سجّل 149 سيارة خلال 3 سنوات ويبرر جريمته بعلاج ابنته

تأييد الحبس مع وقف التنفيذ لمختلس 3323 دينارًا من “المرور”

| عباس إبراهيم

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬معاقبة‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬وبتغريمه‭ ‬مبلغ‭ ‬3323‭ ‬دينارا‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬مع‭ ‬إلزامه‭ ‬بإعادة‭ ‬ذات‭ ‬المبلغ‭ ‬للإدارة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬ثبت‭ ‬أنه‭ ‬اختلس‭ ‬المبلغ‭ ‬المبين‭ ‬لنفسه‭ ‬دون‭ ‬توريده‭ ‬لخزانة‭ ‬الإدارة‭ ‬بعد‭ ‬تسجيل‭ ‬149‭ ‬مركبة‭ ‬اجتازت‭ ‬الفحص‭ ‬الفني،‭ ‬حيث‭ ‬برر‭ ‬فعله‭ ‬المجرّم‭ ‬بدعوى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بحاجة‭ ‬لهذا‭ ‬المبلغ‭ ‬لعلاج‭ ‬ابنته‭ ‬المريضة‭.‬

وتتمثل‭ ‬واقعة‭ ‬ضبط‭ ‬الطاعن‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬بغضون‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬وحتى‭ ‬2011‭ ‬بصفته‭ ‬مشرفا‭ ‬بقسم‭ ‬تراخيص‭ ‬المركبات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬استولى‭ ‬بغير‭ ‬حق‭ ‬وبنية‭ ‬التملك‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬بأن‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬3323‭ ‬دينارًا‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬رسوم‭ ‬التسجيل‭ ‬السنوية‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬المركبات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬الخاص‭ ‬بتلك‭ ‬الجهة‭ ‬وإثباته‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الحقيقة‭ ‬تمام‭ ‬توريد‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬وصلاحيتها‭ ‬للتسجيل‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم‭ ‬من‭ ‬أصحابها،‭ ‬موهما‭ ‬إياهم‭ ‬بتوريدها‭ ‬لحساب‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬مما‭ ‬ضيع‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭.‬

وبمراجعة‭ ‬المعاملات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬المدان‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سابق‭ ‬للتحقيق‭ ‬بمعرفة‭ ‬شاهد‭ ‬الإثبات‭ ‬الأول‭ ‬بصفته‭ ‬مراقبا‭ ‬عاما‭ ‬لشعبة‭ ‬تراخيص‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬إثر‭ ‬إبلاغه‭ ‬من‭ ‬الشاهد‭ ‬الثاني‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الإدارة‭ ‬بقيام‭ ‬المتهم‭ ‬بإتلاف‭ ‬بعض‭ ‬استمارات‭ ‬التسجيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بفحص‭ ‬المركبات،‭ ‬فتبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتسجيل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحصيله‭ ‬لرسوم‭ ‬التسجيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭.‬

وبمراجعة‭ ‬الشاهد‭ ‬الرابع‭ ‬بصفته‭ ‬مشرف‭ ‬قسم‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬لما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المدان‭ ‬من‭ ‬معاملات‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬حتى‭ ‬2011،‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬تسجيل‭ ‬عدد‭ ‬149‭ ‬مركبة‭ ‬بالحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬للمرور،‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاعن‭ ‬للرمز‭ ‬الوظيفي‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬دون‭ ‬توريده‭ ‬لرسوم‭ ‬تسجيلها‭ ‬البالغ‭ ‬مقدارها‭ ‬3323‭.‬5‭ ‬دينار‭ ‬لخزينة‭ ‬الإدارة‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأنه‭ ‬أثبت‭ ‬بالحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الحقيقة‭ ‬تمام‭ ‬توريد‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬وصلاحيتها‭ ‬للتسجيل،‭ ‬إذ‭ ‬قام‭ ‬بتسليم‭ ‬رسوم‭ ‬إتمام‭ ‬المعاملات‭ ‬من‭ ‬الشاهد‭ ‬الخامس‭ ‬والخاص‭ ‬بمعرض‭ ‬السيارات‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬به‭ ‬لإدارة‭ ‬المرور‭ ‬وكان‭ ‬المدان‭ ‬يعيد‭ ‬له‭ ‬الأوراق‭ ‬بعد‭ ‬تمام‭ ‬المعاملات‭ ‬دون‭ ‬إرفاق‭ ‬سداد‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يخبره‭ ‬بفقدها،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬المدان‭ ‬كرر‭ ‬ذات‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬آسيوي‭.‬

ودلت‭ ‬تحريات‭ ‬ضابط‭ ‬التحريات‭ -‬الشاهد‭ ‬الثالث‭- ‬على‭ ‬صحة‭ ‬ارتكاب‭ ‬الطاعن‭ ‬للواقعة‭ ‬مستغلا‭ ‬نظام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬وقد‭ ‬أقر‭ ‬له‭ ‬الموظف‭ ‬استدلالا‭ ‬بارتكابه‭ ‬للواقعة،‭ ‬كما‭ ‬انتهى‭ ‬التقرير‭ ‬المعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإجمالي‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬استولى‭ ‬عليها‭ ‬الطاعن‭ ‬لنفسه‭ ‬بلغت‭ ‬3323‭ ‬دينارًا‭ ‬و500‭ ‬فلس‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬الطاعن‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أقر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يستولي‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬لعلاج‭ ‬ابنته‭ ‬المريضة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يستغل‭ ‬المراجعين‭ ‬الذين‭ ‬ترتبت‭ ‬عليهم‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬ورسوم‭ ‬تأخير‭ ‬عن‭ ‬التسجيل‭ ‬ويدعي‭ ‬لهم‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬ألغى‭ ‬رسوم‭ ‬التأخير‭ ‬عنهم‭ ‬ويسجل‭ ‬المركبات‭ ‬بالفعل‭ ‬بنظام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬ويتحصل‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبة‭ ‬ويستولي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬له‭ ‬ويصدر‭ ‬لهم‭ ‬شهادات‭ ‬تسجيل‭ ‬دون‭ ‬تحرير‭ ‬أرصدة‭.‬

وكانت‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بغضون‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬وحتى‭ ‬2011،‭ ‬وبصفته‭ ‬مشرفا‭ ‬بقسم‭ ‬تراخيص‭ ‬المركبات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬استولى‭ ‬بغير‭ ‬حق‭ ‬وبنية‭ ‬التملك‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬حيلة،‭ ‬بأن‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬3323‭ ‬دينارًا‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬رسوم‭ ‬التسجيل‭ ‬السنوية‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬المركبات‭ ‬المبينة‭ ‬الوصف‭ ‬بالأوراق؛‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بالتلاعب‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬الخاص‭ ‬بتلك‭ ‬الجهة‭ ‬وأثبت‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الحقيقة‭ ‬تمام‭ ‬توريد‭ ‬رسوم‭ ‬تسجيل‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬وصلاحيتها‭ ‬للتسجيل‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرسوم‭ ‬من‭ ‬أصحابها‭ ‬موهما‭ ‬إياهم‭ ‬بتوريدها‭ ‬لحساب‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬فتوصل‭ ‬بذلك‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬لنفسه‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬وبنية‭ ‬التملك‭ ‬وتضييعها‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭.‬

وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها‭ ‬فإنها‭ ‬أخذت‭ ‬المتهم‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬وتنزل‭ ‬بالعقوبة‭ ‬للحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬وتأمر‭ ‬بوقف‭ ‬العقوبة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بالمادة‭ (‬81‭) ‬من‭ ‬ذات‭ ‬القانون‭.‬