المؤذن لـ“البلاد”: بلاغ جنائي ضد الرئيس “الصالح”

“الجعفرية” ترفض تنفيذ الأحكام القضائية

| علوي الموسوي

يبدو‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السابقة‭ ‬لأنها‭ ‬تؤسس‭ ‬لظاهرة‭ ‬غير‭ ‬مرغوبة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬الباتة‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬هكذا‭ ‬بدأ‭ ‬ممثلو‭ ‬مأتم‭ ‬الهملة‭ ‬حديثهم‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭.‬

وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬تؤسس‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬التعالي‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬الباتة،‭ ‬“دليلنا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬درجات‭ ‬المحاكم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬أحكام‭ ‬ضد‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬ولكنها‭ ‬تصطدم‭ ‬بعناد‭ ‬عدم‭ ‬التنفيذ‭ ‬بالرغم‭ ‬أن‭ ‬تنفيذها‭ ‬معجل‭ ‬حسب‭ ‬نص‭ ‬القانون”‭.‬السر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وكما‭ ‬يروي‭ ‬الرواة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مادة‭ ‬قانونية‭ ‬تسمح‭ ‬للجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬السيادية‭ ‬بعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬المحكمة،‭ ‬ويستخدم‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬كمطرقة‭ ‬لتكسير‭ ‬قوة‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬تحدٍّ‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬لما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬الدستور‭.‬

أمين‭ ‬سر‭ ‬مأتم‭ ‬الهملة‭ ‬جاسم‭ ‬المؤذن‭ ‬كان‭ ‬المتحدث‭ ‬عن‭ ‬رفقائه‭ ‬في‭ ‬المأتم‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬لـ”البلاد”‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬سابقتها‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬حاليًا‭ ‬خصوصًا‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لا‭ ‬يقومون‭ ‬بصرف‭ ‬المبالغ‭ ‬الخاصة‭ ‬للمأتم‭ ‬مما‭ ‬جعلنا‭ ‬نصرف‭ ‬من‭ ‬جيوبنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مأتم‭ ‬الهملة‭ ‬أعطى‭ ‬الفرصة‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬الشيء‭ ‬الملموس‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬الجعفرية‭ ‬تماطل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬وحلحلة‭ ‬الأمور،‭ ‬ولذلك‭ ‬سنرفع‭ ‬بلاغا‭ ‬جنائيا‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬يوسف‭ ‬الصالح‭ ‬لعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬باعتباره‭ ‬الرجل‭ ‬الأول‭ ‬والمسؤول‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭.‬

وتحدث‭ ‬مسترسلا‭: ‬“لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصرف‭ ‬أكثر‭ ‬لضيق‭ ‬ذات‭ ‬اليد‭ ‬ونواجه‭ ‬اليوم‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التزامنا‭ ‬بسداد‭ ‬عقود‭ ‬مترتبة‭ ‬على‭ ‬المأتم‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬صرف‭ ‬مستحقاتنا‭ ‬وعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام”‭.‬

يشكو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مأتم‭ ‬الهملة‭ ‬للرجال‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬للأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬النافذة‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بمجل‭ ‬القضية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوقفيات‭ ‬المأتم‭ ‬والولاية‭ ‬الشرعية‭ ‬والقانونية‭ ‬على‭ ‬المأتم‭.‬

وحذر‭ ‬المؤذن‭ ‬أن‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للقرية‭ ‬لأن‭ ‬الإدارة‭ ‬لم‭ ‬تتورع‭ ‬عن‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن‭ ‬بكلمات‭ ‬حق‭ ‬يراد‭ ‬بها‭ ‬باطل،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬السابقة‭ (‬العصفور‭) ‬بحل‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المأتم‭ ‬بعد‭ ‬الخلاف‭ ‬معها،‭ ‬وتعيين‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬آخر،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬نافذ‭ ‬بأن‭ ‬الولاية‭ ‬تكون‭ ‬باختيار‭ ‬أعضائه‭ ‬لمن‭ ‬يكون‭ ‬صالحًا‭ ‬للقيام‭ ‬بشؤونه‭ ‬حسب‭ ‬نظر‭ ‬غالبية‭ ‬أعضاء‭ ‬المأتم،‭ ‬ويكون‭ ‬اختيار‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانتخاب‭ ‬الحر‭ ‬المباشر‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬ولا‭ ‬ينعزل‭ ‬الفائز‭ ‬إلا‭ ‬بالطعن‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬نزاهته‭ ‬وصلاحيته‭ ‬أو‭ ‬باستقالته‭ ‬أو‭ ‬بموته،‭ ‬والرئيس‭ ‬الشرعي‭ ‬وفقًا‭ ‬للأحكام‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬مكي،‭ ‬لكن‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الحالية‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة،‭ ‬وتشرع‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬إسفين‭ ‬الفتن‭ ‬بعزله‭ ‬بقرارات‭ ‬واهية‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬نافذة‭ ‬بحق‭ ‬ولايته‭ ‬على‭ ‬المأتم‭.‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الصعيد‭ ‬هناك‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬نافذ‭ ‬بات‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬2011‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬665‭/‬‏‏2009‭ ‬والصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬18‭ ‬أكتوبر‭ ‬2011،‭ ‬وهذا‭ ‬الحكم‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬أوقاف‭ ‬المأتم‭ ‬هي‭ ‬لمأتم‭ ‬الهملة‭ ‬للرجال‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬رئيسها‭ ‬محسن‭ ‬العصفور‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬باعتباره‭ ‬صادرا‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬محكمة‭ ‬استئناف‭ ‬عليا‭ ‬شرعية‭ ‬جعفرية،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬بدق‭ ‬إسفين‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬القرية‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الفتن‭ ‬للإيقاع‭ ‬بينهم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬معرفته‭ ‬بأنهم‭ ‬أبناء‭ ‬عمومه‭ ‬وأخوال،‭ ‬والإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الأمر،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬ستة‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬نافذة‭ ‬بأحقيتنا‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬وأوقاف‭ ‬المأتم‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬ممثلي‭ ‬مأتم‭ ‬الهملة‭.‬