المرأة اقتحمت كل التخصصات والمستويات وأصبحت رقما مهما في التنمية

بروز دور البحرينية في زمن “كورونا” ليس طارئا

| بقلم: منال منصور بن رجب

‬‭ ‬لاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬إنذار‭ ‬مسبق‭ ‬قد‭ ‬بلورت‭ ‬الأدوار‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬بل‭ ‬وتعدت‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الشراكة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬صحية‭ ‬وطبية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عديدة‭.‬

كما‭ ‬أنها‭ ‬أفرزت‭ ‬قناعات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬والأهم‭ ‬أنها‭ ‬عززت‭ ‬مفاهيم‭ ‬وثقافات‭ ‬متطورة‭ ‬ومتقدمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأدوار‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬وهي‭ ‬الأدوار‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يفهم‭ ‬أحد‭ ‬أنها‭ ‬منعزلة‭ ‬عن‭ ‬أدوار‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬الرجل،‭ ‬وأدوار‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬القوى‭ ‬المجتمعية‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاتها‭ ‬واختصاصاتها‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬وأهمها‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬والمساندة‭ ‬كرائدة‭ ‬ومبادرة‭ ‬ومنتجة‭ ‬ومساهمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬أنيطت‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬إليها‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تقصير‭ ‬أو‭ ‬تهاون‭.‬

وهذا‭ ‬الدور‭ ‬الرائد‭ ‬والكبير‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬واقع‭ ‬اجتماعي‭ ‬أصيل،‭ ‬وتمكين‭ ‬للمرأة‭ ‬انطلق‭ ‬وترسخ‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬وتولت‭ ‬قيادته‭ ‬والتبشير‭ ‬به‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬ومعها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وجميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقطاعات‭ ‬الدولة‭.‬

هذا‭ ‬بالطبع‭ ‬إضافة‭ ‬لوعي‭ ‬مبكر‭ ‬بأهمية‭ ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬آمنت‭ ‬به‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬تحقيقة‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تأصيله‭ ‬وتحديثه‭ ‬ومأسسته‭ ‬تاريخيا‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬التاريخ‭ ‬البحريني‭ ‬الحديث‭.‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بروز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمرا‭ ‬طارئا‭ ‬ولا‭ ‬وليد‭ ‬الظروف،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬تاكيد‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬المتينة‭ ‬للنهضة‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬قيادة‭ ‬واعية‭ ‬آمنت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بمكانة‭ ‬المرأة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فاقتحمت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬والمستويات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬رقما‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتطور‭. ‬

وكانت‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬المستنيرة‭ ‬والواعية‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬تقدمت‭ ‬الصفوف‭ ‬بجدارة‭ ‬واقتدار‭ ‬وصنعت‭ ‬لنفسها‭ ‬دورا‭ ‬ومكانًا‭ ‬بارزين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬فهي‭ ‬الطبيبة‭ ‬والممرضة‭ ‬المجتهدة‭ ‬والمديرة‭ ‬والموظفة‭ ‬المجدة‭ ‬والعاملة‭ ‬المكافحة‭ ‬والسياسية‭ ‬الناضجة‭ ‬والمدرسه‭ ‬المبدعة‭ ‬والأم‭ ‬المتفانية‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬الذي‭ ‬فرضة‭ ‬الواقع‭ ‬الطارئ،‭ ‬وهي‭ ‬الناشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والإعلامية‭ ‬الجريئة‭ ‬والرائدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭.‬

ولا‭ ‬ننسى‭ ‬بالطبع‭ ‬أنّ‭ ‬العنوان‭ ‬المضيء‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬والظروف‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬المتميز‭ ‬للكادر‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬طبيبات‭ ‬وممرضات‭ ‬ومتخصصات‭ ‬في‭ ‬فروع‭ ‬ومجالات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬لما‭ ‬يبذلن‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬دءوب‭ ‬مضنٍ‭ ‬وجد‭ ‬وإخلاص،‭ ‬ومواظبة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬شكوى‭ ‬ليسجلن‭ ‬بذلك‭ ‬أروع‭ ‬الصفحات‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومثالًا‭ ‬مشرفاً‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬وأختتم‭ ‬بكلمة‭ ‬سامية‭ ‬لصاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬ويوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ (‬إن‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬حتمت‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبرز‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬عطائها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المحطة‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬لنفسها‭ ‬بجدارة‭ ‬عبر‭ ‬تعلمها‭ ‬وقناعتها‭ ‬الكاملة‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬سيأخذها‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬آفاق‭ ‬المساهمة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير،‭ ‬ولحسن‭ ‬طابع‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬استشعرت‭ ‬نساؤها‭ ‬تلك‭ ‬الحاجة‭ ‬مبكرا،‭ ‬وقررن‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬تحديات‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬موانع‭ ‬وتحديات‭ ‬وعوائق‭ ‬التغيير،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬بالسهل‭ ‬أبدا‭).‬