‭ ‬خلال‭ ‬أسبوعين،‭ ‬تلتزم‭ ‬الشركة‭ ‬بتوفير‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬جديدة‭ ‬دون‭ ‬خصم‭ ‬أية‭ ‬نسبة‭ ‬استهلاك،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬توفير‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬مستعملة‭ ‬أو‭ ‬جديد‭ ‬أصلية‭ ‬للمركبة،‭ ‬يصار‭ ‬حينئذ‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬مبلغ‭ ‬نقدي‭ ‬للمتضرر‭ ‬كتسوية‭ ‬نهائية‭ ‬للمطالبة‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يقل‭ ‬مبلغ‭ ‬التسوية‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬عن‭ ‬مجموع‭ ‬كلفة‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬الأصلية‭ ‬الجديدة،‭ ‬بعد‭ ‬تطبيق‭ ‬نسب‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬مضافًا‭ ‬إلى‭ ‬مبلغ‭ ‬كلفة‭ ‬التصليح‭.‬

وأشارت‭ ‬المصادر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬فرض‭ ‬نسبة‭ ‬استهلاك‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬النهائي،‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬أصلية‭ ‬مستخدمة‭ ‬أو‭ ‬جديدة،‭ ‬كون‭ ‬المؤمن‭ ‬عليه‭ ‬غير‭ ‬متسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيزيد‭ ‬حالات‭ ‬التلاعب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬فمثلًا‭ ‬سيارة‭ ‬موديل‭ ‬1980‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬صاحبها‭ ‬لحادث،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقارب‭ ‬أو‭ ‬تفوق‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬أصلية‭ ‬لتصليح‭ ‬الحادث‭ ‬قيمة‭ ‬السيارة،‭ ‬وهذا‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬للتلاعب،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجبر‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬التعويض‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬السيارة‭ ‬دون‭ ‬إصلاحها‭ ‬وقد‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬رفع‭ ‬بوالص‭ ‬التأمين‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬بوليصة‭ ‬التأمين‭ (‬طرف‭ ‬ثالث‭) ‬محددة‭ ‬أسعارها‭ ‬وفق‭ ‬القانون؛‭ ‬كونها‭ ‬تأمين‭ ‬إلزامي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬السيارات‭ ‬والمركبات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬