كتاب غاية في الأهمية سيستنير به كل باحث ومؤرخ

“تاريخ النظام القانوني في البحرين”... دراسة مدعمة بالوثائق

| أسامة الماجد

صدر‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬كتاب‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬سيستنير‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬باحث‭ ‬ومؤرخ‭ ‬ودارس‭ ‬بعنوان‭ ‬“تاريخ‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.. ‬دراسة‭ ‬قانونية‭ ‬تاريخية‭ ‬وثائقية”،‭ ‬لعلي‭ ‬فيصل‭ ‬الصديقي‭.‬

وتحاول‭ ‬الدراسة‭ ‬استقراء‭ ‬مظاهر‭ ‬القانون‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فتتناول‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬الفاعلة‭ ‬وقتها‭ ‬كدائرة‭ ‬البلدية‭ ‬والطابو‭ ‬والمعارف،‭ ‬وتبين‭ ‬أهداف‭ ‬السلطة‭ ‬الحكومية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬العامة‭ ‬وفق‭ ‬أشكالها‭ ‬المعروفة‭: ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬السكينة‭ ‬العامة،‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬الأدب‭ ‬العام‭. ‬

وتتطرق‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬مظاهر‭ ‬التشريع‭ ‬الجنائي‭ ‬وتحولاته‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لتبين‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬والعقوبات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬والتشريعات‭ ‬الصادرة،‭ ‬وتستعرض‭ ‬أخيرا‭ ‬جانبا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واليات‭ ‬تنظيمها‭.‬

في‭ ‬تقديمه‭ ‬للكتاب‭ ‬يقول‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬“يستعرض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬جوانب‭ ‬نشأة‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬مهمة‭ ‬إبان‭ ‬نشوء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬مرجعا‭ ‬أساسيا‭ ‬لباحثي‭ ‬القانون‭ ‬والتاريخ‭. ‬فالكتاب‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬علمية‭ ‬تاريخية‭ ‬مدعمة‭ ‬بالوثائق،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬شكلت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬التشريع‭ ‬والقانون،‭ ‬أبرزها‭ ‬بوادر‭ ‬نشوه‭ ‬النظام‭ ‬الدستوري‭ ‬والسياسي‭ ‬الذي‭ ‬تجلی‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬تنظم‭ ‬النيابة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬وتوارثه‭ ‬وتأسيس‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬العهد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تشكل‭ ‬ملامح‭ ‬البنية‭ ‬القضائية‭ ‬والتشريع‭ ‬الجنائي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬القوانين‭ ‬التنظيمية‭ ‬والإدارية‭ ‬وتطور‭ ‬القوانين‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية”‭.‬

ويضيف‭ ‬“استطاع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬تقديم‭ ‬رصد‭ ‬تاريخي‭ ‬شامل‭ ‬للحركة‭ ‬التشريعية‭ ‬وإعطاء‭ ‬تصور‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬التطور‭ ‬القانوني‭ ‬والسياسة‭ ‬التشريعية‭ ‬للمشرع‭ ‬البحريني،‭ ‬والتي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬آنذاك،‭ ‬مع‭ ‬الاعتبار‭ ‬لوجود‭ ‬النظم‭ ‬القانونية‭ ‬العرفية‭ ‬كبذرة‭ ‬لذلك‭ ‬التحول،‭ ‬وبذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬الكتاب‭ ‬جوهرا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬منظور‭ ‬سيادة‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية”‭.‬

ويشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬5‭ ‬فصول،‭ ‬يسبقها‭ ‬فصل‭ ‬تمهيدي،‭ ‬يعرض‭ ‬بشكل‭ ‬موجز‭ ‬تطورات‭ ‬الحالة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬قدم‭ ‬التاريخ‭ ‬وحتى‭ ‬طلع‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ويبين‭ ‬أيضا‭ ‬موقع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وطبيعة‭ ‬علاقاتها‭ ‬القائمة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬الفصول‭ ‬الخمسة،‭ ‬بعد‭ ‬الفصل‭ ‬التمهيدي،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭:‬

الفصل‭ ‬التمهيدي‭: ‬الجذور‭ ‬الأولى‭ ‬للنظام‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

الفصل‭ ‬الأول‭: ‬مظاهر‭ ‬القوانين‭ ‬الدستورية‭ ‬والمالية‭.‬

الفصل‭ ‬الثاني‭: ‬مظاهر‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭.‬

الفصل‭ ‬الثالث‭: ‬مظاهر‭ ‬القانون‭ ‬الإداري‭.‬

الفصل‭ ‬الرابع‭: ‬مظاهر‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭.‬

الفصل‭ ‬الخامس‭: ‬مظاهر‭ ‬القوانين‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭.‬

وصدر‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬ملخص‭ ‬الوثائق‭ ‬التاريخية‭ ‬تضمن‭ ‬13‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية،‭ ‬خلاصة‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬رصينة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬136‭ ‬وثيقة‭ ‬ومخطوطة‭ ‬استند‭ ‬عليها‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬للكتاب؛‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬الملامح‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬النظام‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬تعد‭ ‬نواة‭ ‬مسيرة‭ ‬الازدهار‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬في‭ ‬تاريخنا‭ ‬المعاصر‭.‬

وصنفت‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬تاريخية‭ ‬وموضوعية‭ ‬تعكس‭ ‬المستوى،‭ ‬المتقدم‭ ‬للفترة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬باكورة‭ ‬التنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬والتجاري‭ ‬والتشريعي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬تثبت‭ ‬مبدأ‭ ‬سيادة‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية‭.‬