سبت: موكلتي طالبت بنصيبها من الإرث بمبلغ 101 ألف دينار

إلزام شركة عقارية ومديريها بدفع 800 ألف دينار

| عباس إبراهيم

ذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬زينب‭ ‬سبت‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬شركة‭ ‬عقارية‭ ‬والمديرين‭ ‬العامين‭ ‬فيها‭ ‬بأن‭ ‬يدفعوا،‭ ‬لصالح‭ ‬موكلتها‭ ‬الخليجية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬نظير‭ ‬استثمارهم‭ ‬لعدد‭ ‬4‭ ‬بنايات‭ ‬يملكها‭ ‬والد‭ ‬المدعية‭ ‬المتوفى‭ ‬باعتباره‭ ‬نصيبا‭ ‬من‭ ‬إرثها‭ ‬في‭ ‬ريع‭ ‬تلك‭ ‬العقارات‭ ‬البالغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬حسبما‭ ‬أثبت‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬المحاسبي‭ ‬المنتدب‭ ‬بالقضية؛‭ ‬كون‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتسلموا‭ ‬تلك‭ ‬الأرباح‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬كما‭ ‬ألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم،‭ ‬متضامنين،‭ ‬أن‭ ‬يدفعوا‭ ‬إضافة‭ ‬لذلك‭ ‬مصروفات‭ ‬القضية‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مورث‭ ‬المدعية‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬عقارية‭ - ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ - ‬والتي‭ ‬يمثلها‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬وهو‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث،‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬سبتمبر‭ ‬2010،‭ ‬بأن‭ ‬يقوموا‭ ‬بإدارة‭ ‬العقارات‭ ‬المملوكة‭ - ‬أربعة‭ ‬بنايات‭ - ‬لكن‭ ‬وحال‭ ‬حياة‭ ‬مورث‭ ‬المدعية‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬محاكم‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬أحوال‭ ‬شخصية،‭ ‬باعتبار‭ ‬مورثها‭ ‬محجورا‭ ‬عليه‭ ‬لذاته،‭ ‬للعته‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬وبتعيين‭ ‬أحد‭ ‬أبنائه‭ ‬لإدارة‭ ‬أمواله،‭ ‬وبعدها‭ ‬أقيمت‭ ‬دعوى‭ ‬أخرى‭ ‬صدر‭ ‬فيها‭ ‬حكم‭ ‬بعزل‭ ‬شقيق‭ ‬المدعية‭ ‬القيم‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬مورثه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وقبل‭ ‬عزله‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمطالبة‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬545‭ ‬ألف‭ ‬و607‭ ‬دنانير‭ ‬و831‭ ‬فلسا‭ ‬كما‭ ‬أثبت‭ ‬الخبير‭ ‬العقاري‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كون‭ ‬أنم‭ ‬لم‭ ‬يدفعوا‭ ‬لمورثهم،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬قبل‭ ‬سنتين،‭ ‬أو‭ ‬لها‭ ‬وباقي‭ ‬الورثة‭ ‬بعد‭ ‬وفاته،‭ ‬أية‭ ‬أموال‭ ‬من‭ ‬ريع‭ ‬استثمارهم‭ ‬لتلك‭ ‬المباني‭ ‬حتى‭ ‬تاريخ‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬الماثل‭.‬

وطلبت‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬الدعوى‭ ‬ندب‭ ‬خبير‭ ‬محاسبي‭ ‬تكون‭ ‬مهمته‭ ‬مراجعة‭ ‬كشوف‭ ‬الحسابات‭ ‬والتقارير‭ ‬وعقود‭ ‬الايجار‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬المباني‭ ‬وعمل‭ ‬تقرير‭ ‬محاسبي‭ ‬بجميع‭ ‬المبالغ‭ ‬المحصلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعي‭ ‬عليهم‭ ‬طوال‭ ‬المدة‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016‭ ‬لغاية‭ ‬ورود‭ ‬التقرير‭.‬

ثانيا‭: ‬بعد‭ ‬ورود‭ ‬نتيجة‭ ‬الخبير‭ ‬إلزام‭ ‬المدعي‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬الثالث‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬بأن‭ ‬يؤدوا‭ ‬للمدعية‭ ‬نصيبها‭ ‬الشرعي‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬المحصلة‭ ‬وفق‭ ‬نصيبها‭ ‬الشرعي‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬الحكم‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬الثالث‭ ‬لم‭ ‬يبادروا‭ ‬بسداد‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬للمدعية‭ ‬بصفتها‭ ‬إحدى‭ ‬ورثة‭ ‬مالك‭ ‬العقارات‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016‭ ‬وحتى‭ ‬ورود‭ ‬التقرير،‭ ‬وأن‭ ‬الخبير‭ ‬انتهى‭ ‬بتقريره‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬مدينين‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدرة‭ ‬809087‭.‬790‭ ‬دينار‭ ‬لوالد‭ ‬المدعية‭ (‬مورثها‭) ‬وأن‭ ‬نصيب‭ ‬المدعية‭ ‬هو‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدرة‭ ‬101135‭.‬973‭ ‬دينار‭.‬

وحاول‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ،‭ ‬إذ‭ ‬دفعا‭ ‬بانتفاء‭ ‬صفتهما‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬مطالبين‭ ‬بعدم‭ ‬قبولها‭ ‬في‭ ‬مواجهتهما‭ ‬لكون‭ ‬أن‭ ‬التعاقد‭ ‬تم‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬يديرانها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رفضته‭ ‬المحكمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬18‭/‬5‭ ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬رقم‭ ‬21‭ ‬السنة‭ ‬2001‭ ‬المعدل،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أموالهما‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬التزامات‭ ‬يتسببون‭ ‬فيها‭ ‬رغم‭ ‬علمهما‭ ‬بأن‭ ‬الشركة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬تلك‭ ‬الالتزامات‭ ‬وقت‭ ‬استحقاقها‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬هما‭ ‬مديرا‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬أموال‭ ‬وعقارات‭ ‬مورث‭ ‬المدعية،‭ ‬وبخطئهم‭ ‬رتبوا‭ ‬الالتزامات‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬باتا‭ ‬مسؤولين‭ ‬مع‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولهم‭ ‬صفة‭ ‬وثابت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬المرفق‭ ‬بالأوراق‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬مورث‭ ‬المدعية‭ ‬والمدعى‭ ‬عليهم‭ ‬الثلاثة‭ ‬لإدارة‭ ‬تلك‭ ‬العقارات‭ ‬ترصد‭ ‬بسببه‭ ‬في‭ ‬ذمة‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬809087.790‭ ‬دينار‭ ‬للمورث،‭ ‬وأن‭ ‬نصيب‭ ‬المدعية‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬101135‭.‬973‭ ‬دينار،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬سداد‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬براءة‭ ‬ذمتهم‭ ‬منه‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بالتضامن‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬101‭ ‬ألف‭ ‬و135‭ ‬دينار‭ ‬و973‭ ‬فلسا،‭ ‬كما‭ ‬ألزمتهم‭ ‬بالمصاريف‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬