تأييد سجنه 10 سنوات وتغريمه 2000 دينار

شاب يتاجر بفتيات وتأشيرة منتهية تفضح الواقعة

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬طعن‭ ‬ثلاثيني‭ ‬أجبر‭ ‬سيدة‭ ‬أجنبية‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بمجال‭ ‬الدعارة‭ ‬مستغلا‭ ‬ظروفها‭ ‬العائلية‭ ‬وحاجتها‭ ‬لإعالة‭ ‬أولادها،‭ ‬وعندما‭ ‬رفضت‭ ‬ذلك‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬سداد‭ ‬مبلغ‭ ‬4500‭ ‬دينار‭ ‬مهددا‭ ‬إياها‭ ‬بالقتل‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تنصَع‭ ‬لأوامره،‭ ‬لكنها‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الفرار‭ ‬وحاولت‭ ‬مغادرة‭ ‬المملكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تأشيرتها‭ ‬المنتهية‭ ‬كشفت‭ ‬الواقعة‭ ‬وأن‭ ‬المدان‭ ‬يحتجز‭ ‬أخريات‭ ‬لذات‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأيدت‭ ‬معاقبته‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وإلزامه‭ ‬بدفع‭ ‬غرامة‭ ‬2000‭ ‬دينار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إلزامه‭ ‬بمصاريف‭ ‬إعادة‭ ‬المجني‭ ‬عليهن‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬دولتهن‭.‬

وتتمثل‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬تأشيرة‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬المكان‭ ‬المحتجزة‭ ‬فيه‭ ‬وتوجهت‭ ‬للمطار‭ ‬لتسافر‭ ‬هاربة‭ ‬إلى‭ ‬موطنها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬موظف‭ ‬الجمارك‭ ‬أوقف‭ ‬إجراءات‭ ‬مغادرتها‭ ‬للبلاد‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬تأشيرتها‭ ‬منتهية‭ ‬وهي‭ ‬أقامت‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬بعد‭ ‬انتهائها‭.‬

وبسؤالها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬بقائها‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تأشيرتها‭ ‬سياحية،‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬البكاء،‭ ‬وأوضحت‭ ‬لضابط‭ ‬الجوازات‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬محتجزة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فندق،‭ ‬وتمارس‭ ‬الدعارة‭ ‬رغمًا‭ ‬عن‭ ‬إرادتها،‭ ‬وقالت‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬فتيات‭ ‬أخريات‭ ‬يتم‭ ‬استغلالهن‭ ‬في‭ ‬الإتجار‭ ‬بأجسادهن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتهم‭ ‬وسيدة‭ ‬أخرى‭.‬

ولفتت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تنتمي‭ ‬لأسرة‭ ‬فقيرة‭ ‬ومطلقة‭ ‬ولديها‭ ‬أبناء،‭ ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2016‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬جنسيتها،‭ ‬والتي‭ ‬عرضت‭ ‬عليها‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬كمربية‭ ‬أطفال‭ ‬براتب‭ ‬مغرٍ‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فوافقت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبمجرد‭ ‬وصولها‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬استقبلها‭ ‬المدان‭ ‬وتلك‭ ‬السيدة،‭ ‬واللذان‭ ‬أخذا‭ ‬منها‭ ‬جواز‭ ‬سفرها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أبلغاها‭ ‬أنها‭ ‬ستمارس‭ ‬الدعارة‭.‬

وعندما‭ ‬رفضت‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬هدّدها‭ ‬الطاعن‭ ‬بالقتل‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬له‭ ‬مبلغا‭ ‬ماليا‭ ‬وقدره‭ ‬4500‭ ‬دينار،‭ ‬مما‭ ‬اضطرها‭ ‬لممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬مختلفين‭ ‬بمبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬30‭ ‬و50‭ ‬دينارا‭.‬

وأكدت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬محتجزة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فندق‭ ‬بمنطقة‭ ‬المنامة‭ ‬مع‭ ‬3‭ ‬فتيات‭ ‬أخريات،‭ ‬وجميعهن‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬أعمارهن‭ ‬19‭ ‬إلى‭ ‬26‭ ‬عاما،‭ ‬وأنهن‭ ‬أُجبرن‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬مع‭ ‬زبائن‭ ‬المتهم‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬دون‭ ‬إرادتهن‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬شقيقتها‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬إرسال‭ ‬تذكرة‭ ‬سفر‭ ‬باسمها‭ ‬للعودة‭ ‬لبلادها،‭ ‬وبينت‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬حراس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الفندق‭ ‬ساعدها‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬سفرها‭ ‬والخروج‭ ‬إلى‭ ‬المطار،‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬إيقافها‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬تأشيرة‭ ‬إقامتها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المدان‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العامين‭ ‬2016،‭ ‬2017،‭ ‬أولا‭: ‬اتجر‭ ‬وأخرى‭ ‬مجهولة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬المجني‭ ‬عليهن‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بنقلهن‭ ‬وإيوائهن‭ ‬بغرض‭ ‬إساءة‭ ‬استغلالهن‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬والتهديد‭ ‬والحيلة،‭ ‬حال‭ ‬كونهن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ظرفية‭ ‬وشخصية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معها‭ ‬الاعتداد‭ ‬برضاهن‭ ‬واختيارهن‭ ‬حال‭ ‬كونه‭ ‬موظفًا‭ ‬عامًا‭.‬

ثانيا‭: ‬حجز‭ ‬المجني‭ ‬عليهن‭ ‬وحرمهن‭ ‬من‭ ‬حريتهن‭ ‬بغير‭ ‬وجه‭ ‬قانوني‭ ‬وذلك‭ ‬باستعمال‭ ‬التهديد‭ ‬والقوة‭ ‬وبغرض‭ ‬الكسب‭.‬